اتفاقية جدة.. انفراج أم انفجار

> نجيب صديق

> جرت العادة بعد كل أزمة تشهدها بلادنا وعلى مدى خمسين عاماً أو أكثر ومنذ ما قبل استقلال الجنوب، وفيما بعد 26 سبتمبر.. أنه بعد كل اتفاق ينفجر الوضع حربا واقتتالا أكثر مما كان عليه قبل كل الاتفاقات.. هكذا جرت عادتنا في الاتفاقات.
وإذا استعرضنا تاريخنا في الأزمات السياسية خلال الفترة الماضية نجد أن الضحية في كل تلك الأزمات وصراعات المتصارعين على حكم البلاد هو الأرض والإنسان.

لقد لعب التدخل الخارجي إقليميا ودوليا في بذر تلك الصراعات، وأسس لتلك الحروب.. وليس ببعيد تلك الاحترابات منذ حرب السبعين يوما في الشمال.. أو الحرب الأهلية قبل الاستقلال في الجنوب مرورا بكل انعطافات الأزمات السياسية والوطنية التي عصفت بتأسيس دولة عمادها الاستقرار والتنمية.

إن الحروب والاحتراب التي شهدتها اليمن شمالا وجنوبا تأتي بعد توقيع اتفاقات ومعاهدات وتسويات سرعان ما يجف مداد توقيعها لتندلع حربا ضروسا تأتي على الأخضر واليابس.
وها نحن اليوم أمام مفترق طرق يعيد التاريخ نفسه، بعد أزمة شهدها الوضع القائم الذي أثبت أن لا سلم ولا حرب.

وتتصدر تلك الوضع نيران حرب طال أمدها منذ ما يقارب خمس سنوات، لم تنطفئ جذوتها... سببها هشاشة نظام وضع نفسه في مأزق مواجهة التحديات الوطنية فانهزم الجميع أمام وطن يشتاق للحرية والعدالة والمساواة.
نحن اليوم يا سادة أمام اختبار.. هل ننتصر للحرية والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والخدماتي في هذه الاتفاقية، أما أننا نعيد التاريخ في صورة ملهاة؟ فهل الانفراج سيأتي أم الانفجار قادم؟

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى