اليمن والمصير المجهول

> سلطان حميد الجسمي

> على المجتمع الدولي اتخاذ كل الحلول الجادة لإيقاف التوغل الإيراني ودحر جماعة الحوثي، وإلا فإن اليمن إلى مصير مجهول.

يعجز المجتمع الدولي عن إيجاد حلول جادة لإنقاذ اليمن من المصير المجهول، فالحكومة اليمنية الشرعية اليوم في نوم سياسي عميق لا تميز بين الأعداء الحقيقيين والأصدقاء الأوفياء الجديرين بالتقدير، وإيران تمكنت من التحكم في ميليشيات الحوثي ودعمهم بالمال والسلاح. أما عن الدور الأممي، فإن المبعوث الأممي جريفثس، طالب زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي بوقف التصعيد في الخطاب الإعلامي والسياسي ضد السعودية والتحالف العربي بعد إعلان رغبة المملكة العربية السعودية وإيران بالحوار، والتوصل إلى حل سياسي لتسوية الخلافات بين البلدين، ولكن المتفق عليه هو أن مصير اليمن ما زال مجهولاً.

مما لا شك في أنه إذا توقفت إيران عن دعم ميليشيات الحوثي، فإنه خلال أيام معدودة ستنسحب الميليشيات الحوثية من الحرب في اليمن، وتعود الحياة الطبيعية تدريجياً بعد أيام قليلة بسبب نفاد المال والسلاح عن الميليشيات الإرهابية التي تسعى بقوة، إلى وضع اليمن في مستنقع من الخراب لا نهاية له، وجعله إحدى بوابات إيران لنشر الفوضى في المنطقة والتدخل في الشأن الخليجي الداخلي، وتهديد الاستقرار العالمي، إلا أن هذا المسعى بعيد كل البعد عن المنال، فهذه المحاولات ليست سوى محاولات يائسة بعدما دفعت خلالها إيران من مال شعبها المليارات لدعم هذه الميليشيات، لكن دون فائدة، وأوقعت اليمن في مصير مجهول ومظلم.

وعلى الرغم من الاعتداءات الأخيرة على آبار النفط السعودية، والهجمات الإرهابية المتكررة من قبل الحوثي المدعوم من إيران بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة في محاولة للضغط على الحكومة السعودية، فإن هذه الاعتداءات انقلبت على الحوثيين، فقد قوبلت بإدانة دولية؛ لما تمثله من تهديد مباشر للاقتصاد العالمي.

تقوم الحكومة السعودية بعمليات المفاوضات بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والمجلس الانتقالي الجنوبي لإخماد النار ووقف الصراع بينهما، من أجل توحيد الصف اليمني ومواجهة العدو الحقيقي (الحوثيين)، وأتى الدعم الكامل لهذه المساعي من دولة الإمارات الساعية دائماً إلى إنهاء الحرب، واسترجاع الشرعية وإعادة الحياة الطبيعية في اليمن.

يشيد المجتمع الدولي اليوم بقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، حيث إنها تقوم يداً بيد مع القوات المسلحة اليمنية في الأماكن التي تم تطهيرها من الحوثي، بإعادة الحياة الطبيعية والمستقرة للسكان، وتأمين وصول المساعدات الغذائية والدوائية، وحماية قوافل المساعدات الخارجية التابعة لمنظمات الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية الأخرى حول العالم، مما لقي تأييداً وإشادة دوليين لقوات التحالف العربي.

فاليوم ومع وجود قوات التحالف العربي في اليمن، فإن ذلك يعني أن اليمن يعيش مرحلة الحفاظ على الوطن من الحوثي وإيران على عكس التوغل الإيراني الذي أشعل الحرب بالوكالة هناك، واليوم تُجبر إيران بسبب كل هذه الانتهاكات المجتمع الدولي على فرض عقوبات عليها وعلى شعبها.

وبسبب الحرب والتدخل الإيراني في اليمن ودعم الحوثي، فإن مصير اليمن إلى مجهول، وهناك مخاوف من كارثة حقيقية كبيرة جراء الفساد والمجاعة والتشريد ونشر الجهل والقتل ونهب ثروات الشعب اليمني، وضرب الجيران من الأراضي اليمنية وتدمير البنية التحتية ونشر الأمراض واستخدام المستشفيات والمدارس كأماكن معسكرات للميليشيات الحوثية، وغيرها من انتهاكات صارخة للقوانين الدولية من تجنيد الأطفال واستعمالهم وقوداً للحرب بدلاً من إعطائهم حق العيش والتعليم.

على المجتمع الدولي اتخاذ كل الحلول الجادة لإيقاف التوغل الإيراني ودحر جماعة الحوثي، وإلا فإن اليمن إلى مصير مجهول.

"الخليج"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى