نفوق الأسماك على شواطئ عدن.. ناشطون يؤكدون و"علوم البحار" تنفي

> عدن «الأيام» بديع سلطان

> شكلت قضية نفوق أعداد كبيرة من الأسماك على سواحل محافظة عدن (جنوب اليمن) جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية.

حيث تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لكمياتٍ ضخمة من الأسماك النافقة على امتداد خمسة كيلو مترات من شاطئ ساحل أبين في مديرية خورمكسر شرق مدينة عدن، محذرين من أنها قد تكون ظاهرة بيئية خطيرة، يجب تداركها ومعرفة أسبابها.

ودعا الناشطون وزارة الثروة السمكية وهيئاتها العلمية والمتخصصة إلى إجراء تحقيق ميداني وبحثي لمعرفة أسباب نفوق تلك الأعداد الهائلة من الأسماك.
تنبؤات بأسباب النفوق
وتوقع الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن يكون السبب وراء هذه الظاهرة رمي سموم ونفايات خطرة من السفن التجارية والحربية المتواجدة في البحار الإقليمية لليمن.

بينما رجح آخرون أن تكون العاصفة الإعصارية "كيار" التي تنشط حالياً قريباً من بحر العرب هي السبب في حدوث مثل هذه الظاهرة، نظراً لما تحمله من تيارات بحرية ورياح شديدة.
انعدام الأكسجين يقتل أسراب الأسماك
وكانت عدد من المصادر المحلية قد تحدثت عن حدوث عمليات نفوق كميات كبيرة من الأسماك على سواحل عدن.

وجاء على ألسنة عدد من الصيادين التقليديين في المدينة أن معظم تلك الأسماك النافقة من نوع سمك السردين أو كما يدعوه صيادو عدن ومواطنيها باسم "العيد".

ونقلت تلك المصادر عن عددٍ من الصيادين قولهم: "إن هذه ظاهرة طبيعية، وتحدث بسبب تواجد كميات هائلة من أسماك العيد أو السردين في بحر معين لغرض البيض والتزاوج أو غيره".


ونظراً لأعدادهم الضخمة والهائلة يتسبب الازدحام بنقص الأكسجين تحت الماء، مع ازدياد حرارة البحر بسبب تواجد أسراب كثيرة في مكان واحد، مما يؤدي إلى موتها ونفوقها، فتقوم الأمواج بمهمة قذفها إلى الساحل.

وأكد الصيادون أن ظاهرة نفوق الأسماك في سواحل عدن لا علاقة لها إطلاقًا بالعاصفة الإعصارية "كيار" المتواجدة حالياً في منطقة شرق بحر العرب.
"الثروة السمكية" توجه "علوم البحار"
في المقابل نفت وزارة الثروة السمكية حدوث مثل هذه الظاهرة، مؤكدةً أن كل ما تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي عبارة عن شائعات، كما أن الصور المنشورة "مفبركة" وغير حقيقية.

وقال الإعلامي في ديوان وزارة الثروة السمكية، جلال الصمدي لـ«الأيام»: "إن الوزارة وجهت الهيئة العامة لأبحاث علوم البحار، والتي بدورها وجهت فريقاً للنزول إلى مواقع السواحل التي قيل إنها شهدت هذه الظاهرة".

وأضاف الصمدي: "إن الهيئة أصدرت بياناً أشارت فيه إلى عدم وجود أو حدوث هذه الظاهرة"، وأكدت أنه لا أثر لأية أسماك نافقة في ساحل أبين أو في سواحل وشواطئ عدن الأخرى.
"لا وجود لأي نفوق"
"الأيام" تلقت نسخةً من بيان الهيئة العامة لعلوم البحار الذي تضمن الإشارة إلى نزول فريق علمي متخصص من الهيئة، صباح الثلاثاء الماضي، برئاسة د. هناء رشيد رئيسة الهيئة؛ لتنفيذ مسح ميداني كامل لساحل أبين، انطلاقاً من بحر صيرة في محافظة عدن وحتى منطقة الكود في محافظة أبين بعد منفذ العلم.

وبحسب البيان، لم يلاحظ الفريق المسحي، أي وجود لأسماكٍ نافقة أياً كان نوعها في ساحل أبين، والمنطقة التي تم مسحها.

وخلال النزول، تم مقابلة عدد من الصيادين في صيرة وفي ساحل العريش وبعض مرتادي ساحل أبين الذين أكدوا عدم صحة خبر نفوق الأسماك المتداول بمواقع التواصل الاجتماعي، وفق البيان.

وخلص بيان إلى نفي هيئة علوم البحار وجود أي أسماك نافقة على امتداد ساحل أبين من بحر صيرة وحتى منطقة الكود، داعيًا إلى تحري الدقة من قِبل ناشري مثل تلك الأخبار.

يذكر أن الفريق المسحي شمل في عضويته رئيس قسم الأحياء البحرية ودراسات مصائد الأسماك في الهيئة زكي محمد، ومدير عام مركز التلوث البحري عبدالحكيم سعيد، والفني في الهيئة علاء عبداللطيف.
"تعاملنا بمهنية"
وفي تصريحٍ خاص لـ«الأيام»، أكدت رئيسة هيئة علوم البحار، د. هناء رشيد، النتيجة التي وصل إليها الفريق العلمي المتخصص والمشكل من الهيئة، مشيرةً إلى أن الهيئة تعاملت بشكل مهني مع الأخبار المتداولة التي وصلتنا عن وجود أسماك نافقة في سواحل عدن.

وقالت: "شكلنا الفريق بمجرد وصول الأخبار، وتعاملنا بجدية، وقمنا بالنزول لدراسة وضعية النفوق وأسبابه، لكننا تفاجأنا بعدم وجود أي ظاهرة نفوق، فأعددنا تقريرًا مختصرًا ينفي حدوث أي عمليات نفوق، وتم تعزيز التقرير بالصور الموثقة".

واختتمت رئيسة هيئة علوم البحار تصريحها باستغرابها من انتشار مثل هذه الأخبار، وأشارت إلى عدم علمها بطبيعة الأسباب والأهداف التي يسعى إليها مروجو هذه الشائعات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى