أسرار تفوق المنتخبات الوطنية

> د . محمد فيصل باحميش

> * بالأمس القريب تمرّد الأحمر الكبير على ثقافة الانهزام والظهور السلبي واستخدم حق الفيتو لإيقاف سلسلة مشاركاته السلبية، وتقمَّص دور الفن التشكيلي لرسم لوحة إبداعية بريشة الوطن المثقل بالهموم ، واليوم الأحمر الصغير يحذو حذوه ، فأشعل فتيل ثورة كروية غيرت خارطة آسيا الجيوكروية ، ونفض غبار النظرة الدونية عن منتخب ظل يبحث عن ذاته ليضع لمسته الأخيرة للوحة يمانية جمالية تهافت العشاق لالتقاط صورة تذكارية أمامها على وقع ألوانها السحرية.

* رُفعت أقلام المنتخبات الآسيوية ، وجَفَّت صحائفها التنافسية ، وفتح الأحمر اليماني سجلات التاريخ بلمسات الإبداع ، وروح الإصرار والتحدي لينقش اسمه في صفحاته المشرقة بأحرف من أداء كلاسيكي ، أفقد المنافس القدرة على المناورة والتحكم بعقارب الساعة الرياضية ، ليصنع الفارق القيمي التنافسي ، فما هو سر ذلك الألق الرياضي؟! الأسطر القادمة ستكشف لثام الخفاء عن تلك الرواية اليمانية الدرامية.

* الاتحاد العام لكرة القدم كان في الموعد وعمل على تهيئة المناخ العام للمنتخبات ، من خلال تحريك مياهها بروزنامة برامج استعدادية كان لها مفعول السحر في التوليد المنطقي لمعاني التنافس فأتت أكلها وظهرت بشكل لافت ، فخطفت الأضواء ، وأسعدت العاشق والمنافس على حدِّ سواء ، ومن العدل والإنصاف الالتفات لتلك المجهودات بعين الرضا والتسليم لأدوارها الوطنية في ضمان التمثيل النوعي لوطننا الحبيب في المحافل القارية والدولية.

* أثبت الناخب الوطني بما لا يدع مجالاً للشك بأن العقلية الوطنية التدريبية ، هي الأقدر في ظل هذه الظروف التي تعصف بتاريخ اليمن على قيادة دفة منتخباته ، فعند تسلمه شارة القيادة الفنية فهو لا يتسلم ثقافة الظهور المشرف في المحافل الرياضية فحسب ، وإنما يتسلم شجرة الوطن بأغصانها المتشابكة والممتدة على مر تاريخه الكروي ، فهو يضع رسمه التكتيكي بما يتلاءم مع خلفيات العناصر المتوفرة، وطبيعة الجوانب السيكولوجية النفسية لها.

* فارق الإمكانيات تُرى بالعين المجردة ، والفوارق الفنية تدرك بأدنى تأمل دون الاستعانة بتقنيات التحليل الاستراتيجي ، والخامات المهاراتية مختلفة نظراً لتكوينها الأيدلوجي ، ولكن الروح الانتصارية وروح الانتماء الوطني ، وروح التحدي على تقديم الإضافة النوعية هي أكبر من أي حافز آخر ، وقد ساهمت في تقليص حجم الفجوة الفنية فظهرت منتخباتنا الوطنية وهي ترفع شعار الندية وهي تقارع تلك المنتخبات صعبة المراس ، بل وتتغلب عليها في بعض أطوار اللقاءات.

* احتكاك العقول دائماً يولد الإبداع ، ويساهم في تقديم الإضافة الجمالية ، فكيف لو كان الاحتكاك من بوابة الاحتراف الخارجي فقد وُلدت الكثير من مفردات الألق الرياضي التي أضيفت إلى قاموس الإبداع اليمني، أفرز ذلك الاحتكاك مستويات من المهارات الفنية، ارتقت بأداء المنتخب من خلال تفعيل مبدأ الشراكة الاحترافية لرفع مؤشر النسق العام للمنتخب ، وقد أرخى ذلك الفكر الاحترافي بظلاله على الأساليب المبتكرة في التعاطي مع لحظات الاختناق التكتيكي بتوفير الحلول للخروج من عنق زجاجة الضغط الخططي للمنافس.

* أخيراً الجمهور اليمني هو رمانة الميزان، والرقم الأصعب في معادلة الحسابات اليمنية، فقد زلزلت هتافاته وأهازيجه الوطنية الفلكلورية مدرجات الملاعب ، وأقضَّت مضاجع استقرار خطوط المنافس بمختلف أدواره ، وبثت معانيها الإيجابية الروح التنافسية في أداء اللاعبين فتحررت القدرات من قيود الواقع السلبي ، وأطلقت عنانها وعانقت المجد الكروي من أقدم نقطة فيه ، لمثلك أيها الجمهور ترفع القبعات احتراماً وتنحني الهامات تواضعاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى