«مخرجات الحوار» سبب الحرب.. فهل تكون سببا للسلام؟!

> المحامي يحيى غالب الشعيبي

> هناك مبررات وأسباب موضوعية ومنطقية لعدم جواز التمسك بمخرجات حوار صنعاء من قبل الشرعية ومن قبل الدول الراعية للسلام، ومن هذه الأسباب ما يلي:
أولا: أن مخرجات الحوار هي سبب الانقلاب وسبب الحرب بل وسبب رئيسي في تدمير البلد وتهديد أمن المنطقة بعد رفض الحوثي لتلك المخرجات وإعلانه الانقلاب المسلح على الحكومة بصنعاء، ومن المستحيل تكون مخرجات الحوار سببا للسلام ووقف الحرب الذي يسعى إليه المجتمع الدولي.

ثانيا: أسلوب المكابرة من الشرعية واستفزاز الشركاء قبل الخصوم والظهور بمظهر القوي بشروط تعجيزية لا تنتج حلولا للسلام، كل ذلك سبب رئيسي لاستمرار الحرب واستمرار الشرعية وعبثها واختلاق أزمات داخل صف التحالف واللعب على المتناقضات، وتستغل وضع دول التحالف وبالذات السعودية لابتزازها بوسائل غير مشروعة.
ثالثا: مخرجات الحوار بصنعاء، ما تسمى دولة اتحادية (أقاليم)، هي نسخة من وثيقة العهد والاتفاق في الأردن عام 94 دولة اتحادية (أقاليم مخاليف)، والتي اندلعت بسببها حرب احتلال الجنوب، ومخرجات حوار صنعاء سبب الحرب واحتلال الجنوب للمرة الثانية عام 2015م، لذلك فمن غير المنطقي أن تكون هذه المخرجات سبب الحروب وتكون سببا للسلام، وأثبت الواقع فشلها بل ونتائجها الكارثية.

رابعا: شعب الجنوب عبر عن رفضه السلمي التام الواعي العلني لتلك المخرجات تعبيرا واعيا، لعلمه المسبق بأنها ستكون سببا للكوارث والحروب، وكان رفضه الواعي في محله، وأيضا لم يشارك ممثلوه في مؤتمر حوار صنعاء، والعالم والإقليم يعلم أن الجنوب رافض لتلك النتائج قبل خروجها للعلن.
خامسا: محاولة الشرعية وضع مخرجات الحوار كشروط تعجيزية على وفد الانتقالي بحوار جدة لا تجدي نفعا ويدل على أن الشرعية لا تبحث عن السلام، والمجلس الانتقالي ممثل للجنوب اليوم وهو امتداد للحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية التي شاركت مع دول التحالف بطرد التمدد الحوثي وتحرير الجنوب والتوغل نحو مناطق الشمال حتى اليوم ليس دفاعا عن مخرجات الحوار، وهذا تعلمه الشرعية ويعلمه التحالف أن عاصفة الحزم لم تنطلق للدفاع عن مخرجات حوار صنعاء، وأن المشاركة بالحرب من أبناء الجنوب مع التحالف كان لرفض وطرد التمدد الحوثي الإيراني ولإخراج القوات العسكرية الجاثمة على الجنوب منذ 94، وأن الجنوب قضية شعب ووطن.

سادسا: من العيب، بل تعتبر مهزلة سياسية أن يتفرد حزب الإصلاح كحاكم للشرعية يتبنى مخرجات الحوار للمناكفة والأزمات والحروب وبتوقف الإصلاح عن الحرب ضد الحوثي ويوجه قواته لاجتياح عدن والجنوب، وقوات الانتقالي تقاتل الحوثي بالجبهات وتضحيات جسيمة أكثر من 500 شهيد ومئات الجرحى بجبهة الضالع فقط بالحرب الثانية المستمرة حتى اللحظة، ويريد حزب الإصلاح من الانتقالي أن يقبل بمخرجات حوار شعب الجنوب كان رافضا له، ولا يريد الإصلاح هزيمة الحوثي، لذلك فإن الجنوب اليوم أمام مشهد مأساوي يتكرر بمحاولة فرض الوحدة بالقوة ويراد لهذا المشهد أن يتكرر برعاية دول التحالف العربي، وهذا غير مقبول بالمطلق.

الخاتمة ثلاثة أسئلة
السؤال الأول: من هي القوى السياسية شمال اليمن وجنوبه المتمسكة بمخرجات الحوار؟ فالحوثي كان مشاركا بمؤتمر الحوار وبعدها انقلب وهيمن على الشمال وتحول من انقلابي إلى طرف سياسي بموافقة الشرعية..
وكذا المؤتمر الشعبي كان حينها غير مشارك بفاعلية في مؤتمر الحوار وبعدها انظم عفاش وحزبه للحوثي بالحرب ضد المخرجات ولازال حزبه بصنعاء مؤيدا للحوثي.

السؤال الثاني: لدول التحالف والمملكة العربية السعودية بالذات.. هل انطلقت عاصفة الحزم لتنفيذ مخرجات الحوار أو للدفاع عن أمن المنطقة؟
السؤال الثالث: للمملكة العربية السعودية أيضا.. هل قوات عاصفة الحزم سلاح بيد حزب الإصلاح لتنفيذ أجندته السياسية؟ وهل هو ممثل دول التحالف سياسيا والوجه السياسي للتحالف بعاصفة الحزم؟
وهل تتوقعون تحقيق سلام بقادته اليدومي وعلي محسن والزنداني الذي أفشلوا حرب عاصفة الحزم؟! فكيف يحققون سلاما ولا توجد سابقة سياسية بالتاريخ أن الإخوان المسلمين حققوا سلاما؟!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى