قيمة أرامكو ستتراوح بين 1,6 و1,71 تريليون دولار لدى بدء تداول أسهمها

> الرياض «الأيام» أ ف ب

> حدّدت شركة أرامكو السعودية أمس الأحد قيمتها بما بين 1,6 و1,71 تريليون دولار، قبيل بدء تداول أسهمها في السوق المحلية، وهو أقل من عتبة 2 تريليون دولار التي كان يتطلّع إليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وأعلنت المجموعة النفطية العملاقة أنّها ستبيع 1,5 بالمئة من أسهمها بناء على نطاق سعري للسهم الواحد بين 8 و8,5 دولارا، ما يعني أنّ قيمة الاكتتاب ستتراوح بين 24 مليار دولار و25,6 مليار دولار.

لكن هدف ولي العهد جمع ما يصل إلى 100 مليار دولار يبقى امرا بعيد المنال.

وبدأت الأحد فترة الاكتتاب التي يتقدم فيها المشترون بعروض لشراء الأسهم، على أن تستمر حتى الرابع من ديسمبر للمكتتبين من فئة الشركات والمؤسسات، بينما تنتهي فترة اكتتاب الأفراد في 28 نوفمبر الحالي.

ولن يتم الترويج للاكتتاب لدى شركات خارج المملكة، حسبما أفادت أرامكو.

وستحدّد الشركة التي تضخ نحو 10 بالمئة من النفط العالمي يوميا، في الخامس من ديسمبر السعر النهائي للسهم الواحد، على أن يبدأ التداول الفعلي في السوق المالية المحلية بعد ذلك بأيام.

وقالت في بيان "سيكون حجم الطرح 1,5 بالمئة كحجم أساسي من إجمالي أسهم الشركة"، مضيفة "تم تحديد النطاق السعري للطرح بين 30 ريال سعودي (ثمانية دولارات) إلى 32 ريال سعودي (8,5 دولارات) للسهم الواحد".

وكانت أرامكو قالت في وقت سابق إنّ نسبة اكتتاب الأفراد يمكن أن تصل إلى 0,5 بالمئة من النسبة الاجمالية للأسهم التي تنوي بيعها.

يبلغ رأسمال أرامكو ستين مليار ريال سعودي (16 مليار دولار) مقسمة على مئتي مليار سهم، ما يعني أن قيمتها تحدّدت بين 1,6 و1,71 تريليون دولار. وقد يكون هذا أكبر اكتتاب عام في التاريخ إذا ما تخطت قيمته عتبة الـ25 مليار دولار التي حصّلتها مجموعة "علي بابا" للتجارة الالكترونية سنة 2014.

"تسوية"

كان من المتوقع أن تبيع أرامكو 5 بالمئة من أسهمها في السوق المالية المحلية وبورصة أجنبية لم تتحدّد، لكنّها أعلنت مؤخّرا أن خطط الطرح خارج السعودية مؤجّلة.

والاكتتاب العام لأرامكو هو حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد المسمّى "رؤية 2030". ويسعى المسؤولون إلى استقطاب عشرات مليارات الدولارات لتمويل مشاريع ضخمة ضمن هذا البرنامج الطموح.

وتأجّل الطرح عدة مرات بفعل إصرار الأمير محمد بن سلمان على تقييم الشركة بتريليوني دولار، وفقا لمصادر مطلعة على الملّف.

بدوره، اعتبر مكتب "برينشتاين" للابحاث حول الاستثمارات الذي كان اعلن في وقت سابق إن قيمة أرامكو تتراوح بين 1,2 و 1,5 تريليون دولار، ان تقييم الشركة المعلن "أعلى مما قد يعتبره معظم المستثمرين من المؤسسات جذابا".

وكتب الرئيس التنفيذي لقسم الشرق الاوسط في مؤسسة نومورة لإدارة الأصول طارق فضل الله على حسابه في تويتر أنّ "الانطباع الاول هو أنّ السعر يعكس تسوية يمكن أن تنجح".

وحاولت السلطات تحفيز السوق المحلية على الاكتتاب في الشركة قبل عملية الطرح التي ستجني من خلالها مليارات الدولارات لتمويل مشاريع كبرى، وذلك عبر دعوة العائلات الثرية إلى شراء حصص، بينما روّجت وسائل إعلام محلية لعملية الشراء على أنّها عمل وطني.

ومن المحتمل أن يكون الملياردير الأمير الوليد بن طلال، الذي كان احتجز في فندق ريتز كارتلون لأشهر على خلفية تهم تتعلق بالفساد، أحد أكبر مشتري الأسهم.

والاسبوع الماضي، اعتبر الشيخ عبد الله المطلق الأستاذ في الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام محمد بن سعود في مقابلة تلفزيونية، أنّ الاكتتاب مرحب به في الاسلام وأن رجال دين قد يشتركون فيه.

وقالت وسائل إعلام محليّة إن مصارف قرّرت تمديد ساعات العمل لمساعدة الزبائن على الاشتراك في عملية شراء الأسهم، في موازاة تقديم عروض بقروض فورية عالية القيمة لتمكين السعوديين من شراء أكبر عدد ممكن من الأسهم المطروحة للبيع وعددها ثلاثة مليارات سهم.

دعم مشاريع

ينظر إلى أرامكو على أنّها الدعامة الرئيسية لاقتصاد المملكة ولاستقرارها الاجتماعي.

وبحسب وكالة "ستاندارد أند بورز" للتصنيف الائتماني الأحد، فإنّ الأموال التي تجمعها الشركة من الاكتتاب "قد يجري استخدامها لدعم مشاريع النمو الطويلة الأمد في المملكة".

وأعلنت أرامكو عن مكامن القوة وأيضا المخاطر المحدقة بالاكتتاب، ضمن متطلب قانوني نشرته في نشرة الإصدار الخاصة بالطرح الاولي.

فأقرّت الشركة بأن التغير المناخي الذي يفرض على الاقتصادات الانتقال إلى مصادر طاقة بديلة، قد يؤثّر في المستقبل على أسعار النفط. كما تحدّثت عن احتمال وقوع هجمات جديدة ضد منشآتها بعد الهجمات الأخيرة التي استهدفتها في منتصف سبتمبر الماضي.

كما أنّ أرامكو التي تأسست عام 1933، واجهت شكوكا من قبل المستثمرين الدوليين في لندن ونيويورك حيال الشفافية التي تحكم الشركة وإدارتها.

لكن السعوديين يبدون متحمسين لشراء أسهم فيها. ومن الاقتراض، وحتى بيع الأصول الشخصية، يحاول مواطنون جمع الأموال اللازمة للاستثمار في عملاق النفط.

وكانت الشركة أصدرت الشهر الماضي نتائج أدائها للأشهر التسعة الاولى من العام الحالي، قائلة إنّها حقّقت أرباحا صافية بقيمة 68 مليار دولار.

وحقّقت الشركة العملاقة أرباحا صافية بلغت 111 مليار دولار العام الماضي، لتتفوق على أكبر خمس شركات نفطية عالمية، وبلغت عائداتها 356 مليار دولار.

وتقدّر أرامكو احتياطات النفط المثبتة السعودية بـ227 مليار برميل، واحتياطات الهيدروكربون بـ257 مليار برميل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى