مستشفى الرازي بأبين.. ضعف في الميزانية ونقص بالأطباء وافتقار للأدوية

> مرضى يستلقون على أسِرة بدون فرش وغياب تام للنظافة

>
تقرير/ عبدالله الظبي - سالم حيدرة صالح
لم تقتصر تداعيات الحرب الدائرة في البلاد على الدمار والضحايا فقط؛ بل إن قطاع الصحة أيضاً ناله نصيب وافر منها، ومستشفى الرازي في مدينة جعار بمحافظة أبين، واحد من هذه المرافق الصحية بعد أن كان واحداً من أهم المستشفيات الحكومية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية آنذاك.

مستشفى الرازي بأبين
مستشفى الرازي بأبين

ويعود تأسيس هذا المشفى إلى ثمانينات القرن الماضي من قِبل دولة الكويت الشقيقة، ضمن عدد من المستشفيات التي أنشأتها في محافظتي حضرموت ولحج، قدم خلالها خدمات طبية جليلة قبل أن يناله الإهمال بعد الوحدة، بحسب ما أفاد به لـ«الأيام» مسؤولون ومواطنون في المحافظة.

وتعاني إدارته في الوقت الحاضر من ضعف الميزانية وعدم توفر الأدوية ونقص شديد في الأطباء الاختصاصيين، ونقص في المعدات، فيما يفترش المرضى أسِرة من دون فرش.
انعدام النظافة
يقول محمد سعيد محمد، وهو أحد المرضى في قسم الطوارئ بالمستشفى: "كان مستشفى الرازي العام معروفاً بخدماته الطبية والصحية منذ زمن طويل على مستوى المحافظة ككل، ولكن للأسف الشديد صدمت بما وصل إليه وضعه والذي بدأ بالتردي عقب صيف عام 94م وحتى اليوم، وهذا الواقع هو حال كل المستشفيات في المحافظات الجنوبية".

مستشفى الرازي بأبين.. ضعف في الميزانية ونقص بالأطباء وافتقار للأدوية
مستشفى الرازي بأبين.. ضعف في الميزانية ونقص بالأطباء وافتقار للأدوية

ويضيف لـ«الأيام»: "أنا مُرّقد في هذا القسم منذ خمسة أيام، ولكن ما وجدته هو انتشار البعوض ودماء على جدرانه، انعدام النظافة، وكذا عدم توفر فرش على الأسرّة، وما يدعو للاستغراب أن الدولة تصرف ملايين الريالات في هذا المجال ولكنها تذهب إلى جيوب الفاسدين والسرق".

مرضى يستلقون على أسِرة بدون فرش وغياب تام للنظافة
مرضى يستلقون على أسِرة بدون فرش وغياب تام للنظافة

تحديات
رئيسة قسم الإسهالات وقسم الباطني نساء بمستشفى الرازي، د. هدى علي سالم، أوضحت بدورها أن قسم الإسهالات والذي تأسس في العام 2017م تحت إشراف منظمة الصحة العالمية، يقدم جميع خدماته على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي تواجه إدارته من نقص الأدوية ومواد النظافة.


ولفتت إلى أن القسم، والذي يعمل على مدار الساعة، يوجد به العديد من حالات الكوليرا والإسهالات المائية.

وأضافت في حديثها لـ«الأيام»: "قسم الباطني نساء يقدم أيضاً خدماته على أكمل وجه ومفتوح لجميع الحالات التي تصل إلى المستشفى، في الوقت الذي يعاني فيه من العديد من الصعوبات والتحديات، ولهذا نتمنى من الإدارة الجديدة أن تقوم بحل جميع الصعوبات لنتمكن من رفع مستوى الخدمات للمرضى إلى الأفضل".
سوء التغذية
من جهتها، قالت رئيس قسم سوء التغذية في المستشفى، إيماء محمد: "نستقبل في اليوم الواحد من الحالات المصابة بسوء التغذية ما بين (3 - 5) حالات وأغلبها من النازحين، وبمستوى متوسط نتيجة للدعم المقدم من المنظمات الدولية والذي خلق تحسناً في وضعهم"، مضيفة: "كما أن مستويات سوء التغذية الحاد في المحافظة نفسها تتجاوز مستويات المتوسط، وتتزايد هذه الأعداد كل يوم بين الأطفال والأمهات بسبب عوامل عديدة أثرت سلباً على القطاع الصحي، كمشكلة النزوح والحرب ومستوى دخل الأسرة وغيرها".


ولفتت في حديثها لـ«الأيام» إلى أنه "يمكن الوقاية من سوء التغذية الحاد باتباع الممارسات الصحيحة في تغذية الرضع وصغار الأطفال والاهتمام بالرعاية الصحية والنظافة الشخصية، كما يمكن اكتشاف هذا النوع من الحالات لجميع الأطفال من عمر ستة أشهر إلى أقل من خمس سنوات باستخدام قياس محيط منتصف الذراع، وإحالتها إلى المرافق الصحية المعتمدة في معالجتها، ثم الحصول على قائمة بأسماء الأطفال المصابين على مستوى القرى".

وأثنت رئيسة قسم سوء التغذية في المستشفى، على الدور الذي يقوم به كل من مكتب الصحة بالمحافظة ومدير هيئة مستشفى الرازي العام، وكذا المنظمات الدولية الداعمة وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية التي تقدم ودعم بالأدوية والتغذية والمبالغ المالية لبعض الأسر.
نقص في الأطباء
د. محمد عوض
د. محمد عوض
من جهته، أكد د. محمد عوض الشرفي، مدير عام هيئة مستشفى الرازي، أن مستشفى الرازي العام والوحيد في المحافظة يستقبل كل المرضى من جميع المديريات في أبين والمحافظات المجاورة، وكذا النازحين، ويقدم خدماته مجاناً في أقسام الطوارئ والتوليد والإسهالات بالرغم من ضعف الموازنة الخاصة به، والنقص الشديد في الأطباء والذي تم نقل معظمهم أو تفريغهم بتعليمات عليا، بحسب الشرفي.


وتابع بالقول: "المستشفى أيضاً بات اليوم بحاجة ماسة إلى تطوير وتحديث وتأهيل الكوادر الطبية، وإلى أطباء اختصاصيين جراحة عامة وولادة وعظام باطني نتيجة الإقبال الكبير من المرضى والنازحين؛ ليتمكن من تقدم خدمات طبية بشكل أفضل".
أسباب متعددة
د. خالد فضل
د. خالد فضل
وأوضح نائب مدير هيئة المستشفى الرازي لشؤون الفنية، د. خالد فضل صالح دوبحي، أن هيئة مستشفى الرازي العام تأسس في عام 1986م وتأخرت عملية افتتاحه إلى العام 1989م؛ نتيجة الأحداث التي شهدتها آنذاك جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، لافتاً إلى أن المشفى يُعد هدية مقدمة من قِبل دولة الكويت الشقيقة من ضمن ثلاثة مستشفيات تم إنشاؤها في الجنوب وهي: مستشفى ابن سينا في محافظة حضرموت، ومستشفى ابن خلدون في محافظة لحج.


وأضاف: "هذا المستشفى هو الوحيد في أبين ويغطي جميع المديريات المحافظة والمحافظات والمجاورة، ويقدم
اغلب العلاجات برسوم رمزية للمرضى".


وقال: "حالياً نواجه مشكلة كبيرة من النازحين وعدد كبير من المحافظات المجاورة كما نواجه نقصاً في الأطباء الاختصاصين، حيث كان المستشفى معتمداً على البعثات الطبية الأجنبية، وأيضاً نعاني الكثير من تحديات أهمها هو ضعف الوعي لدى بعض المواطنين وعدم تقديرهم لأطباء المستشفى، ونأمل من الإدارة الجديدة بقيادة د. محمد عوض الشرفي أن يرفع من مستوى الخدمات التي يقدمها المستشفى المصلحة المرضى، ودعم السلطة المحلية بالمحافظة بقيادة محافظ المحافظة اللواء أبوبكر حسين سالم، ووزارة الصحة العامة والسكان، ومكتب الصحة العامة والسكان والمنظمات الدولية".
بذل جهود
بدوره، قال مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان د. جمال امذيب: "المكتب بذل جهوداً كبيرة لإعادة بناء البنية التحتية للقطاع الصحي بالمحافظة، وقد قمنا بهذا الشأن من خلال وضع مصفوفتين للاحتياجات العاجلة والملحة الأولى لمديرية زنجبار، والثانية لكافة مديريات المحافظة، أما بالنسبة لِما تم إنجازه في هذا الجانب فبدعم سخي من منظمة الصحة العالمية استطعنا إعادة وترميم وتجهيز مركز الطوارئ التوليدية بمركز الأمومة والطفولة بمدينة زنجبار وعودته بجاهزية أفضل من ذي قبل، وأيضاً تم إعادة أقسام مهمة بمستشفى الرازي منها (الطوارئ التوليدية والطوارئ الإسعافية والمختبر)، بالإضافة إلى أنه تم امتداد الدعم إلى مديريتي لودر ومودية".

مستشفى الرازي بأبين.. ضعف في الميزانية ونقص بالأطباء وافتقار للأدوية
مستشفى الرازي بأبين.. ضعف في الميزانية ونقص بالأطباء وافتقار للأدوية

وأضاف في تصريحه لـ«الأيام»: "مستشفى الرازي بجعار أصبح بعد أن تم تحويله إلى هيئة إدارية وإشرافية وفنية مستقلاً بميزانيته، وباعتبارنا مكتباً للصحة يكون دورنا إشرافياً ونلمس تغييراً تدريجياً نحو الأفضل من خلال إشرافنا على المستشفى الذي يعاني الكثير لكن بفضل جهود السلطة المحلية تم التغلب على العديد من الصعوبات، ومؤخراً أصدر محافظ أبين قراراً بتعيين د. محمد الشرفي رئيساً لهيئة المستشفى"، مشيراً إلى أن حملات مكافحة شلل الأطفال والتحصين ناجحة بما في ذلك الحملات الاستباقية والاحترازية ضد شلل الأطفال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى