قصة قصيرة.. مستشار الحب

> سالم فرتوت

>
زمان ونحن مراهقون في سبعينيات القرن الماضي كان لنا صاحب أكبر منا ببضع سنين، يزعم أنه على دراية بأساليب الحب وفنونه، وإذ خفي علينا عالم النساء بدا كما لو أنه هو عارف بخفاياه! وكان يرشدنا إلى الطرق المثلى للإيقاع بالفتيات والنسوان عموما في شباك الحب.

ولأنه  كان  دميما، وبليدا في الدراسة فقد كان تركيزه على ما أسماه (الحب أساليب. مش كل من سرولته أمه قال بايحب).

ونسأله كيف يعرف  الواحد أن فلانة تحبه؟
فيجيب: (شوفوا. مثلا لو كنت في حفلة، أنت اهمر وهيه باتهمر. ولو ابتسمت شعها تحبك).

ومرة في حفل عرس رجالي حدث لأحدنا هذه انته اهمر وهيه تهمر أمهر يعني انظر بلهجتنا، وكانت المرأة متزوجة جاملته بنظرة فابتسامه، وإذ خرجت المرأة إلى الخلاء ذات ظهر لحق بها صاحبنا.. وأراد أن يقضي وطره معها، فصدته المرأة، ثم اشتكته لأبيه، فربطه عند حماره وهو يقول:(عاشق يا حمار هاه يالله قدك حيثك عند خوك لما تجي الحرمة تفكك بنفسها). وعلمت الحرمة بذلك وجاءت تفكه بنفسها وهي تضحك، وتقول: (أو من صدق ربطك أنا أحسبه بايراخصك بس. لكنك حلاتك. دور واحدة في سنك كماك أنا الا كما أمك).

وراح بعد ذلك للمستشار ونحن معه وقلنا له (شوف نصايحك حنبت لأحمد). فقهقه ساخرا، ثم قال: (شوفوا أنكم جهال ما تفهموا في الحب). كنا نجلس على التراب في فسحة، تتوسط بيوت حافتنا، تحت ضوء القمر: فقال وهو ينقل بصره بيننا ثم يعود ليركزه على أحمد المندفع: (فلانة تحبك).

سألناه وقد انفتحت أفواهنا حيرة: (تحبه كيف وهيه اشتكت به عند بوه دي مش عنده صفط في ملاحقة النسوان؟).

رفع صوته جادا: (هبل كلكم. تبا تتأكد من حبه لها. إذا تركها معنى أنه مش يحبها، لا تتركها بعدها يا أحمد وتعال اعطي هذا الوجه بالمدعس) وعاد أحمد يعاكس تلك المرأة اللعوب، التي كانت تخون زوجها لكن مع أشخاص في سنها مقابل الفلوس، أما هو فكانت تحبه بحسب وجهة نظر مستشار الحب، ولما كرر ملاحظته لها استدرجته بالاتفاق مع زوجها إلى منزلها آخر الليل، فأمسك به الرجل وراح يصيح: (سارق سارق يا مسلمين يا مسلمين) وصحا الجيران، بل وصحت القرية الصغيرة كلها التي كانت تنام مبكرا حينها).

وعلم والد الفتى بأمر ابنه، ولك أن تتخيل ما فعل به.
ويأس أحمد ونحن معه من نصائح المستشار إياه، لكن المستشار برأ نفسه مما سماه خطأ أحمد في تطبيق مشورته. قائلا: (أنا قلت له يدخل بيت الرجال. لو دخل واحد بيتك هذا يرضيكم؟).

وكالعادة أقنعنا بأن لا نيأس. علينا أن نلح ونلج في طلب الحب، الحب أساليب تضحية ياعيال أمهاتكم، أنا رأيي أن لا ييأس أحمد بعدها لما تجي هيه تقول لك يالله ذحين تأكدت أنك تحبني أنا تحت أمرك).

وعمل أحمد بنصيحة صاحبنا، وجعل يطارد المرأة، حتى إنه حاول أن يعتدي عليها ذات ليلة عندما تصادفها وهي تحمل تنك ملئ بالماء جلبته من الحنفية العامة التي كانت تقوم على مبعده من بيتها، فألقت بتنكها على رأسه وسقط شهيدا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى