وكلاء إسلاميون ووكيل عربي.. اليمن تحت البند السابع

> بدر قاسم محمد

> "عايز حقي" فيلم مصري من بطولة النجم هاني رمزي، يحكي قصة مواطن غلبان "صابر"، يقرأ مادة في الدستور المصري: "لكل مواطن جزء من ملكية الحق العام".

يفكر صابر في التصرف بحقه من ملكيته العامة في الوطن، يتبنى "صابر" فكرة مادة الدستور، فتتوالى أحداث الفيلم إلى نقطة ذيوع وانتشار الفكرة في أوساط الناس الغلابى، حصلت على تغطية قناة تلفزيونية على إثرها لاقت استحساناً شعبياً، وتحت تأثير العائد المالي، الكل سارع إلى عمل توكيلات لـ "صابر" تخوله التصرف وبيع حقهم في الملكية العامة للوطن.. إلى آخر الفيلم المستند على الفكرة السياسية الذاهبة بقانونية خطوة "صابر" حال حصوله على نسبة توكيل شعبي تتعدى الـ 50 %. هذا بدوره يحيلنا إلى المختصر المفيد، في أن حق التصرف بالوطن من اختصاص ممثل السلطة السياسية في البلاد، وكيل الشعب.

إذا ما أسقطنا قصة وسيناريو فيلم "عايز حقي" على سيناريوهات "ثورات الربيع العربي"، وهي ترفع شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، وتترجم ترجمة حرفية عنوان فيلم "عايز حقي" وفكرته في التصرف بملكية الشعب العامة من الوطن، خصوصا وأن من تصدر شعار "ثورات الربيع العربي" هم جماعة الإخوان المسلمين بأيديولوجيتها غير المؤمنة بوجود الحدود السياسية لأي وطن عربي!.

ففي اليمن، البلد الموضوع أمميا تحت الفصل السابع مثلا سنجد أن ثمة شباب "صوابر" مطلع العام 2011م في صنعاء دشنوا ثورة سلمية، هي عبارة عن محاولة انتزاع توكيل شعبي يمنحهم حق التصرف بملكيتهم العامة في الوطن لصالح التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، التنظيم الممتد من الشرق الأدنى إلى الشرق الأوسط، حسب نبوءة شيخهم عبدالمجيد الزنداني عن امتداد مستقبل الدولة الإسلامية في العام 2020م، وعلى إثر هذا في العام 2014م ظهر "عبده صابر" من شمال الشمال مدشنا ثورة توكيله الشعبي الثاني، فتصرف باليمن وباعه لدولة إيران الإسلامية!.

وكيلان إسلاميان تعاقبا على وطئة اليمن للتصرف فيه وبيعه، لا يؤمنان بحدوده الوطنية، فقط يؤمنان بالأيدلوجيات الإسلامية العابرة للحدود، مسببة قرار الحجر عليه أمميا، فتم وضعه تحت الفصل الأممي السابع!.
لقد دشن ما سُمي بـ "ثورات الربيع العربي" حملة توكيلات شعبية، ولجت من المواد الدستورية، كافلة الديمقراطية وحرية التعبير وحق التظاهر السلمي لشعوبها، وصلت إلى نقطة اللاعودة من التصرف بالأوطان العربية وعرضها في المزاد الإقليمي العلني على أجندة دول إسلامية بعينها لبيعها ومسخ هويتها العربية!.

من منبع العروبة "اليمن"، كما يصف العرب، نبع وكيلان إسلاميان، جماعة الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين، لمشروعين إسلاميين غير عربيين، فارسي وعثماني، لا يمتان للعروبة بصلة!؛ بل ويمثلان تهديدا حقيقيا لأمن العرب القومي!.

ثمة "صابر" قابع جنوباً في قعر عدن، امتدت إليه أيادي العبث الشمالي مرارا وتكرارا، مطلع العام 2015م هي المرة قبل الأخيرة التي امتدت فيها يد المشروع الإسلامي الفارسي بواسطة غزو مليشيا جماعة الحوثي، لتعبث به وبسلمه الاجتماعي في سياق العبث بالأمن القومي العربي، انتفض "صابر الجنوبي" وذهب حسب قانون اللعبة الدولية الجديدة إلى فكرة انتزاع تفويض شعبي يخوله التصرف بملكيته العامة في وطنه الجنوبي بحدود ما قبل الوحدة اليمنية مع الشمال، بواسطة تشكل المجلس الانتقالي الجنوبي، من موقف الدفاع حمل على عاتقه أجندة المشروع العربي ضد أجندة المشاريع الإسلامية المهددة كيانه الجنوبي والأمن القومي العربي، ومن موقع الدفاع انتصرا لجنوبية شعبه وعروبيته وأشقائه العرب لم يرقَ للشمال هذا الانتصار فعاد مرة أخرى أخيرة نهاية العام 2019م حاملا أجندة المشروع الإسلامي العثماني، عبر جماعة الإخوان المسلمين، وتحت غطاء الحفاظ على شرعية الحكومة اليمنية، أعلن حملته العسكرية على الجنوب وعدن، ليهدد السلم الاجتماعي الجنوبي والأمن القومي العربي والأمن والسلم الدوليين!.

عرضت فكرة حق التصرف في الأوطان على مشرع المذهب السني، فرفضها في اليمن ثمة عبدالمجيد الزنداني، شيخ وداعية إخواني عتيق، وهو يعرض نبوءة قيام الدولة الإسلامية على الشباب الثوار في ساحة التغيير صنعاء، عزز دستورية تظاهرهم الشعبي المطالب برحيل النظام الحاكم باختراعه لتشريع إسلامي جديد يصف تظاهرهم السلمي بالجهاد باعتباره "قول كلمة حق في وجه سلطان جائر"، وخلع عليهم شرف اختراع طريقة إسلامية جديدة تهدف لتغيير نظام الحكم!.

لم يحتاج الوكيل الإسلامي الذي تلاه "الحوثي" بثورته الحربية ومرجعيته الشيعية إلى تشريع من النوع الذي ذكره الزنداني، فالمشرع الشيعي على خلاف المشرع السني، يجيز الخروج على ولي الأمر، فقط هو بحاجة إلى حداثة صرعة التظاهر الشعبي ضد النظام كغطاء مكنه من السيطرة على اليمن والتصرف به وفق أيدلوجيته الإسلامية العابرة لحدوده الوطنية!.

أحالت الجماعتان الإسلاميتان، الحوثية والإخوانية، الفكرة التاريخية عن اليمن منبع العروبة الأول إلى كذبة سمجة، وهما تضعانه في سياق المشاريع الفارسية والعثمانية اللاعربية، وعلى نقيض هذا أحال مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي فكرة يمنية الجنوب إلى كذبة سمجة وهو يضع الجنوب في سياق المشروع العربي ليثبت فعلا أن الجنوب هو (الجنوب العربي) حقا وعدلا وصدقا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى