إيران.. هل تراجع حساباتها في اليمن بعد إدانتها بهجمات أرامكو

> «الأيام» غرفة الأخبار

> وصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن جريفثس، إلى العاصمة اليمنية صنعاء أمس الأول في إطار الجهود المبذولة لإحياء اتفاق ستوكهولم المتوقف الذي تم التوصل إليه بين الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين في ديسمبر 2018، وذلك في محاولة لوقف عمليات الحوثي الإرهابية في اليمن والتي تشنها على الحدود الجنوبية السعودية.

وقال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفثس: "عقدت لقاءً مثمرًا مع زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي وبحثت معه السبل للبناء على مبادرتهم الأخيرة دعمًا للتهدئة الفورية واستئناف عملية السلام في البلاد".

كان الحوثيون زعموا أنهم من المسئولين عن الهجمات الإرهابية التي ضربت منشأتي أرامكو السعوديتين في بقيق وهجرة خريص، وأنهم من سيروا الطيارات الدرون بدون طيار لما يزيد على 1200 كيلومتر حتى ضربت أهدافها بالسعودية، ولكن هذه المزاعم قللت منها السلطات السعودية التي عرضت في مؤتمر عالمي كبير أجزاءً من الأسلحة والطائرات المسيرة التي قامت بالهجوم وأخذتها من موقع الضربة، والتي أثبتت وفق النتائج الأولية أنها أسلحة إيرانية الصنع، وهو الأمر الذي أيدته أمريكا، ثم لحقتها أوروبا متأخرة على هامش انعقاد الجمعية العامة للأم المتحدة، حيث أدانت فرنسا وبريطانيا (أول من دعم الموقف الأمريكي من دول أوروبا) وألمانيا، إيران واتهموها بالتورط في الهجوم.

وتأتي زيارة جريفثس بالتزامن مع منع ميليشيات الحوثي من دخول أحد كبار مسئولي حقوق الإنسان في الأمم المتحدة لأماكن سيطرتها وأمرت طائرته بالإقلاع من صنعاء بعد الهبوط مباشرة، وفقًا لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان.
وجاء هذا التطور في أعقاب تقرير صادر عن خبراء بتكليف من مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان يورد تفاصيل الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات في حرب اليمن، بما في ذلك العنف الجنسي ضد النساء في السجون التي يديرها المتمردون.

وأخبر المسئولون وكالة "أسوشيتيد برس" أنه بعد وصول ممثل المفوضية، العبيد أحمد العبيد، إلى صنعاء يوم الاثنين الماضي، استقل ضباط أمن المتمردين الطائرة وسحبوا تصريح سفره وأمروا الطائرة بالمغادرة.
وأمس الأول الثلاثاء، قال مكتب جريفثس في بيان إن مبعوث الأمم المتحدة سيبقى لمدة يومين في العاصمة اليمنية، دون إعطاء أي تفاصيل أخرى حول مناقشاته المتوقعة مع قادة الحوثيين.

وقام مبعوث الأمم المتحدة مؤخرًا برحلات مكوكية بين الرياض وصنعاء على أمل إنقاذ محادثات السلام بين الأطراف المتنافسة اليمنية على أساس اتفاق ستوكهولم.
ورحب جريفثس أمس الأول، بالمبادرة الأحادية الجانب لإطلاق سراح المعتقلين المحتجزين في اليمن، ودعا جميع الأطراف إلى ضمان العودة الآمنة للمفرج عنهم إلى منازلهم.

وقال في بيان: "آمل أن تتبع هذه الخطوة مبادرات أخرى تسهل تبادل جميع المحتجزين فيما يتعلق بالنزاع ، وفقًا لاتفاقية ستوكهولم".
وكان الحوثيون قالوا إنهم اضطروا إلى تأجيل العديد من الضربات الإستراتيجية على السعودية، في سبيل تحقيق السلام، حيث جاء ذلك على لسان مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى (بمثابة الرئاسة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين)، خلال لقائه مساء أمس الأول، المبعوث الأممي، مارتن جريفثس.

وأضاف المشاط، حسب الموقع الإلكتروني لقناة "المسيرة" الفضائية التابعة للحوثيين أنه "في سبيل تحقيق السلام قدمنا العديد من المبادرات، التي كان آخرها وقف استهداف الأراضي السعودية مقابل وقف استهداف الأراضي اليمنية".

لكن يظهر أن كلام المسئول الحوثي، يأتي في محاولة تهدئة بإيعاز من إيران، حيث رحب رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، أمس الأول، بتصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بشأن حل الخلافات بين البلدين عبر الحوار، وفق إعلام محلي، وقال لاريجاني في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "فارس" المحلية، إن طهران ترحب برغبة السعودية في حل الخلافات بالحوار، مضيفًا أن "أبواب إيران مفتوحة لذلك"، واعتبر لاريجاني أن "حوارا سعوديا إيرانيا يمكنه حل الكثير من مشاكل المنطقة الأمنية والسياسية"، وشدد في الوقت ذاته على أن طهران "توصي" جماعة "الحوثي" اليمنية بقبول أي وقف لإطلاق النار مع السعودية.

ويأتي الموقف الإيراني غداة تصريحات لـ "بن سلمان" في حوار مع برنامج "60 دقيقة" على شبكة "CBS" الإخبارية الأمريكية، طالب فيها بأن توقف إيران دعمها للحوثيين.
وأعرب ولي العهد السعودي، في الحوار ذاته فجر الاثنين الماضي، عن أمله في أن يؤدي إعلان الحوثيين وقف الهجمات على بلاده، إلى حوار سياسي وإنهاء الحرب في اليمن.

وأعلن بهذا السياق "فتح جميع المبادرات لحل سياسي في اليمن، ونتمنى أن يحدث ذلك اليوم قبل الغد".
كما يأتي الموقف غداة إعلان متحدث الحكومة الإيرانية علي ربيعي، أن الرئيس حسن روحاني، تلقى رسالة من الرياض، سلّمها له رئيس إحدى الدول (لم يسمه)، لكنه لم يقدم أي معلومات عن محتوى الرسالة.

وقبل أمس الأول، الإثنين، ادعى الحوثيون أنهم أطلقوا سراح 350 معتقلًا من سجناء صنعاء، كإستراتيجية لحفظ ماء الوجه.
وكانت مطالبتهم محاولة لإظهار التزام المجموعة المتمردة باتفاقية ستوكهولم، التي تنص على تبادل الأسرى، والانسحاب من قبل الحوثيين من الحديدة وموانئها والتفاهم على رفع الحصار حول تعز.

وقبل وصوله إلى صنعاء، زار جريفثس المملكة العربية السعودية وعمان ونيويورك كجزء من مهمته للوصول إلى السلام في اليمن.
وتُجيد الميليشيا الحوثية ترويج الأكاذيب عبر وسائلها الإعلامية وكتائبها الإلكترونية، وهو ما تجلّى بقوة فيما جرى من إعلان عن إطلاق سراح الـ 350 أسيرًا قريبًا.

في الأثناء، قال رئيس لجنة الأسرى هادي هيج إنه لا يوجد حتى الآن الأرقام التي صدرت عن الصليب الأحمر، لأن جماعة الحوثي سبق أن قالت إنها ستفرج عن 350، وتراجعت وقالت إنها أطلقت سراح 50 أسيرًا سابقًا ثم قالت 9 أيضًا أفرجت عنهم سابقًا، ثم قالت إنها أطلقت شخصًا واحدًا رغم أنه أطلق هو والبعض ضمن تبادل جزئي، حتى قال الصليب إنه تم الإفراج عن 290، بحسب ما أورده الصليب الأحمر.

وأضاف هيج أن التحالف سبق أن أطلق أكثر من 110 أطفال كانوا يقاتلون في صفوف الحوثيين وتم أسرهم من قبل قوات الجيش في العديد من جبهات القتال، وتم تسليم هؤلاء الأسرى لذويهم عبر الصليب الأحمر الدولي، دون ضجيج إعلامي.

من جهتها، فندت المنظمة اليمنية للأسرى والمختطفين مزاعم الحوثيين، مؤكدة أن الآلاف من المختطفين الذين اعتقلتهم الميليشيا من منازلهم وأماكن أعمالهم والطرقات العامة لا يزالون في سجون الميليشيا، وقد تجاوز وجود أغلبهم ثلاث سنوات، مشيرة إلى أنه جرى تعذيبهم نفسيًا وبدنيًا وحرمانهم من أدنى الحقوق الأساسية بطريقة مخالفة لأدنى حقوق الإنسان، كما أوضحت المنظمة في بيان لها أن ميليشيا الحوثي عمدت إلى اتخاذ المختطفين دروعًا بشرية وسجنهم في مناطق تخزين الأسلحة.

وأكدت المنظمة اليمنية للأسرى والمختطفين، أن من بين من روّجت الميليشيا إطلاقهم، بعض الأسماء التي سبق الإفراج عنهم قبل فترة طويلة، بالإضافة إلى أن أغلبهم ليسوا ضمن قوائم السويد، مؤكدة أن أغلبهم مختطفون مدنيون ولا يوجد أسير واحد.
وكشف تقرير حقوقي حديث عن ارتكاب ميليشيات الحوثى الانقلابية، آلاف الانتهاكات والجرائم بحق المدنيين في محافظة الضالع، جنوبي اليمن، خلال الشهرين الماضيين.

وأفاد التقرير الصادر عن المركز الإعلامي لجبهة محافظة الضالع، حسبما أفادت قناة "العربية" الإخبارية، أمس الأربعاء، بأن ميليشيات الحوثي الانقلابية والمدعومة من إيران ارتكبت 10123 انتهاكا بحق المدنيين فى محافظة الضالع التى شنت عليها سلسلة هجمات خلال الشهرين السابقين وحتى 30 سبتمبر الماضي، مؤكدا أن الجماعة الحوثية لم تنجح بتحقيق أهدافها العسكرية، لكنها في المقابل نجحت في تعميق الجراح الإنسانية من خلال انتهاكاتها الممنهجة بحق المدنيين.

ووثق فريق الرصد بالمركز، وفقًا للتقرير، 130 حالة قتل بينهم 12 طفلا و10 نساء و272 حالة إصابة بينهم 40 طفلا و22 امرأة، كما تم توثيق 40 حالة اعتقال واختطاف وإخفاء قسري بينهم 10 أطفال.
وأشار التقرير إلى أن الميليشيات الحوثية تعمدت كعادتها سياسة التدمير الممنهج للبنية التحتية من ممتلكات عامة أو خاصة ومنشآت خدمية ومؤسسات صحية وتعليمية ومنازل ومزارع ودور عبادة، حيث دمرت 642 منشأة منها 91 منزلا تضررت بشكل كلى و514 منزلا بشكل جزئي وفجرت 24 منزلا و3 جسور.

وأكد التقرير أن الميليشيات الحوثية قامت بإتلاف ونهب 214 مزرعة للمواطنين وتدمير 12 مضخة.
ورصد التقرير 21 انتهاكا في القطاع التعليمي، منها تدمير 3 مدارس بشكل كلي و6 بشكل جزئي و2 كلية جامعية و2 معهد تقنى ومهني، وتحويل 8 مدارس إلى ثكنات عسكرية والاعتداء على سيارة إسعاف و3 مسعفين صحيين.

وأوضح أن الميليشيات الحوثية زرعت الألغام الفردية في الطرقات العامة وبالقرب من منازل المواطنين بشكل عشوائي، ما أدى إلى مقتل وجرح 18 مدنيا منهم 6 قتلى، كما وثق التقرير مقتل صحافي وإصابة اثنين خلال تغطيتهم للمعارك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى