أبين.. طلاب يقطعون مسافات طويلة ليتمكنوا من مواصلة التعليم

> تقرير/ سالم حيدرة صالح

> مدير مدرسة بزنجبار: التربية أوقفت المعلم البديل ولم تلزم الأساسيين بأداء واجبهم يقطع طلاب الصفين الثامن والتاسع من مرحلة التعليم الأساسي في منطقة المراقد بمديرية زنجبار عاصمة محافظة أبين، مسافات طويلة بشكل يومي مشياً على الأقدام إلى أقرب مدرسة في عاصمة المحافظة؛ حتى يتمكنوا من مواصلة العملية التعليمية فيها، بسبب النقص في الفصول الدراسية في منطقتهم، فيما يتلقى بقية التلاميذ حتى الصف السابع بمدرسة المراقد وسط ازدحام شديد في الفصول الدراسية الضيقة ويفترش الكثير منهم الأرض بسبب النقص الشديد في المقاعد.

مشكلة قديمة جديدة تُعاني منها المدرسة في مجالات متعددة لم تعمل تجاهها السلطة المحلية ومكتبي التربية والتعليم في المديرية والمحافظة أي حلول، على الرغم من أنها لا تبعد عن مركز المديرية سوى بمساقة قصيرة جدا.

صعوبات كثيرة
وأوضح مدير المدرسة محسن ماطر، أن سير العملية التعليمية في المدرسة التي يديرها تعترضها صعوبات كثيرة بالإضافة إلى افتقارها للعديد من الخدمات، والتي يأتي في مقدمتها عدم توفر الأثاث المدرسية والمناهج التعليمية، وكذا النقص في المعلمين، علاوة على نقص في الفصول، والتي تسببت بحالة من الازدحام نتيجة للكثافة الطلابية في المدرسة، والحرمان من الإذاعة المدرسية.

وأضاف في حديثه لـ "الأيام": "تستوعب المدرسة في الوقت الحاضر التلاميذ من الصف الأول ابتدائي حتى الصف السابع من المرحلة الأساسية، ولهذا نحن بحاجة ماسة إلى بناء فصول إضافة؛ لنتمكن من تدريس الطلاب حتى الصف التاسع، والذين يضطرون حالياً لقطع مسافات كبيرة لمدينة زنجبار بهدف مواصلة العملية التعليمية فيها".

وتابع قائلاً: "ناشدنا فيما مضى مكتب التربية والتعليم مراراً وتكراراً بخصوص هذه المعوقات، ولكن لا حياة لمن تنادي، فضلاً عن إقدامه مؤخراً على إيقاف التعامل مع المعلم البديل مع عدم إلزام المعلمين الأساسيين من أداء رسالتهم التعليمية والتربوية، في الوقت الذي نُعاني فيه من نقص في المعلمين، وحتى الآن لا نعلم ما هي الأسباب وراء هذا التجاهل تجاه مدرستنا".

وتوجه مدير مدرسة المراقد بمناشدة عبر "الأيام" إلى السلطة المحلية ومكتبي التربية والتعليم في المديرية والمحافظة والمنظمات الدولية الداعمة وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي طالبهم خلالها بتقديم الدعم للمدرسة، "وفي مقدمتها بناء فصول دراسية جديدة لنتمكن من مواصلة سير العملية التعليمية والتربوية فيها وبما من شأنه أن يمكن الطلاب والطالبات من مواصلة تحصيلهم العلمي".

تجاهل رسمي
من جانبه، قال عضو المجلس المحلي، عبدالله حسين أحمد: "هذه المدرسة تشهد جملة من الصعوبات تقف عائقاً أمام الطلاب والطالبات لمواصلة تحصيلهم العلمي، أبرزها الكثافة الطلابية وعدم وجود فصول دراسية كافية.. وسبق أن ناشدنا الجهات المسئولة بضرورة بناء فصول دراسية إضافية، كما طرقنا أبواب المسئولين لعمل الحلول المناسبة جراء النقص في المعلمين والكتاب المدرسي حتى لا تؤثر هذه النواقص على مستقبل الطلاب، ولكن مع الأسف جميع مناشدانا لم تلقَ آذاناً صاغية من الجهات المعنية فضلاً عن تهربها، والمؤسف أنها لم تكلف نفسها حتى للنزول إلى هذه المدرسة لتشاهد عن قرب الصعوبات التي تواجهها".
مدرسة المراقد الأساسية
مدرسة المراقد الأساسية

"لدينا حلول ومعالجات"
بدوره، أكد مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية زنجبار، نادر أحمد فضل، أن مكتبه يولي العملية التعليمية والتربوية جلّ اهتمامه وتأتي في إطار مهامه اليومية برغم الصعوبات التي تواجهه، وتأتي في مقدمتها عدم توفر الكتاب المدرسي والكثافة الطلابية الكبيرة في المدارس، إضافة لوجود طلاب من النازحين من محافظتي الحديدة وتعز.
وأضاف في تصريحه لـ "الأيام": "مدرسة المراقد تم إدراجها ضمن المدارس التي سيتم بناء فصول دراسية إضافية لها، وقد قمنا في العام الماضي بتسويرها، وهناك خطة وضعناها لبناء فصول دراسية في عدد من المدارس في المديرية، وهنا نؤكد بأننا ننظر إلى الجميع بعين واحدة".

ولفت فضل إلى أن المكتب قام بالنزول الميداني إلى المدارس بزنجبار لتفقد سير الدراسة فيها مع بداية العام الدراسي الجديد 2019/ 2020م، ويعمل في الوقت الحالي على وضع الحلول والمعالجات لأي صعوبات، مضيفاً: "أما بالنسبة إلى النقص في المعلمين بمدرسة المراقد، فسيتم حل هذه المعضلة، ونحن هنا نحب أن نشير أيضاً إلى أن المعلم البديل تم منع التعامل به في جميع مدارس المديرية؛ حيث يوجد لدينا العديد من المعلمين والمعلمات الذين سيقومون بأداء رسالتهم التربوية على أكمل وجه وسنضرب بيد من حديد تجاه المتقاعسين".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى