في الجنوب.. إرادة وحسم عسكري يقابلها إدارة مدنية مترددة

> جمال مسعود

> نجاحات باهرة وانتصارات عظيمة حققها الجنوبيون عسكرياً في جبهات الدفاع عن حياض الجنوب أم في جبهات التحرير للمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.. قوة ردع عسكرية بشهادة الخبراء والمحللين العسكريين لا غبار عليها وإنجازاتها العسكرية يتحدث عن العدو قبل الصديق في الوقت الذي تتمترس فيه قوات ما يطلق عليها بالجيش الوطني بقيادة المقدشي وزير الدفاع وهيئة الأركان العسكرية والإشراف العام من قِبل الجنرال الأحمر بفيالق الفرقة والمجاهدين المتعددي الجنسيات الذين انحرفت بهم أعينهم عن جبهات القتال ليتجهوا نحو شبوة وصحاريها لحمايتها من الانقلابيين الحوثيين غير المتواجدين إلا في الجهة المعاكسة..

سراب وأوهام وخداع وتآمر لا يتواجد إطلاقا في الجنوب ولا عند القوات الجنوبية.. وفاءً للقسم العسكري ولتوجيهات القائد العام وعهد الأشقاء صدقاً ووفاء حياة وموت لا تراجع ولا خذلان، صدقوا الله فصدقهم، بذلوا الجهد فاستحقوا النصر، وهاهم يشقون غبار الحرب، ويفتحون أي باب طرقوه، وسيفتحون بإذن الله كل مديرية أو محافظة، وسينتزعونها من أيادي البغاة الغاصبين ويعيدوها للشرعية كما عاهدوا الله وعاهدوا الرئيس عبدربه منصور وعاهدوا التحالف العربي، وأمجادهم مسجلة في سجل الأبطال، وصفحات التاريخ ناصعة بالوفاء الجنوبي للعهد العسكري وتحقيق الانتصارات.

الوفاء والعهد العسكري والبطولة والفداء العسكرية للجنوب والجنوبيين يختلف نوعاً ما عن الوفاء والعهد المدني وكذا البطولة والفداء العسكري لعله ينعدم في الجانب المدني..

فالتحدي العسكري اقتحمت أسواره القوات الجنوبية ودكت معاقله فاستأصلت شأفته وأزالت غطرسته وغروره، وخلصت الجنوب من شره وشيطانه.. أما التحدي المدني فلا ولم ولن يستطيع البتة أي فصيل عسكري من التعامل معه، فأدواته غير تلك الأدوات التأديبية التي تفوق فيها العلاج عسكرياً، وتمت مداواة جراحات الجنوبيين من الوجع العسكري، بينما الصداع والنزيف في الجسد الجنوبي مدنياً لا زال بعيداً عن معرفة المرض الصداعي النازف للخيرات والمقدرات والثروات والمصداقيات والالتزامات والانضباطات والوفاءات والإخلاصات الإدارية والمالية والقانونية والرقابية والإشرافية والخدمية التعليمية الصحية البلدية النقلية المصفاتية النفطية المطارية الضرائبية التأمينية..

فكل الجسد المدني من منبت شعره حتى أخمص قدمه يئن ويرزح تحت وطأة المرض والفساد المستشري، وعجز الخبراء والاختصاصيون عن تشخيص حالته لمعرفة كيفية علاجه.. بينما علاجه أيسر مما يتوقعه كل خبير. فلا تعجز الأمم في إنقاذ نفسها، فعندما تحل الكوارث والنوازل بالشعوب تذوب الخلافات والصراعات ويصطف الشعب بكل مكوناته مع بعضه لإنقاذ نفسه، ويساهم كل فرد في المجتمع بدور معين مع الشعب في عملية الإنقاذ حتى يخرج إلى بر الأمان مالياً وإدارياً..

فالاقتصاد والسياسة والاجتماع لا يخلو شعب في العالم من توفر تلك الخبرات التي لو أضيف إليها حب الوطن والوفاء له والتضحية والفداء من أجله لانتصر الشعب وانتصر الجنوب مدنياً كما انتصر عسكرياً مثل العسكريين الذين يضحون بأرواحهم فداءً للوطن، فينتصرون في كل ساحة ومعركة إلا نحن في الجانب المدني لا زلنا في مرحلة التعثر والإخفاق لم نتمكن من توفير كهرباء، وتوصيل مياه، وتسليك مجاري، وتحسين اتصالات، وتزويد محطات بالوقود، وطباعة كتاب مدرسي، وصرف راتب موظف، وإزالة قمامة بشكل طبيعي واعتيادي، ومنح بطاقة شخصية وجواز سفر للمرضى فقط ولغرض العلاج، ورقابة على الفساد، ومحاصرة بلاطجة، ومنع حمل السلاح، وتحسين مدينة وتطبيع حياة في المدن، وفتح ممرات وإزالة سواتر وخرسانات.

لا ولم نستطع حتى يومنا هذا من الاستقرار على حالة والتثبيت عليها ذاك لأننا لسنا عسكريين نفدي الوطن بأرواحنا ودمائنا، نترك كل النزوات والشطحات والتخرصات ونحمل سلاحنا المدني كما حمل العسكريون سلاحهم الناري وقاتلوا به بإخلاص حتى منّ الله عليهم بالنصر مقبلين غير مدبرين صادقين في عهدهم مع الله ورئيسهم والداعم لهم وفاء الرجال للرجال، غيرنا نحن المدنيون ليست معنا أيدٍ نحمل بها سلاح العمل من أجل الوطن، وليس معنا ألسن نتكلم بها في الدفاع عن سيادة الوطن جنوبنا الغالي، وليست معنا أقلام نكتب بها عن عزة ورفعة الوطن.. ألا ليت الشعب الجنوبي كله عساكر لكان الجنوب في صف الدول العظمى؛ لكنه قوي عسكرياً وضعيف مدنياً.. فلقد أخذ بالوحدة اليمنية أكثر من 25 سنة، أخذ القوة العسكرية من الجنوب والخوار والانهزام والضعف المدني من الشمال، فهو عسكرياً جنوبياً ومدنياً شمالياً ولا زال محتلاً مدنياً من قِبل الشمال، فعليه أن يخرج يطالب بفك الارتباط المدني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى