ألعاب الفيديو تزيح الألعاب الشعبية بحضرموت وتحيلها للاحتضار

> تقرير/ خالد بلحاج

> مصطفى محمد هو طفل لا يتجاوز الاثني عشرة ربيعاً، يقضي يومياً من ثلاث إلى أربع ساعات أمام جهاز ألعاب الفيديو، بقدر المال الذي يستطيع استحصاله من والديه كمصروف يومي، حسب قوله.

وعلى هذه الشاكلة يقضي العديد من الأطفال والصبيان معظم أوقاتهم، بعد أن انتشرت صالات الألعاب الإلكترونية وألعاب الفيديو في مختلف المناطق السكنية بحضرموت، إلى جانب قيام بعض العائلات الميسورة باقتناء تلك الأجهزة لتوفير المتعة لأطفالهم داخل المنازل.

ويلفت بعض المواطنين إلى انحسار الألعاب الشعبية المتوارثة التي كان يتداولها الأطفال حتى وقت قريب، حيث يروي الحاج عمر علي، خلال حديثه مع «الأيام» ذكرياته بهذا الصدد فيقول: "من أبرز ألعاب الأطفال شيوعاً كانت التير ولعبة السري والورقة والعجلة وألعاب البنات المتنوعة".


ويضيف: "كانت الأزقة تمتلئ بحلقات الأطفال وهم يلعبون بتلك الألعاب، إلا إن تلك الألعاب تراجعت وانحصرت وتكاد أن تتلاشى بسبب ظهور الألعاب الإلكترونية"

من جانب آخر، يرى عوض عبدالله، وهو أب لطفلين، أن ألعاب الأطفال بشكل عام باتت معقدة، حيث يصفها قائلاً: "كانت ألعابنا تتسم بالبساطة والعفوية وسهلة المنال، على العكس من الآن".

ويتابع: "إنها ألعاب مكلفة ولا تلائم الفقراء، خصوصاً إنها تتطلب أجهزة إلكترونية وطاقة كهربائية، ويستلزم توفيرها مبلغاً غير قليل".

من جهته يبدي صالح سعيد وهو أب لخمسة أطفال خشيته من الآثار الجانبية لتلك الألعاب، فيرى أنها تساهم بالتحريض على الدوافع العدوانية، حيث يقول: "إنها تثير نزعة العنف والعداء لدى الطفل، نظراً لكون معظم مشاهدها قتالية".


وينوه سعيد إلى أن الطفل يقضي وقتاً أمام تلك الأجهزة في حاله من الانعزالية طيلة فترة اللعب، وهي خلاف للسلوك الطبيعي المفترض لتلك الأعمار".

من ناحية أخرى يجد أحمد سالم في عزوف الأطفال عن الألعاب القديمة أمراً يواكب التطور المستمر في مختلف مجالات الحياة، فيقول: "الطفولة تتطور أسوة بمختلف الأصعدة الأخرى، حيث تلعب سمة العصر ومدى التطور الحاصل دوراً رئيسياً في هذا المجال".

وفي حال لو خيروا طفلاً، بين الألعاب الحديثة أو القديمة لأجاب، دون أدنى شك "سأختار الألعاب التي صاحبت طفولتي".

"الحفاظ على الألعاب التراثية"
إلى ذلك يرى الباحث المتخصص في مجال الأرشفة والتوثيق عبدالعزير عمار أن ضرورة الحفاظ على الإرث التاريخي مهمة ليست بالسهلة، بقدر ما يتعلق الأمر بخصوصية الحفاظ عليها، وذلك يتضمن مجال الألعاب الشعبية القديمة، حيث يقول: "هناك في العديد من الدول لجان متخصصة في إدامة وممارسة الألعاب التراثية من خلال إقامة المهرجانات السنوية، وهذا ما يحصل في بعض دول المغرب العربي".

ويضيف: "تشجيعاً على ديمومة الألعاب التراثية، يقوم الكبار هناك بممارسة ألعاب شعبية، لزرع حب اللعبة في نفوس الصغار".

من ناحيته، يقول علي حسن، مدير إحدى صالات الألعاب الإلكترونية: "بعيداً عن دوافع الكسب المادي، أرى أن تواجد الأطفال في الصالات أفضل من تواجدهم في الشوارع والأزقة، نظراً لاحتمالات تعرضهم لمخاطر الطريق، فضلاً عن كونها لا تتسبب بتوسيخ ملابس الطفل أو توسيخ يديه، أو تعرضه للخدوش والجروح كما هو الحال في ممارسة بعض الألعاب القديمة".

ويتابع: "الكثير من الألعاب الإلكترونية تنمي لدى الطفل قدراته الذهنية، وتحثه على البحث والاستقصاء خلال لعبه"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى