أزمة الرهائن الأميركيين في إيران.. أرشيف وأحداث

> باريس «الأيام» انطوانيت شلبي-معلا

> قبل 40 عامًا، اقتحم طلاب إسلاميون مقر السفارة الأميركية في طهران واحتجزوا 52 أميركيًا كرهائن لمدة 444 يومًا في أزمة باتت رمزاً للخلاف التاريخي المرير بين البلدين.

في ما يلي سرد للأحداث من أرشيف فرانس برس:

اقتيدوا معصوبي العينين
في منتصف نهار الرابع من نوفمبر 1979، اقتحم ما بين 300 و400 طالب جامعي متشدد مقر السفارة الأميركية وسط طهران عبر التسلّق على أسوارها.
وعرّفوا عن أنفسهم على أنهم من أتباع الإمام الخميني وطالبوا بتسليم الشاه الذي تمت الإطاحة به محمد رضا بهلوي الذي كان يخضع للعلاج في الولايات المتحدة.

وقال مراسل فرانس برس من الموقع حينها إن الطلاب الذين كانوا "مسلحين بالهراوات" اجتاحوا السفارة "بعد ثلاث ساعات من المقاومة أطلق خلالها عناصر المارينز قنابل الغاز المسيل للدموع قبل أن يتم احتجازهم كرهائن".
وتم احتجاز أكثر من 60 رهينة أميركي، كبّلت أيديهم وعصبت أعينهم.

وتم إطلاق سراح البعض سريعًا بينما واجه 52 منهم المحنة بأكملها.
وروى مراسل فرانس برس "علق حبل مشنقة أمام السفارة، وفي طرفه لافتة كتب عليها من أجل الشاه".

وتابع "بجانبه أُحرق العلم الأميركي أمام القبضات الممدودة لمئات الأشخاص الذين حضروا للتعبير عن دعمهم لمحتلي السفارة".

"الله أكبر"
استُبدل العلم الأميركي بلافتة خضراء كُتب عليها "الله أكبر".
وجاء في تقرير فرانس برس "كان مكبرا للصوت يزعق شعارات مناهضة للولايات المتحدةوسط آيات قرآنية وأناشيد ثورية، بينما انتشر عناصر الشرطة والحرس الثوري أمام جدار غطته عبارات بعضها مناهض للولايات المتحدة".

وسار طلاب ملتحون يحملون هراوات وطالبات يرتدين التشادور التقليدي يحملن صور الخميني في محيط حدائق السفارة.
وجاء في أحد التقارير "تم تمرير الخبز وعلب تحتوي على شطائر إليهم عبر الأسوار".

نظام أكثر تشدداً
أوقد الهجوم على السفارة الذي بدا عفويًا الحماسة في الثورة الإسلامية.
وهمّش القادة الدينيون المتشددون رئيس الحكومة الانتقالية المعتدل مهدي بازركان الذي كان من الممكن أن يتفاوض مع الولايات المتحدة.

وتظاهرت حشود الإيرانيين دعمًا لاحتلال السفارة على وقع هتافات "الموت لأمريكا".
وفي السادس من نوفمبر، استقال بازركان ليتولى مجلس الثورة الإسلامية الذي يهيمن عليه رجال الدين الحكم.

ورفضت إيران بيع النفط للولايات المتحدة التي ردت بفرض حظر على السلع الاستهلاكية وجمّدت الأموال الإيرانية المودعة في مصارفها.
وفي السابع من أبريل 1980، قطعت حكومة الرئيس الأميركي آنذاك جيمي كارتر العلاقات الدبلوماسية مع إيران وفرضت حظراً تجاريًا.

محاولة إنقاذ كارثية
انتهت عملية إنقاذ عسكرية سرّية للغاية أطلق عليها "عملية مخلب النسر" بكارثة في 25 ابريل عند نقطة تجمّع وإعادة تزويد بالوقود في الصحراء، على بعد نحو 400 كلم جنوب شرق طهران.
وتسببت عاصفة رملية مفاجئة بتحطّم مروحية وطائرة شحن من طراز "سي-130"، ما أسفر عن مقتل ثمانية عناصر. وتوقّفت العملية على إثر ذلك.

ورأى الخميني في الحادثة عقابًا من الله بحق الولايات المتحدة التي وصفها بـ"الشيطان الأكبر".
وتم نقل الرهائن إلى عدة مدن بينها قم المقدسة.

وفي 27 يوليو، توفي الشاه في القاهرة. وأصر حينها الطلبة على أنهم لن يفرجوا عن الرهائن قبل إعادة ثروته الشخصية لإيران.

انتهاء الأزمة بعد 444 يومًا
في سبتمبر 1980، وضع الخميني أربعة شروط لتحرير الرهائن، هي إعادة ثروة الشاه والإفراج عن الأموال الإيرانية المجمّدة في الولايات المتحدة وإلغاء المطالب الأميركية بالحصول على تعويضات والتوقف عن التدخل في شؤون الجمهورية الإسلامية الداخلية.
وتم التوصل في 19 يناير 1981 إلى اتفاق بين واشنطن وطهران بوساطة جزائرية على إخلاء سبيل الرهائن. وبالفعل، تم تحريرهم في اليوم التالي، تزامنًا مع تنصيب رونالد ريغان رئيسًا للولايات المتحدة.

وأما السفارة، فتحولت إلى متحف لفضح "جرائم" الولايات المتحدة بحق إيران.
أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى