مواطنون: نضطر لإسعاف مرضانا إلى محافظات مجاورة
طبيب عام: توفيت بعض الحالات لقلة الإمكانيات في المديرية
 تقرير/ أديب صالح العبد
انتشرت في محافظة شبوة مؤخراً العديد من الأمراض والأوبئة الخطيرة، راح ضحيتها الكثير من المرضى وفي مقدمتهم الأطفال في ظل إمكانات صحية متواضعة في مستشفى المديرية.

وأفاد «الأيام» سكان محليون أنهم أُرغموا على إسعاف مرضاهم إلى محافظتي عدن وحضرموت، لتردي الوضع الصحي في مديريات المحافظة.


وأدّى مرض، انتشر فجأة في أوساط المواطنين بمديرية بيحان وتحديداً في وادي الخير، إلى ثلاث وفيات خلال الأسبوع الماضي فقط، فيما لا تزال الحالات لمصابة به في تزايد مستمر.

وأكد أطباء بأن المرض المنتشر في المديرية هو "أنفلونزا الخنازير".

وخلال الأيام الماضية أصيب بهذا المرض الكثير من السكان تم تحويل العديد منهم إلى محافظات أخرى للكشف عن المرض وعلاجه، فيما لا تزال حالات مرقدة في العناية المركزة بمشفى المديرية.
أعراض المرض
وتشبه أعراض المرض في البدء أعراض الإصابة بالبرد العادية من زكام وحمى خفيفة، تستمر ما بين ثلاث إلى خمسة أيام، ومن ثم يتطور إلى الإصابة بالتهاب الرئتين وتصاحبه حمى شديدة، تليها انتكاسة وتدهور مفاجئ لحالة المريض، ويصاحب هذا التدهور صعوبة في التنفس وصولاً للوفاة، في حال لم يتم التشخيص السليم والعطاء الأدوية المناسبة للمرض.
حمى الضنك
حمى الضنك وباء آخر ينتشر في المديرية، وحصد هو الآخر الكثير من الأرواح، وبات جرائه يتوافد العشرات من المرضى بشكل يومي إلى مستشفى بيحان والمستوصفات والعيادات الخاصة في المديرية.

وكان آخر الوفيات هو الطفل جونة أحمد عبدالله الضريبي، البالغ من العمر 3 أعوام، والطفلة نوف صالح أحمد سالم الجيش (تسعة أعوام).


وحتى اليوم تقف الجهات ذات العلاقة في المديرية والمحافظة عاجزة تماماً عن تقديم أي دعم صحي للحد من استفحال هذين المرضين الخطيرين.

وترتفع صرخات الأهالي مناشدة جهات الاختصاص ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان وأيضاً المنظمات الدولية لمد يد العون للتخلص من هذين المرضين الفتاكين.
انتشار أنفلونزا الخنازير
د.عبدالله
د.عبدالله

وأوضح د. أحمد صالح علي سلمان، وهو طبيب عام، أن أعراض المرض الجديد والمنتشر في المديرية تتشابه تماماً مع أعراض مرض أنفلونزا الخنازير "H1N1"، مؤكداً أن هناك ظهورا لحالات من نفس المرض في صنعاء وعدن، وتم تأكيدها في المختبرات المركزية".


وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: "ونظراً لقلة الإمكانيات بالمديرية توفيت بعض الحالات المصابة بالمرض برغم تقديم العناية الطبية لها ولكنها لم تستجب للعلاج، وما زالت هناك بعض الحالات ترقد في العناية المركزة بمستشفى ابن سينا بالمكلا في محافظة حضرموت".

وناشد د. سلمان الجهات ذات الاختصاص بالعمل الجاد للتقصي عن انتشار المرض وسبب انتشاره والحد من استفحاله، مؤكداً أن الوضع خطير جداً ولا يحتمل التأخير.
مبادرة خيرية
مصلح القربعي
مصلح القربعي

وللحد من انتشار هذه الأمراض تكفل رجل الأعمال مصلح حسين القربعي بدعم حملة للرش الضبابي وأخرى توعوية، سبقتها دعومات أخرى للمرافق الخدمية وكذا الفقراء والأيتام والمعدمين من أبناء بيحان، فضلاً عن شرائه العديد من الأجهزة والمستلزمات الطبية لمستشفى بيحان والتكفل برواتب بعض الأطباء، لاستمرارهم في مزاولة عملهم بالمستشفى وبما يخدم المواطنين.

ويشير الأهالي إلى أن القربعي سبق له أن قدم دعماً سخياً في عام 2014م لمستشفى بيحان لمكافحة حمى الضنك، والذي تسبب بالكثير من الوفيات والإصابات في أبناء المديرية، في الوقت الذي غاب فيه تماماً دور الجهات المسؤولة في المديرية والمحافظة.
إشادة
د.أحمد
د.أحمد

مدير قسم التثقيف الصحي في مكتب الصحة العامة والسكان بمديرية بيحان د. عبدالله ناصر سلمان، أشاد من جهته بالدور الذي يبذله رجل الأعمال الشيخ مصلح حسين القربعي في المجال الصحي والكثير من القطاعات المختلفة في المديرية.

وأوضح في سياق حديثه لـ«الأيام» أنه قام بهذا الخصوص بشراء جهاز (سي بي سي) للمختبر في مستشفى بيحان وغيره الكثير من المستلزمات الطبية، بهدف تحسن أدائه أمام المرضى الذين يقصدونه بشكل يومي، مضيفاً: "ولم يقتصر دعمه على القاعات الخدمية وحسب، بل طال الدعم الجانب الاجتماعي من خلال تكفله بأداء العمرة لعدد كبير من الأسر في بيحان شاملاً التأشيرة والمواصلات والسكن والغذاء منذ مغادرتهم وحتى عودتهم إلى مناطقهم في المديرية".

ودعا سلمان عبر «الأيام» رجال المال والأعمال والخيرين من أبناء المديرية إلى الاقتداء بالشيخ مصلح القربعي، والذي قال "إن أبناء بيحان دائماً يجدونه في أحلك وأصعب الظروف التي تمر بها المديرية".