أرامكو واكتتابها التاريخي في خمس نقاط «تقرير»

> الرياض «الأيام» أ.ف.ب

> تشهد السعودية تحوّلات كبيرة في ظل سلطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يسعى لتنويع اقتصاد بلاده المرتهن للنفط.
ومع انفتاح المملكة اقتصاديا، تم إدخال إصلاحات اجتماعية من بينها منح المزيد من الحقوق للنساء، إلا أن التقدم بقي غير منتظم واعتقل عدد من المنتقدين.

وأٌعلن الأحد عن إدراج أسهم شركة أرامكو النفطية العملاقة في السوق المحلية، بعد وقت قصير من إعلان هيئة السوق المالية السعودية الموافقة على تداول الأسهم.

ما أهمية الاكتتاب العام؟
يعد الاكتتاب العام لأكثر شركة تحقيقا للأرباح على مستوى العالم حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان المسمّى "رؤية 2030" والذي يسعى إلى استقطاب عشرات مليارات الدولارات لتمويل مشاريع ضخمة.
وتبقى قيمة الاكتتاب غير معروفة، ولكن كانت أرامكو تتطلع إلى جمع 100 مليار دولار من نسبة 5 بالمئة بناء على تقييم للشركة بـ2 تريليون دولار.

لكن يرى كثيرون أن القيمة الأولية غير واقعية. ومع ذلك قد يكون الاكتتاب العام لأرامكو الأكبر في التاريخ بناء على النسبة التي ستقرر الشركة بيعها في السوق، وكذلك بعد تحديد القيمة النهائية للمجموعة والتي قد تصل إلى 1,7 تريليون دولار.
وسيتم استخدام هذه الأموال لتمويل مشاريع سعودية ضخمة، مثل مشروع "نيوم" على البحر الأحمر والذي ستبلغ قيمته 500 مليار دولار .

وبحسب الشركة، لا توجد أي خطط حاليا لطرح ثان في بورصة أجنبية، بعدما جرى الحديث طوال سنوات عن طرح ثنائي محلي ودولي. وسيعتمد ولي العهد على رجال الأعمال السعوديين بشدة لدعم عملية الطرح، بينما تقول تقارير إن ممثلين عن المملكة يزورون عواصم عالمية لجذب مستثمرين أجانب.

هل سينجح الاكتتاب العام؟
بعد سنوات من التأجيل، تحيط شكوك بعملية الطرح الأولي، وستخضع هذه الأسهم للتدقيق عندما تطرح على البورصة السعودية في الأسابيع القادمة.
ويقال إن تأخير الطرح كان مرتبطا بمخاوف الرياض من إمكانية أن يسلّط الطرح في بورصة دولية الضوء على تفاصيل متعلّقة بعمل الشركة ودفاتر حساباتها.

وقال كريستيان اولريشسون الباحث في معهد بيكر في الولايات المتحدة لوكالة فرانس برس "حال حدوث هبوط حاد لأسعار الأسهم بعد طرحها، فإنها ستكون ضربة واضحة لمصداقية الاصلاحات الاقتصادية المرتبطة بشدة بالأمير محمد".
ورأى أنّ "تأجيل الطرح مرارا وتقديمه على أنه مكوّن رئيسي في خطة ولي العهد لتحويل السعودية، يجعل المستثمرين الدوليين يراقبون عن كثب أداء أرامكو في السوق المحلية، خاصة في ظل غياب أي تفاصيل مؤكدة عن النسبة التي سيتم طرحها في بورصة أجنبية".

من أين تنبع أهمية أرامكو؟
تضخ أرامكو وحدها نحو 10 بالمئة من إمدادات النفط عالميا وتعود على المملكة المحافظة بترليونات الدولارات.
وفي ابريل فتحت أرامكو سجلاتها للمرة الاولى معلنة تحقيق أرباح صافية في 2018 بلغت 111,1 مليار دولار، لتكون أكثر الشركات درا للأرباح في العالم، متفوقة على أمثال "آبل" وغيرها.

ويحمل مصير أرامكو أهمية بالغة بالنسبة لإمدادات النفط العالمية، وهو أمر ظهر جليا بعد أن تعرضت إلى هجمات في سبتمبر الماضي ما أدى إلى خفض انتاج المملكة من النفط الخام إلى النصف في البداية وأثار البلبلة في أسواق الطاقة العالمية وزاد من حدة التوتر الإقليمي.

كيف يعيد ولي العهد السعودي تشكيل الاقتصاد؟
قبل توليه منصبه كولي للعهد في يونيو 2017، أعلن الأمير محمد بن سلمان عن خطة لتنويع الاقتصاد المرتهن للنفط.
وشهدت المملكة سلسلة من المبادرات غير المسبوقة، ترتبط بالترفيه والسياحة ومشاريع ضخمة أخرى.

وتم أيضا الدفع باتجاه دخول السيدات إلى سوق العمل بعد السماح لهن بقيادة السيارات، وتم تنظيم حفلات غنائية وأحداث رياضية عالمية في المملكة وإصدار تأشيرات سياحية لأول مرة.
ووضعت المملكة كذلك سلسلة تدابير تقشفية بسبب مواجهتها لعجز في الموازنة، تضمّ تعليق الدعم على الوقود والكهرباء وفرض ضريبة قيمة مضافة بنسبة 5%، وفرض ضرائب على الأجانب.

بيع "جوهرة التاج"
أثار طرح أرامكو للاكتتاب العام شعورا بالفخر لدى المواطنيين السعوديين، بينما أعرب البعض عن قلقهم من مشاركة "جوهرة تاج العائلة" مع الأجانب.
ويؤكد نايف الغوفيلي، وهو موظف في الشركة في الثلاثينات من العمر، لوكالة فرانس برس "أرامكو تعني العائلة. من بيئة العمل حتى الأشخاص الذين تتعامل معهم. إنها كبيت العائلة".

وبحسب الشاب، فإن الحديث عن عملية الطرح "وضع الشركة على الخارطة العالمية، على الرغم من كونها واحدة من أكبر الشركات في العالم لفترة طويلة قبل مقترح الاكتتاب. أشعر بأن الكثير من الناس يعرفون أرامكو اليوم".
ويعيش العديد من الموظفين في مجمعات فخمة تابعة للشركة.

وبالنسبة لهيا (33 عاما)، الموظفة في أرامكو، فإن الطرح يمثل إمكانية "تغيير الشركة".
وتؤكد "ولدت في أرامكو، ووالدي عمل فيها لأكثر من خمسين عاما، وتقاعد والداي من أرامكو. أنا اعيش في أرامكو وأرامكو بيتي".

وأعربت عن شعورها بتوتر حيال الاكتتاب العام، موضحة "كبرت وأنا أخطط لأولادي ليعيشوا نفس الحياة التي عشتها في أرامكو، وأنا قلقة من أنه مع الاكتتاب العام فإنها لن تكون ذات الشركة التي نعرفها".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى