سراب وشراب! !

> عبود الشعبي

> ذهب الجمل يجرّ العرَبة في سيلة الشيخ عثمان.. كانت الحمولة «جواني» من البسباس العدني القادم من بلاد الهنود.. هو يمضي في الطريق لا يصالف ولا يخالف كأنه حفظ قواعد المرور، بينما صاحبه يركب على العربة من الخشب مطمئنا على رزقه بلا عناءٍ ولا نَصَب!
* ورأيتُ سائق «البابور» في الخط ضليعا في المخالفة فَطِنا في تدبير مكان للتجاوز.. هو يبحث عن حيلة للركض بعيداً عن النظام والسباق على الزبون الراكب بينما الرزق مقسوم!

* نحنُ لسنا بحاجة إلى وزارة تطلب «الجِن».. هذه الحكومة شغلت الناس بالركض وراء المعدوم، تعِدُ وتُخلف، تُمنّي الناس ولا تهبهم شيئا حتى كأنها وزارة الأماني، تُخبرنا عن ماءٍ في الطريق حتى إذا جئناه وجدناه سرابا بقيعة.. ما سلِم في عهدها اقتصاد ولا نضجت سياسة ولا صِين نظام ولا حُفِظت عهود!
* كان طابور المدرسة في زمن الاشتراكي نظام دولة، يُعلِّم «حُب الوطن».. اليوم عجز كتاب «الوطنية» من الغلاف الى الغلاف عن صناعة هذا الحُب، حتى صار الوطن في نفوس المتعلمين مجرد هذه «الضيعة» التي يتناوشها تجار الحروب بالسلب والقتل والتدمير!

* إنّ الشرعية مثل الجماعة.. تشابهت قلوبهم.. دخلت الحوثية صنعاء بزعم إسقاط الجُرعة فأسقطت ما قيل إنها دولة.. ودخلت الشرعية عدن لإسقاط الانقلاب فنسيَته وهمّت بإسقاط الجنوب المحرّر، تريده في قبضة عفاريت من الجِن.. الاثنان كلاهما «أحمد يا جنّاة»!
* وبعد.. ظهر «المجلس الانتقالي» لتصويب مسار الشرعية والتهدئة من روعها، وتصدّى ببسالة لانحرافها الذي فتح شهيّة الانقلاب في التوسّع وزيادة الصَلَف!

* هو أرسل عمالقة الجنوب من قبل وبلغوا الساحل الغربي وجابوا سهول تهامة وقدّموا درساً ناجزاً في التصدّي والبسالة وبهاء الانتصار.. وما جبر جيش الشرعية بخاطر قبائل نهم وصرواح.. ولا هبّ لنجدة أهالي حجور وقد استباح بيضتهم الحوثي!
* إنّ الشعب في هذا البلد لديه «شرعية» تعِدهُ بالنهوض فإذا هو يكبو ويتعثّر.. تلوّح له بعيشة هنيئة فإذا الوعد سراب والحاكم مغترب!

* ما ذاق المواطن شراب العدل ولا فاز بالحرية ولا أفلح بالأمن.. يجمع همّهُ كُلّه في رغيف الخبز من أول النهار، هو «الشاقي» الذي شقّ عليه الوالي.. يسرق قوته موظف في سفارة جُلّ وقته نوم وإذا استيقظ غرّد بحمد سيده الذي أحاطه بالمال السائب!
* ذاق المواطن في الجوار الشقيق شراب الاقتصاد الناهض والسياسة الرشيدة والخدمات المتطورة، بينما سلبتنا الشرعية حتى منحة «الأمل» التي تفضّل بها علينا الأشقاء في التحالف العربي.

* وحين تكرّس الشرعية أخطاءها ولا تُصلح من حالها، وتمضي تلعب بالاتفاقات، يقترب موعد تحقيق الحُلم هنا في الجنوب بإقامة الدولة كنتيجة طبيعية لسلوك أوغل في الخيانة ونكث العهود!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى