بعد نزاعات قبلية دامت لـ 25عاما

> مبادرات قبلية لعقد لقاءات مجتمعية للتصالح والتسامح

> تقرير/ صالح لجوري
على طريق إصلاح ذات البين وتحقيق العدالة والمصالحة الاجتماعية وتضميد الجراح التي خلفتها مأسي الصراعات القبلية في يافع عامة ومديرية الحد ذات الكثافة السكانية خاصة، تسعى العديد من النخب المثقفة والمصلحين الاجتماعيين إلى حل القضايا والخلافات وترسيخ مبادئ التصالح والتسامح والتضامن والتعاون المجتمعي بين أبناء المجتمع، في محاولة من الخيرين إلى إصلاح ومعالجة ما خلفته السنين العجاف التي حلت على شعب الجنوب بتلك السلوكيات الدخيلة على مجتمع محافظ ومتضامن يحكمه النظام والقانون.

الوكيل يتوسط كبار السن من ابناء المخلة
الوكيل يتوسط كبار السن من ابناء المخلة

ففي مديرية الحد نجحت مساع طيبة من قبل الشخصية الاجتماعية والسياسية الوكيل صلاح الداوودي، ومعه عدد من المثقفين والشخصيات الاجتماعية إلى معالجة العديد من القضايا العالقة في المديرية ومديريات أخرى، ومن أهمها قضية المحلة في مدينة بني بكر التي تعرضت لمآسٍ وأزمات إنسانية، انتجها العبث والإهمال وتعطيل القضاء من قبل النظام الاستيطاني السابق منذ العام 1994م.

وابتدأت قضية المحلة بعد حرب صيف 1994، إذ نشب خلاف في منطقة المحلة بين مجموعات من الأسر المتجاورة: آل محمد، وآل حمران، وآل خلف، وآل الفاضل.. وغيرهم، في قضية عرفت بقضية المحلة، وقد بدأت كمشاجرات وعراك بالأيدي تطورت إلى استخدام العصي والأدوات الحادة وإطلاق النار نتج عنها إصابات وأضرار جسدية، كما أنها بدأت باتهامات الأطراف لبعضها البعض حول وثائق قديمة تسببت في نزاع مستمر أنتج مشكلات جانبية وتوتر وصل إلى عراك بين الأطفال لينتهي بعراك بين الأهالي ليقودهم إلى المستشفيات وأقسام الشرطة، واستمر النزاع مدة 25 عاماً.

مبادرات قبلية لعقد لقاءات مجتمعية للتصالح والتسامح
مبادرات قبلية لعقد لقاءات مجتمعية للتصالح والتسامح
وبسبب النخب المثقفة التي تدرك حجم المسؤولية في المدينة فقد تحولت منذ الأسبوع الماضي مجالسها وساحاتها إلى مهرجانات وملتقيات للتصالح والتسامح والإخاء والود.

وعلى هامش المصالحة في مدينة بني بكر بين قبائل وأسر منطقة (المحلة) في قلب المدينة العريقة، فقد أسفرت الجهود المبذولة من قبل وكيل محافظة لحج، صلاح الداوودي، ولجنة المحكمين المرافقين له عن حلول نهائية ومصالحة بين جميع الأطراف نهاية الأسبوع الماضي.

بعد نزاعات قبلية دامت لـ 25عاما
بعد نزاعات قبلية دامت لـ 25عاما
وقد بادرت يوم الخميس الماضي، قبيلة آل الشباك في منطقة المحلة، وهي أسرة محايدة لم تدخل في النزاع سابقاً إلى جمع كافة الأسر المتصالحة في لقاء ودي وشخصيات أخرى من خارج يافع وداخلها.

وكان اللقاء مفعماً بالود والإخاء، وجمع الأطراف كافة في مجلس واحد، إذ تبادلوا فيه أحاديث الود والتعهد بطي صفحة الماضي ومآسيها والعمل على خلق أجواء جديدة من شأنها أن تسهم في توطيد العلاقات الأخوية والتعايش في سلام ونبذ الفرقة الدخيلة على المجتمع اليافعي.

وفي صعيد متصل شهد أمس الأول الجمعة لقاءً آخر وضيافة كريمة في مقر ومجالس قبيلة آل الفاضلي، أحدى القبائل التي شاركت في النزاع سابقاً وفي المصالحة والتسامح لاحقاً، بحضور كافة الأطراف وجموع غفيرة من أهل المدينة والمديرية وحضور الوكيل الداوودي وعضو الجمعية العمومية والهيئة الإدارية بالمجلس الانتقالي، علي محمد البكري، ولجنة المحكمين، وقد شهد اللقاء مظاهر الود والتسامح التي غابت عن المدينة منذ 25 عاماً.

سوق المحلة الشعبي وسط المدينة
سوق المحلة الشعبي وسط المدينة
كما أقيم يوم السبت ملتقى جماهيري ومأدبة غداء لأبناء المدينة وجميع المتصالحين من قبائل المحلة في مقر قبيلة آل محمد، وبالمثل دعت قبيلة آل حمران إحدى قبائل المحلة، يوم أمس، إلى ملتقى ود وتسامح ومأدبة غداء لأبناء القبائل والمدينة والضيوف من خارج المدينة وجميع الحاضرين.

وفي كل اللقاءات كان الكرم والشهامة والود والتسامح سيد الموقف، ولأول مرة تحدث ملتقيات بهذا الزخم الجماهيري والاهتمام من أبناء المدينة، وقد تفاعل الجميع مع المصالحة، بما في ذلك الجاليات في أرض المهجر التي ساهمت في دعم وتشجيع هذه الملتقيات والمصالحات بين جميع القبائل المتنازعة لما من شأنه خدمة الوطن عامة.

تجدر الإشارة إلى أن مدينة بني بكر أحدى أكبر مدن محافظة لحج، البالغ عدد سكانها نحو ثمانية آلاف نسمة، ومنطقة المحلة القديمة هي أحد الأحياء الرئيسية في المدينة، وسكانها نحو 600 نسمة، وقد تتابعت فيها مهرجانات التصالح والتسامح والود منذ مطلع الأسبوع الماضي، إذ تشهد المدينة حراكاً اجتماعياً يبشر ببزوغ عهد جديد يسوده النظام والقانون والمصالحة الاجتماعية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى