صندوق التكافل

> كتب/ عصام مريسي

>  هل سمعتم بالمثل العدني الشهير القائل: "الاسم كبير والعشاء قليل"؟ مع الاعتذار للمثل، فالعشاء إذا ذكر صندوق التكافل لإدارة التربية في محافظة عدن كان العشاء حنظلاً.
من الأهداف التي وضعت عند إنشاء صندوق التكافل هي مد يد العون عند حاجة المعلم للعون في مرضه أو مرض أحد أفراد أسرته أو في الملمات الطارئة التي في العادة لا يكون المعلم مهيّأً للتعامل معها مالية والحال.

معروف أن رواتب المعلمين مثل كثير من الموظفين لا تفي بأغراض الحياة اليومية، ناهيك عن مواجهة الظروف الطارئة، لهذا فكر الكثير من المعلمين عبر نقاباتهم وإدارات التربية في إنشاء صندوق يكون عوناً للمعلم في مثل تلك الظروف القاهرة والمفاجئة، وكان مشروع صندوق التكافل باقتطاع مبلغ رمزي من رواتب الموظف طيلة فترة الخدمة، وكل ما يعتريه ظرف يتقدم بطلب العون من الصندوق بعد تأكيد إدارة المدرسة أو الجهة التي يعمل فيها مع الأوراق الإثباتية التي تؤكد حالته.

ولكن صندوق التكافل لإدارة التربية والتعليم في محافظة عدن لم يحقق الأهداف المرجوة من إنشائه، ولم يكن عوناً للمعلم والموظف في إدارات التربية؛ وإنما أصبح مجرد وهم وسراب كلما اقتربت لتلمسه وجدته هباءً لا يحقق ما كان الموظف ينشده من المساعدة والعون.
وحتى لا يكون الكلام جزافاً ومحض افتراء وغير دقيق، فالصندوق لا يقدم المعونة الهشة إلا في حال مرض الموظف فقط، دون أفراد عائلته الذين هم تحت إشرافه ونفقته، وفي حال كون المريض يحتاج للسفر إلى الخارج، فيتم تقديم الدعم بعد العودة من العلاج، وقد يصل الدعم في أعلى مستوياته إلى ثلاثين ألف ريال يمني، وهو مبلغ ربما لا يغطي نفقات إقامة ليلة واحد في المستشفيات العلاجية.

والحالة الأخرى، إذا رزق الموظف بمولود بعد المتابعة يصرف له مبلغ 3000 ريال، وهو لا يفي حتى بأجرة عملية الختان، إذا كان المولود ذكراً.
أما في حالة وفاة الموظف تصرف له 50,000 بعد متابعة قد تصل إلى الشهر ويزيد، أي بعد أن يكون الميت قد تحلل في قبره، وكان من المفترض أن مثل تلك المساعدات التي هي في الأصل استقطاعات شهرية من راتب الموظف، وخلال فترة الخدمة كاملة، كان من المفترض أن تقدم فوراً بمجرد الإبلاغ عن الحالة تنزل لجنة من إدارة الصندوق، وتكون متابعة لأحوال المعلمين، وتصرف المساعدات حسب الحالات التي تراها، لهذا كان من المفترض أن يكون في كل مدرسة وإدارة ممثل عن المعلمين والموظفين بمجرد معرفته بالحالة يباشر إجراءات صرف الإعانة، لأنه قد يخلف صاحب الحالة قُصَّر لا يتمكنون من المتابعة والسير في إجراءات صرف الإعانة.

لكن الحاصل إن القائمين على الصندوق فهموا أنهم لم يصلوا إلى إدارة الصندوق إلا لأنهم أصحاب كفاءات، وأن هذا مكان تشريف لهم لا تكليف، وهذا فهم خاطئ لعمل المكلفين به، انطلاقاً من مقولة: "صاحب الحاجة معنّى بالطلب"، وما لهذا أُسّس الصندوق، فالصندوق خدمة اجتماعية يجب أن تنفذ بشكل دوري من خلال رصد الحالات المستحقة ومباشرة صرف الدعم، مع الوضع بعين الاعتبار أن القائمة القديمة للصرف لا تتناسب مع ما يجب تقديمه للمعلم من الدعم، وهي تعد سخرية وضحك على الذقون، والجميع يعلم أن تكلفة علاج المرض العارض قد تجاوز العشرين ألف ريال.

فهل من ينظر في عمل الصندوق وتوزيع الاستحقاقات لمن يحتاجها دون تأخير وبالقدر الذي يفي بالغرض؟!.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى