خريجون جامعيون: لو التحقنا بالعسكرة بدل الدراسة لتغير وضعنا كثيرا

> تقرير/ عبد الله الظبي

> يقف خريجو المعاهد والجامعات وهم يلتقطون الصور التذكارية في منصة الاحتفال بالتخرج بين أملين؛ الأول قائم على التفاؤل، والثاني يعاني من كساح شديد، فلا وظائف توفرها الحكومة منذ سنوات في بلد تعطل فيها كل شيء.
وفي محافظة أبين يعاني الكثير من الخريجين من انعدام توفر فرص عمل وفق تخصصاتهم بسبب الأوضاع التي تمر بها المحافظة، ومنهم من يلجأ إلى الانخراط في إحدى التشكيلات العسكرية اضطراراً، كما يقول الخريج حيدرة محمد بعد تعذر حصوله على وظيفة في مجال تخصصه.

ويتدفق الكثير من شباب محافظة أبين كل عام إلى كليات جامعة عدن وجامعة أبين لطلب العلم والمعرفة، آملين الحصول على شهادات تمكنهم من العمل وتجعل منهم شباباً مؤهلين للتوظيف، لكن الوظيفة العامة صدت أبوابها وثمة آلاف من طالبي التوظيف في سجلات الخدمة المدنية يواجهون الإحباط عاماً بعد آخر وهم في دكة الانتظار.

يقول حيدرة محمد، أحد الخريجين من كلية التربية زنجبار تخصص برمجة حاسوب بجامعة أبين: "كانت لدينا طموحات كبيرة في العمل والحصول على وظيفة؛ لكنها سرعان ما تبخرت بعد التخرج وذلك نتيجة للظروف العصيبة التي تمر بها البلاد".
ويضيف: "لم تتح لنا الفرصة في مزيد من التأهيل أو العمل المناسب، فلجأت أنا وزملائي للالتحاق بالسلك العسكري في لواء عسكري واحد بدون رغبة منا، لكنها الظروف التي أجبرتنا على ذلك".

في بلادٍ أنهكتها ويلات الحرب يتخرج المئات من الأكاديميين من بوابات الكليات والمعاهد المتخلفة، يمضون بأحلامهم وسط ركام الحرب بلا روح، يحاولون تخطي حطام اليأس بأحلامهم التي ما تلبث أن تذبح على قارعة الصراع المتجدد بلا هوادة.. يقول عصام صالح خريج كلية الحقوق جامعة عدن: "منذ تخرجي من كلية الحقوق بجامعة عدن مرت 4 سنوات، ولم أحصل على فرصة عمل إلى الآن، ولو كنت قررت الالتحاق بالعسكرة كان وضعي حالياً تغير كثيرا".

ومع تزايد تكاليف الدراسة والمواصلات وغلاء الأسعار يضطر الكثير من الطلاب إلى التسرب من مقاعد الدراسة الجامعية ويواجه آخرون خيارات صعبة.
صابر أحمد عبد الله خريج كلية التربية تخصص دراسات إسلامية بجامعة أبين، تحدث لـ "الأيام" قائلا: "كان طموحي كبيراً عندما دخلت أبواب الكلية، وفي الأخير لم نجد ما كنا نحلم به عندما أكملنا الدراسة، فأنا اليوم وكثير من زملائي أجبرتنا ظروفنا المعيشية ودفعتنا للالتحاق بالجيش دون رغبة منا وبعيداً عن تخصصنا".

ويؤكد طلاب وطالبات آخرون على مواجهة اليأس ومقاومة الإحباط ويدعون إلى مواصلة المشوار العلمي.. يقول الطالب أحمد محمد: "لازلت في بداية الطريق رغم أني في آخر سنة دراسية من أجل الحصول على شهادة البكالوريوس وأنوي مواصلة الدراسة وتحضير الماجستير ومن ثم الدكتوراه إذا أرد الله لنا أن نواصل الدارسة".

وأضاف: "علينا ألا نستسلم للظروف وأن نتسلح بالأمل في رحلة الحياة رغم أننا ننصدم أحياناً بالواقع البائس فنجد صعوبة بالغة في إيجاد الوظيفة المناسبة التي كنا نحلم بها وذلك في ظل سيطرة الواسطة والمحسوبية على التوظيف في الدوائر الرسمية وغير الرسمية لكن هناك أمل في الحياة من خلال السعي والبحث عن عمل خاص فهو أكثر بركة وأكثر حرية بعكس الوظيفة العامة التي تنتج البطالة المقنعة".

أسباب متعددة
ناصر الجريري، موظف في مكتب الإعلام بمحافظة أبين، يرى أن انعدام الوظيفة العامة أدى إلى لجوء الشباب الخريجين من الجامعات والمعاهد إلى الالتحاق بالقوات المسلحة، وكذلك بسبب توقف باب الإحلال بالبدل؛ أي إحالة من بلغ سن التقاعد أو أحد الأجلين إلى التقاعد وتوظيف الشباب الخريجين والعاطلين عن العمل.

وأضاف: "عدم توفر بعض التخصصات أو مخرجات تواكب سوق العمل في بعض الكليات، وكذلك غياب استثمارات القطاع الخاص وتدهور الوضع الأمني في البلاد والصراعات انعدام الاستقرار.. كلها عوامل دفعت الشباب إلى العسكرة وإلى القوات المسلحة؛ وذلك من أجل كسب الرزق ولقمة العيش لهم ولأسرهم كونها المخرج الوحيد لما هم فيه".

ودعا الجهات المعنية وخاصة السلطة المحلية والحكومة إلى مساعدة الشباب الخريجين والعمل على توظيفهم وفتح باب التقاعد لمن بلغ أحد الأجلين وتسوية أوضاع المتقاعدين، والعمل على توظيف هؤلاء الشباب بدلا عنهم.

7 آلاف طلب توظيف
مديرة عام مكتب الخدمة المدنية بمحافظة أبين، أ. عيشة غالب، أشارت في حديثها لـ "الأيام" إلى عدم وجود درجات وظيفية مخصصة للمحافظة.
وأضافت: "بالنسبة لعدد المقيدين في الكشوفات من خرجين الجامعات والمعاهد من أبناء المحافظة بجميع التخصصات في مكتب الخدمة المدنية تجاوز عددهم إلى عام 2018 سبعة ألف متقدم ومتقدمة".

وأشارت إلى أن هناك قراراً حكومياً صدر وأوقف التعاقد مع موظفين جدد، موضحة أن تعليمات عليا أصدرت لمعالجة بعض الحالات، ولكن نظراً لعدم توفير اعتمادات مالية من مكتب المالية بالمحافظة لم يتم التوظيف.
وأضافت: "نستبشر خيراً بحلول العام القادم، وأن يتم إحالة عدد كبير من الموظفين إلى التقاعد بعد توقف الإحالة للتقاعد منذ خمس سنوات، وهذا الأمر سيعمل على فتح فرص للتوظيف".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى