أبين.. غلاء فاحش يطال جميع متطلبات الحياة الضرورية والثانوية

> تقرير/ عبد الله الظبي

> تسببت الأوضاع العامة التي تشهدها البلاد منذ خمسة أعوام، وعدم قيام الحكومة بمهامها وواجباتها تجاه الشعب، وانهيار العملة المحلية، وغياب الرقابة على المحال التجارية، تسببت بارتفاع فاحش في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وغيرها من متطلبات الحياة الضرورية في أسواق محافظة أبين على وجه الخصوص، ومدن ومحافظات البلاد بشكل عام.

ووجد العديد من تجار الجملة والتجزئة من الأوضاع السائدة بيئة مناسبة للربح السريع دون أي مراعاة لأحوال سكان المحافظة، والذي يُعاني السواد الأعظم منهم ظروفاً مادية ومعيشية صعبة للغاية.
وأكد عسكريون لـ "الأيام" أن الوضع المتردي وتوقف المرتبات خلال الشهرين المنصرمين من قِبل الحكومة بطريقة غير مبررة، ضاعف من معاناتهم المادية، وجعلهم عاجزين على توفير أبسط الاحتياجات الضرورية لأسرهم.

وضع سيء
وأوضح المواطن سالم ناصر أن الوضع المعيشي أصبح يزاد سوءاً يوماً بعد يوم، نتيجة لعدم قيام الجهات المسؤولة بدورها في حماية المواطنين من المستغلين.
وقال: "المواد الغذائية التي اشتريناها خلال الشهر الماضي بـ 42 ألف وجدنا بأن سعرها قد قفز في هذا الشهر إلى 60 ألف ريال، وإذا ما سألنا التاجر عن سبب الارتفاع هذا يعيده مباشرة إلى تهاوي عملتنا الوطنية أمام الأجنبية وإلى تجار الجملة".

وأوضح ناصر في حديثه لـ "الأيام" أن الغلاء الفاحش طال أيضاً الأسماك والخضروات والفواكه وغيرها من احتياجات السكان اليومية.
وينخرط معظم سكان المحافظة بالسلكين العسكري والأمني، غير أن توقف صرف مرتباتهم لشهرين اثنين على التوالي، من قِبل الحكومة، فاقم من أوضاعهم المعيشية والمادية.

ظروف صعبة
من جانبه، قال المواطن صالح الحاشي: "الأمور أصبحت صعبة للغاية، بل لم نكن نتوقع أن نعيش هذا الوضع، فالأمراض وارتفاع الأسعار تحاصرنا من جهة، والحرب من جهة أخرى.
وأضاف المواطن عبدالله المعلم: "بات السكان المحليون في محافظة أبين على وجه الخصوص، والمحافظات الأخرى بشكل عام، يشكون من صعوبة الظروف المعيشة نتيجة لاستمرار الحرب التي تشهدها البلاد منذ خمسة أعوام".

وتابع حديثه لـ "الأيام" قائلاً: "أصبح همّ المواطن البسيط يتضاعف يوماً بعد يوم، حتى أبسط مقومات الحياة تكاد تكون منعدمة عنه، فضلاً عمّا تسبب به وضعنا الحالي من غلاء والذي لم يَِطل السلع والمواد الغذائية الأساسية وحسب، بل والخضروات والفواكه والملابس الدراسية وغيرها من مستلزمات العام الدراسي الجديد، وكذا ما آل إليه الوضع الصحي وحال المستشفيات الحكومية وما تمر به من تدهور كبير، وهو ما حولها إلى غرفة إسعافات أولية لا غير. في المقابل أصبحت المستشفيات الخاصة هي الحاضن الرئيسي للمرضى وما يقابلها من ارتفاع جنوني بالأسعار بالأدوية وبغرف الترقيد وما إلى ذلك، وهنا يضع السؤال نفسه: لماذا تفعل مثل هذه المؤسسات الخاصة وما شابهها ويغض الطرف عن المؤسسات الحكومية من خلال تهميشها وطمس دورها؟".

وأضاف: "ومما فاقم أيضاً الوضع لدى المواطنين هو غياب دور السلطات المحلية وعدم القيام بواجبها على أكمل وجه".
وأكد المعلم بأنه لا حل لهذه المشكلة إلا بالعودة إلى الله وإصلاح الأنفس وإيقاف الحرب.

فرق كبير بين الماضي والحاضر
من جانبه، قال المواطن نشوان الحاج: "يُعاني أبناء أبين من ارتفاع متزايد ومستمر في الأسعار، سواء للمواد الغذائية أو الملابس أو الوقود وغيرها من الاحتجاجات الأساسية، والمؤسف أن الجهات المعنية لم تحرك تجاه هذه الأزمات المتتالية على المواطنين ساكناً، وتركت الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام التجار لاستغلال حاجة الناس للكسب السريع، الأمر الذي انعكس سلباً على الأسرة وقدراتها الشرائية".

وأكد الحاج في حديثه لـ "الأيام" أن هناك فرقاً كبيراً في الأسعار بين الماضي والحاضر بسبب للتلاعب الحاصل في العملة واستمرار الحرب وجشع التجار وغياب دور الرقابة.
فيما أوضح أحد تجار المواد الغذائية في زنجبار، عاصمة المحافظة، أن الدَّين يتزايد كل يوم، لاسيما على المنتسبين للأمني والجيش، نتيجة لتوقف صرف رواتبهم في الشهرين الأخيرين".

وباتت المحافظة تشهد حالة من السخط المتصاعد تجاه حكومة الشرعية لفشلها حتى الآن في صرف مرتبات الجيش وتوفير الحد الأدنى من واجباتها من الخدمات، وإيقاف انهيار العملة المستمر وما نتج عنه من ارتفاع كبير في الأسعار.
وزاد الغلاء الفاحش مؤخراً من هموم المواطنين، وأثقل كاهل أرباب الأسر الفقيرة والمعدمة التي باتت تكدح فوق طاقتها لتوفير ولو جزء بسيط من قوتها اليومي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى