بين مصداقية شباط ومصداقية دول التحالف

> ما أن يطل شهر شباط (فبراير) إلا ويبدأ معه الغيم والضباب بالتدفق ليغطي السهول والجبال والهضاب دون أن يؤدي لنتيجة تذكر من المطر سوى في حبات من الرذاذ المتساقطة هنا وهناك حتى قالوا أهل تهامة فيه: "ما صدقك وأشباط لو تمطر في أين اموفا)، و "اموفا" على حسب لهجتهم الدارجة هو الموفا باستبدال (ام) لتحل محل (أل التعريف)، لتصبح أموفا بدل الموفا، المقصود بها التنور المعد لإنضاج الخبز، وأين هي العين أي الفوهة التي تساعد على سرعة الحرارة وأيضا لإخراج فضلات الحطب؟.

وعليه يساور كثير من الناس شكوكا بنظرة تشاؤمية في الهدف من وراء تدخل دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وإلى جانبها الإمارات العربية المتحدة، ومن يقف معهم في هذا الخندق وبعدم جدية العمل من أجل حلحلة أوضاع البلاد كلها ليصبح على حسب النظرة تلك أن كل ما أقدمت عليه هذه الدول، وعن طريق وسيلتها بالشعار المرفوع من قبلها "عودة الشرعية" ممثلة بالرئيس هادي لا يحسب لها إلا من باب ذر الرماد على العيون.

هذا ما يلحظ لدى كثير من الناس وخصوصا من بعد مضي ما يقارب الخمس سنوات من عمر الصراع أنه بالفعل بدأت تترسخ قناعات لدى أولئك من البشر، أن كل ما يجري لا يصب في مصلحة الجنوب ولا الشمال فما يكرس على الأرض من واقع لا يهدف سوى لإيجاد مشاريع جديدة تخدم تلك الأطراف بعينها مع من يقف وراءها دوليا وما نصيب الشعب منها إلا الويلات والمآسي.

أما حسب النظرة المتفائلة والتي لم تغير تجاه ما تقوم به تلك الدول وما زالت تحتفظ معها بشيء من الود مع عدم اليأس مع ما تقوم به، فلا يساورها الشك في عمل هذه الدول وذلك بسبب لما توفره من حجج لنفسها فتصبح مبعثا لبعض الاطمئنان والأمل لديها وبما يقوي عزيمتها ويدحض كل الشائعات المسربة من قبل أصحاب نظرة التشاؤم تلك، لتغدو اليمن وعلى حسب رأيهم منجم ضحل من المشاكل السياسية وبأمراضها المزمنة والمستعصية، وقد وضعها مع هذه الدول وجها لوجه وليس بد من ذلك من أنه سيأخذ وقتا طويلا منها، حتى تستطيع حلحلة أمور كثيرة، بما يعني ويرجح أولئك أنه ستصدق حتما دول التحالف يوما ويفون بما قطعوه على أنفسهم وإن طالت المسألة لبعض الوقت ستسفر في النهاية بما يلبي طموحات وتطلعات الشعب اليمني شمالا وجنوبا.

وعليه، إن أخذنا برأي أصحاب النظرة الأخيرة من الأولى أخذا، بالأسباب نفسها وقياسا على مصداقية ما يسمى "تحالف دعم الشرعية"، إن تحققت سيصدق بدوره شهر شباط أخيرا. ولمَ لا خصوص لنا ونحن نلحظ من التغيرات المناخية الكثير، والتي امتد فيها تساقط الأمطار في السنوات الماضية على البلد حتى شرف على فصل الشتاء وبتنا أيضا نلحظ تغيرا في مواسم لم نلحظها من قِبل؛ بل وقد أضحينا أمام موجات من الأعاصير والفيضانات. وإن قدر لذلك أن يكون ستنقشع الغيوم والضباب على أثرها وسنلمس واقعا آخر لما نلمسه من دهر معجزته تكمن بين دول الجوار والإقليم وشهر شباط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى