قسم الطوارئ والحوادث في مستشفى الجمهورية بعدن.. مأسٍ وأوجاع

> تقرير/ فردوس العلمي - وئام نجيب

> الكثير من المرضى يُطردون تحت مبرر الازدحام
تزداد معاناة الناس البسطاء، وتتشح مواقع التواصل الاجتماعي بالسواد وبيانات النعي والتعازي، وصور الجرحى والضحايا تملأ الجدران في بلد أفقه أسود ومعتم ويفتقد لأبسط الخدمات الصحية لإنقاذ مواطنيه.
تصل يومياً إلى مركز الطوارئ والحوادث بهيئة مستشفى الجمهورية التعليمي في العاصمة عدن، أكثر من 140 حالة بعضهم يموتون، لا يحصلون حتى على التفاتة طبيب، تتكدس داخل المبنى القديم عشرات الحالات لضحايا ينتظرون منحهم شهادات وفاة.

ازدحام كبير
في قسم الطوارئ بالمستشفى ثمة قسمان لترقيد المرضى والمصابين الأول للرجال والآخر للنساء، القسم الخاص بالطوارئ يوجد فيه 22 سريرا فقط ويكتظ بالمرضى والمصابين من مختلف المحافظات تؤكد حاجة المدينة إلى مزيد من المستشفيات الحكومية.
خلال زيارتنا لقسم الطوارئ بمستشفى الجمهورية، المبنى القديم والذي يوفر خدمات إسعافية لأبناء للعاصمة عدن ومحافظات مجاورة كأبين ولحج والضالع وأيضاً للقادمين من محافظتي تعز والحديدة، شعرنا بالصدمة ونحن نشاهد الجرحى والمرضى في وضع مأساوي.

شاهدنا امرأة تصرخ وتستنجد: "طفلي بيموت أنقذوه"، وآخر يحمل طفلا ينزف دماً وحالات كثيرة تدمي القلوب، يواجهها العاملون في المركز ببرودة: "انقلوهم إلى مستشفى خاص، لا يوجد لدينا أطباء متخصصون".
مبنى مركز الطوارئ والحوادث من الخارج
مبنى مركز الطوارئ والحوادث من الخارج

طرد تحت مبرر الازدحام
في الساعة الثامنة من صباح السبت 9 شهر نوفمبر الجاري تعرض طفل لإصابة بليغة بحادث مروري في منطقة كود العثماني في مديرية الشيخ عثمان وجرى نقله إلى القسم، استمر ينزف مرمياً داخل المركز وإلى جواره والدته التي تصرخ وتبكي بحرقة وألم على حالته حتى الحادية عشرة، حينها تنبه العاملون والأطباء في المركز وقرروا تحويله إلى مستشفى آخر في المدينة.

لا يوجد مشفى في العالم يطرد المرضى كما شاهدناه هنا تحت مبرر الازدحام، هنا أيضاً جهاز الأشعة توقف ويتم إجبار المرضى البحث عن مكان آخر لإجراء الأشعة والوصول إلى طبيب.
عديدة هي الحالات والمواقف المؤلمة التي شاهدناها في قسم الطوارئ والحوادث في مستشفى الجمهورية، حيث يتم رفض استقبال الأطفال من قبل العاملين بالمركز ويتم تحويلهم إلى مستشفيات خاصة أو مستشفى الصداقة الحكومي والوقع في مديرية الشيخ عثمان.
كرسي متحرك عليه برميل قمامة
كرسي متحرك عليه برميل قمامة

يكتظ القسم بالمرضى والجرحى، كما يُعاني انفلاتاً وغياباً للممرضين، وكثير من الجرحى والمرضى مرميون على الأرض وفي الممرات بسبب نقص الأسرة، وكثير من الإصابات التي وجدناها ناتجة عن حوادث مرورية بسبب الأطقم العسكرية.
البوابة الفرعية المؤدية لمركز الطوارئ والحوادث
البوابة الفرعية المؤدية لمركز الطوارئ والحوادث

تحولت مهنة الطب فيه لتجارة مربحة
شاهدنا أهالي الجرحى والمرضى وهم يهرعون بحثاً عن فصائل دم مختلفة لإنفاذ حياة مرضاهم، وثمة كهل مرمي على أحد الأسرة يصرخ مناشداً العاملين في المركز توفير رطل دم لإنقاذ حياته.
في طريقك إلى القسم ثمة بوابتان الأولى مغلقة والثانية غير مرصوفة أو مسفلتة وكلها مطبات وحفر كما لو أنك تعبر طريقا ريفيا أو صحراويا لم يتم الالتفات إليها منذ عقود، إغلاق البوابة الرئيسية لإسعاف المرضى والمصابين يبعث المسئولون من خلالها رسائل للمواطنين مفادها: "اذهبوا إلى مستشفيات خاصة".
حامل المواد الطبية المعقمة
حامل المواد الطبية المعقمة

تزايد العبث وطال كل شيء في حياتنا حتى تحولت مستشفياتنا إلى أماكن مهملة، بعدما فتحت أبواب الاستثمار وتحولت مهنة الطب إلى تجارة مربحة، وفي بلد الكوارث والحروب ماتزال مهنة الطب والأطباء والمستشفيات تتصدر قائمة "القتلة" لا تحصي ضحاياهم التقارير الأممية.
غرفة العمليات الطارئة
غرفة العمليات الطارئة

رسوم يحدده مشرط الطبيب
يجري الأطباء في المركز عددا من العمليات الجراحية وفق رسوم تصل إلى عشرات الآلاف، فمثلا عملية استئصال الزائدة الدودية يتم اجراؤها بمبلغ يصل إلى 25 ألف ريال، حسبما يحدده مشرط الطبيب الجراح ولا يشمل ذلك الفحوصات والأدوية التي يتطلب شراؤها من الخارج.
منذ العام 1950م ومستشفى الجمهورية "الملكة سابقا" يؤدي خدمات صحية وعلاجية وإسعافية دون تطوير أو توسعة، لكأن عقارب الزمن توقفت وضمائرنا جميعاً أصابها العطب ونحن نرى الموت عنوانا رئيسيا يحصد الكبار والصغار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى