الكوليرا تغزو عدن مجدداً

> تقرير/ بديع سلطان

> مصدر: أسباب عدة وراء انتشار الوباء أبرزها ركود مياه الأمطار
بدأ شبح الأوبئة والأمراض يطل بوجهه القبيح في مدن العاصمة عدن مجدداً، بعد عجز الجهات المعنية في مواجهة تبعات هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة بداية أكتوبر الجاري، فيما أعلنت منظمات دولية صحية، خلال الأسبوعين الماضيين، مخاوفها من تفشي أمراض كالكوليرا والملاريا وحمى الضنك في المدينة.
مخاوف أكدتها المرافق ومكاتب الصحة التنفيذية في عدد من مديريات العاصمة، التي اعترفت بانتشار وباء الكوليرا، إذ أعلن مكتب الصحة العامة والسكان في مديرية البريقة، عن إصابة ما يزيد عن 30 شخصاً بهذا المرض.

أسباب كثيرة
وأوضح مدير مكتب الصحة بالمديرية، فهد عبد القوي، لـ "الأيام" أن أغلب الحالات المسجلة والتي بلغت 32 حالة، تم رصدها في مربع حارة الضباط في منطقة صلاح الدين.
وأعاد عبدالقوي، أسباب انتشار الوباء إلى ركود مياه الأمطار التي هطلت بغزارة على المدينة بداية أكتوبر الجاري.. مؤكداً أن تلك البؤر تمثل بيئة خصبة لانتشار المرض، خاصةً في ظل غياب الإمكانيات المتاحة للتخلص من مستنقعات المياه الراكدة.

وأكد مدير مكتب الصحة بالمديرية أن ما فاقم المشكلة وأدى إلى ظهور إصابات بالمرض، هو اختلاط مياه الأمطار الراكدة الملوثة، مع مياه الشرب، عبر توصيلات المواسير المتهالكة إلى منازل المواطنين.

ولفت عبدالقوي إلى أن أغلب المصابين تجاوزوا حالة الخطر، ولم يتبقَ إلا القليل في مستشفى صلاح الدين العسكري، ومركز معالجة الكوليرا، تحت العلاج والملاحظة، مشيداً في السياق ذاته بتجاوب كل من وكيل الوزارة للرعاية الصحية الأولية، د. علي الوليدي، ومدير عام مكتب الصحة بعدن د. جمال خدابخش، ومدير عام الرعاية الأولية د. محمد مصطفى، ومدير عام مكافحة الأمراض والترصد الوبائي د. منال، على تفاعلهم الإيجابي.

70 ألف حالة
وبلغ إجمالي عدد حالات الإصابة والاشتباه بالكوليرا، على مستوى عموم البلاد، منذ بداية العام 2019م، نحو 70 ألف حالة.
وأكدت نشرة صادرة عن المجموعة الصحية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، أن تفشي وباء الكوليرا في البلاد أودى بحياة 845 شخصاً خلال الثمانية الأشهر الماضية، مع استمرار عرقلة مليشيات الحوثي عمل مقدميّ الخدمات الصحية في غالبية المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

في الوقت الذي قالت فيه وزارة الصحة اليمنية في إحصائية رسمية إن عدد الوفيات بسبب وباء الكوليرا بلغ خلال العام الجاري إلى 872 حالة وفاة.

الأطفال أكثر الضحايا
وأكدت نشرة المجموعة الصحية اليمنية، الصادرة في شهر أغسطس 2019، أن الإجمالي التراكمي لحالات الكوليرا المشتبه بها بلغت 671 ألفاً و598 حالة، من الحالات المبلغ عنها خلال الفترة من يناير وحتى نهاية أغسطس الماضي.
وأشارت إلى أن عدد الحالات التي تم الإبلاغ عنها، خلال أغسطس الماضي فقط، بلغت 73 ألفاً و802 حالتين، يمثل الأطفال دون الخامسة 25 %، في حين يمثل كبار السن الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً 7 % من إجمالي الحالات المشتبه فيها.

وأوضحت النشرة أن المحافظات التي أبلغت عن أكبر عدد من حالات الكوليرا المشتبه بها خلال شهر أغسطس 2019، هي محافظات الحديدة وصنعاء (10371) حالة، وأمانة العاصمة (7286)، وأبلّغت إب عن (6603)، ووصل عدد الحالات التي تم الإبلاغ عنها في محافظة حجة إلى (5998) حالة مشتبه فيها.

تجدر الإشارة إلى أن شركاء المجموعة الصحية العاملة في اليمن تضم 6 وكالات تابعة للأمم المتحدة، و29 منظمة غير حكومية دولية، و36 منظمة غير حكومية محلية، يدعمون خدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية في جميع أنحاء البلاد، حيث يحتاج 19.7 مليون شخص إلى المساعدة الصحية، من بينهم 14 مليوناً في حاجة ماسة، وفقاً للأمم المتحدة.

معوقات
وبحسب النشرة، لايزال الحوثيون يضعون الصعوبات ليتعذر الوصول إلى 75 مديرية تعاني من تفشي وباء الكوليرا، إضافة إلى معوقات الأمن وعدم كفاية العاملين الصحيين من حيث القدرات والأعداد، بحسب قائمة التحديات التي أوردتها.

وأكدت نشرة المجموعة الصحية أن أغلبية السكان اليمنيين لديهم إمكانية محدودة للوصول إلى الخدمات الصحية نتيجة الظروف الاقتصادية القاسية التي تؤثر بشكل أكبر على القدرة الشرائية والانتقال من نقطة إلى أخرى، مع استمرار انخفاض قيمة الريال اليمني وارتفاع تكاليف النقل وانعدام الأمن، ونقاط التفتيش وحواجز الطرق، ما يزيد من تعقيد الوضع المتفاقم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى