الجنوب والمراهنة على الخارج

> أكرم باشكيل

> لا تزال القضية الجنوبية تراوح مكانها في سبيل الخروج من مطبات دروب التحرير بسبب التعقيدات التي تحاك بها إقليميا، فضلا عن الوضع الدولي الضبابي في غالبه منها واشتغال المال السياسي المفضي إلى تخريب العمل الوطني النزيه بين الأفراد والمؤسسات الجنوبية.
لقد دخلت القضية الجنوبية في منعطف سياسي خطير بعد توقيع اتفاق الرياض رغم ما جناه المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل للقضية الجنوبية من مكاسب سياسية خرج بها من ذلك الاتفاق، أهمها الاعتراف به وبالقضية الجنوبية كممثل لها إقليميا ودوليا، وحاول أن يخرج من حصار الشرعية التي تخنق وجوده على الأرض، لكنه ما برح أن وقع في خناق التحالف الذي قيده بتلك الاتفاقية مع وقف التنفيذ.

إن الذهاب بعيدا في الإفراط بالعمل السياسي، والاعتماد الكلي على المراوحة، والانتظار طويلا على أن التحالف هو بيده كل أوراق اللعبة والرهان عليه في استكمال أهداف مرحلة التحرير نحو استعادة دولته وإنجاز مهامه التي حددها في برنامجه السياسي، ليس مجديا على الأقل في الوقت الراهن.
لعل المرحلة اليوم بعد انتهاء مدة تنفيذ اتفاق الرياض، ولم يتم تنفيذ بنوده المزمنة ولا نسمع بكلمة الفصل من رعاة الاتفاق للطرف المخل بتنفيذ ما عليه من مهام فيه، لذا تقتضي على المجلس الانتقالي الجنوبي التقييم السريع مع تسارع الأحداث من الطرف الآخر وعدم الركون بالمطلق للراعي طالما لم يكن منصفا في حياديته اتجاه ما يجري ويحدث خلال ثلاث أشهر خلت هي مدة الاتفاق وهو أمر يبعث الريبة والشك في جدية الاتفاق وما تلاه من تجديد له، وربما يكون ذلك على سبيل ضياع الوقت واللعب عليه وتمييع القضية برمتها.

سيظل الرهان المطلق على الآخر ورقة خاسرة ما لم تتعاضد الجهود الداخلية والاعتماد على الذات وبناء القدرات والاتجاه نحو ثورية العمل، كوننا في مرحلة تحرر ثوري. فالدولة تتكئ على العمل السياسي وخلق تحالفاتها البينية الآنية والمستقبلية والمطلوب المقاربة والتوفيق بين العملين الثوري التحرري والسياسي ورفد الطاقات بها وفهم الآخر والتماهي معه وفق المصالح المشتركة على قاعدة "لا ضرر ولا ضرار"، واحترام حقوق الجميع وتعهداتهم بما يحفظ الود والسلام والعمل المشترك.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى