المكرفس يفتك بالمواطنين في المعلا

> عدن «الأيام» وئام نجيب

> انتشر بين المواطنين في مديرية المعلا بالعاصمة عدن بشكل ملحوظ مرض (المكرفس) كما يطلق عليه شعبيا، ما دفع السلطات المحلية بالمديرية إلى إعلان حالة طوارئ وإلزام المجمع الصحي فيها بالعمل على مدار اليوم.
وسبب ذلك حالة من الخوف والهلع لدى المواطنين بعدن من انتشاره في بقية المديريات.

«الأيام» تناولت هذا الموضوع وخرجت بالحصيلة التالية..
أفاد مدير مكتب الصحة والسكان في مديرية المعلا، د. خالد عبدالباقي: "تزايدت الحالات المصابة بالحمى التي تأتي إلينا في المجمع وقد يكون حمى ضنك أو ملاريا أو (مكرفس)، وتأتي هذه الأمراض في موسم الشتاء نتيجة لانتشار البعوض، ويوجد اشتباه بمرض المكرفس وحتى الأن لم يتم الإعلان عنه بشكل رسمي، حيث إننا قمنا برفع خمس حالات مصابة بالحُميات إلى فريق الاستجابة السريعة والذي قام بدوره برفعها إلى الرعاية الصحية التي إحالتها بعد ذلك للمختبر المركزي، لمعرفة نوع الحمى المنتشرة في الفترة الماضية، ونحن بانتظار ذلك".
طفل مصاب بمرض "المكرفس"
طفل مصاب بمرض "المكرفس"

تكثيف حملات الرش
وأشار عبدالباقي بالقول: "ظهرت الحالات المصابة بالحمى في مديرية المعلا وخاصة في المناطق الشعبية فيها، والتي تعد ذات الخطورة العالية كالشيخ إسحاق، كاسترو، والريل، الأمر الذي دفعنا بالأشراك مع المجلس المحلي في المديرية من تكثيف حملات الرش الضبابي في المديرية ولتلك المناطق على وجه الخصوص، إضافة إلى نشر التوعية والتثقيف، وبدأنا العمل في المجمع على مدار 24 ساعة بعد تزايد الحالات التي تصلنا للمجمع، حيث إننا نستقبل في اليوم الواحد (25) حالة حُميات، ناهيك وإننا نعاني من نقص في التمريض، على الرغم من أن (8828) نسمة من سكان المديرية معتمدون بشكل أساسي على المجمع الذي يعد المرفق الطبي الحكومي الوحيد في المديرية".
حملة الرش الضبابي
حملة الرش الضبابي

وأشار "الحمى المنتشرة حالياً والتي أطلق عليها المواطنين مصطلح (المكرفس) هو أشبه بحمى الضنك، وينتقل عبر البعوض وهو عبارة عن حمى شديدة مصحوبة بآلام في المفاصل، ونقوم بإعطاء المريض العلاج اللازم والمتمثل في خافض حرارة والسوائل الوريدية، إضافة إلى فحوصات سريعة".
وفي ختام حديثه قال: "ينبغي أن تتم حملات الرش الضبابي بشكل مستمر تفادياً للأمراض والأوبئة، وكما يقال الوقاية خير من العلاج، إضافة إلى أنه يوجد إهمال من المواطنين أنفسهم".
شاب يتلقى العلاج في حوش منزله
شاب يتلقى العلاج في حوش منزله

ظروف صعبة
"الأيام" نزلت إلى منطقة الريل في المعلا باعتبار ساكنيها الأكثر إصابة بهذا المرض، وتبين لنا أن كافة الأسر فيها فقيرة وتعاني ظروفاً صحية صعبة في ظل تفشي هذا المرض بينهم، وفي ذات المنطقة لمسنا قلة الحيلة في أبشع صورها لأرباب أسر يعاني أبناؤهم الألم بصمت ويكتفون بالدموع، فيما تفيد أسرهم بأنهم عاجزون عن نقل مرضاهم إلى مرفق طبي وإيجاد قيمة العلاج للتخفيف من آلامهم.

يقول أوسان محمد (مصاب بالمرض)، من أبناء المنطقة: "أثناء تواجدي في مجمع المعلا الصحي، أمس، تقدمت بالشكر والامتنان لمدير عام المديرية لالتزامه بتوفير علاجات حالات الحمى المتواجدة في المجمع، ولكن كانت هذه مجرد وعود، حيث إننا نأخذ العلاجات والفحوصات من خارج المجمع وعلى حسابنا الشخصي، ولا حياة لمن تنادي، فالناس هنا تموت دون أن تجد قيمة علاجها".
أحد أحياء منطقة الريل
أحد أحياء منطقة الريل

وأشار بالقول إلى أنه "ابتدأ مرض المكرفس بوالدي وانتقل بعد ذلك إلى سبعة من أفراد الأسرة وقابل للزيادة، وعلى إثر ذلك نقلنا إلى مجمع المعلا الصحي وأفادنا الأطباء فيه لا يوجد علاج للمرض وإنما مغذيات وخافض حرارة فقط، وبعد إجرائنا فحصاً للدم (CBC) تبين أننا نعاني من إلتهابات بالدم بنسبة 12ألف أو أكثر، وأما عن أعراض المرض فهي تبدأ بألم في المفاصل مصحوبة بحمى شديدة تختلف عن بقية الحُميات، كونها تتطور وتأتي بمضاعفات، حيث إنها تسبب تقيحات بالفم والتهابات في اللوزتين، والآلام شديدة في المفاصل".
مسن مصاب بمرض "المكرفس"
مسن مصاب بمرض "المكرفس"

ونوه قائلاً: "لابد من الدولة أن تجري دوريات منتظمة بمكافحة البعوض أسبوعياً، فيكفي أن الناس لا تجد قيمة العلاج وليس للمواطنين في عدن سوى دخله المحدود، وعن نفسي فقد قمت ببيع الثلاجة والغسالة لتوفير قيمة العلاجات والفحوصات لنا".
وفي السياق قال: "أناشد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي، بالالتفات إلى شريحة المواطنين الأشد حاجة، فهناك العديد ممن استشهدوا من أجل الجنوب، وبالتالي فعلى رئاسة المجلس الانتقالي أن تعطي أسرهم الاهتمام والرعاية اللازمة لهم".
مدخل منطقة الريل في المعلا
مدخل منطقة الريل في المعلا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى