العطش يحاصر مواطني البريقة بعدن وسط صمت المسئولين

> تحذيرات من انتشار الأمراض بسبب شحة المياه

> يعاني أهالي مديرية البريقة، بالعاصمة عدن، من أزمةٍ خانقة في خدمات المياه منذ نحو أسبوعين كاملين، بالتزامن مع تدهورٍ عام للبنية التحتية.

ودخلت الأزمة أسبوعها الثالث في ظل صمت مطبق من قبل المسئولين والقائمين على المؤسسة المحلية المياه في المديرية، والذين لم يحركوا ساكنًا.

ورغم الشكاوى العديدة التي يحاول مواطنو البريقة إيصالها إلى المعنيين والجهات المتخصصة في المديرية والمحافظة، إلا أن أصواتهم لا تصل، الأمر الذي دفع بعضهم للتهديد بالخروج للتظاهر وإغلاق الطرقات للفت الأنظار لمعاناتهم.

غير أن عددًا من الشخصيات الاجتماعية منعت القيام بتلك الاحتجاجات حتى يتم طرق الأبواب الرسمية واستنفاد جميع الحلول الممكنة للوصول إلى معالجات عاجلة وعملية.
أسباب الأزمة
«الأيام» زارت مقر المحطة التحويلية الرئيسية المسئولة عن ضخ المياه إلى مناطق مدينة البريقة، لمعرفة أسباب الأزمة، ومبررات تفاقمها التي بلغت حدًا مبالغا فيه.

وبحسب مسئول فني في محطة التحويلية الرئيسية بالمدينة -رفض ذكر اسمه- فإن السبب الرئيسي لأزمة المياه يكمن في انقطاع الكهرباء المتكرر، والذي يعرقل ضخ المياه إلى خزانات الجبل ومن ثم ضخها إلى مناطق المواطنين، بالإضافة انتهاء عقد إحدى المنظمات الخيرية التي كانت قد وفرت مولدات كهربائية تساعد على ضخ المياه وارتفاع المنسوب في الخزانات، قبل أن تقوم بأخذه بعد رحيلها.

العطش يحاصر مواطني البريقة بعدن وسط صمت المسئولين
العطش يحاصر مواطني البريقة بعدن وسط صمت المسئولين

وأوضح في حديثه لـ«الأيام» أن المحطة لديها مولدان كهربائيان عاطلان لأكثر من عامين، وبحاجة ماسة إلى صيانة دورية، وشراء بعض قطع الغيار لتشغيلها.

وحاولت «الأيام» التواصل مع مدير مؤسسة المياه في المديرية م. عبدالله زين، للاستيضاح منه حول الأسباب الحقيقية للأزمة، وخططه لمعالجتها وتجاوزها، ولكنه امتنع عن التصريح.
جهود مجتمعية
وفي ظل الإعراض الرسمي من الجهات والمسئولين المعنيين تنشط العديد من الشخصيات الاجتماعية في المديرية بشكل ذاتي في البحث عن أسباب الأزمة وتوفير حلول ممكنة لها.

يقول رئيس المجلس الأهلي في البريقة محمد عاطف العنتري، وهو أحد الأشخاص الفاعلين: "بعد نزولنا إلى المحطة التحويلية والبحث عن أسباب الأزمة، وجدنا بأن المحطة بحاجة إلى ربط دائم للكهرباء وتشغيلها لـ 24 ساعة، لتغطي احتياجات المنطقة، في ظل ازدياد سكاني ملحوظ".

تحذيرات من انتشار الأمراض بسبب شحة المياه
تحذيرات من انتشار الأمراض بسبب شحة المياه

وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: "حاولنا التواصل مع المعنيين في مؤسسة الكهرباء لربط وتوفير خط مستمر من الخدمة وتوصيله بمحطة المياه، ومازلنا ننتظر الموافقة على هذا الاقتراح".

وناشد العنتري الجهات المسؤولة للنظر إلى معاناة أبناء البريقة بأسرع وقت ممكن، والتدخل لحل مشكلة المياه المستمرة منذ أسبوعين.
أبعاد إنسانية وصحية
أصبح منظر مواطني البريقة وهم يتناقلون عبوات المياه ويقومون بتعبئتها من أماكن بعيدة بسياراتهم وعرباتهم مألوفًا لما يقارب من نصف شهر.

وما يجعل من الأزمة تأخذ أبعادًا إنسانية هي مشاهدة الأطفال والنساء وهم يتحملون "دبب وجالونات" المياه ويقطعون بها مسافات طويلة.

العطش يحاصر مواطني البريقة بعدن وسط صمت المسئولين
العطش يحاصر مواطني البريقة بعدن وسط صمت المسئولين

ويحذر كثير من المتابعين والمهتمين بالشأن الصحي من تسبب انقطاع المياه بتفشي العديد من الأمراض بسبب ندرة المياه وانعدام النظافة، أو بسبب التخزين السيئ للماء داخل المنازل، مما يجعلها عرضة لتكاثر البعوض الناقل للأمراض، خاصة في ظل انتشار أمراض كحمى الضنك والملاريا وغيرها.

ويتوقع مواطنو البريقة والعاصمة عدن عمومًا عودة الخدمات إلى طبيعتها خاصةً الكهرباء والمياه، بعد عودة الحكومة إلى المدينة قبل أيام، بناءً على اتفاق الرياض مع المجلس الانتقالي الجنوبي.
تقرير/ بديع سلطان

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى