جريفثس والبصمة الوراثية للحوثيين

> د. باسم المذحجي

> الانقلاب العسكري جريمة عقوبتها الإعدام أو الحبس المؤبد في معظم بلدان العالم الثالث، والثاني بينما الانقلابات السياسية في المواثيق الدولية مجرمة دوليا، وخير دليل على ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي التي خضعت لها اليمن تحت البند السابع، لذلك لابد أن يفقه مارتن جريفثس كيف لليمن الخروج من الوصاية الدولية من دون تنفيذ القرارات التي أصدرها رؤساؤه في الأمم المتحدة، أما إذا كان جريفثس لا يمكن الوصول بنا إلى حل ويسعى لإبقاء اليمن تحت الوصاية الدولية، فهناك وسيلة جديدة وفكرة مقترحة لجريفثس ليواصل مهامه من بوابة البصمة الوراثية للحوثيين.

هل يفقه جريفثس أن البصمة الوراثية لليمنيين تعود لليهود المزراحيين منذ عصور، بخلاف ما تدعي به الحركة الحوثية باليمن من أنهم من آل البيت، وهم الأحق بالشهادة والجهاد والتضحية في سبيل الله "الرب عند المسيح"، وفيها صور الصريع بدرالدين الحوثي، والآخر حسين بن بدرالدين الحوثي، وتجاورها صور العديد من آل الحوثي الصرعى منتشرة في صنعاء، ومختلف المدن الواقعة تحت حكمها، ولم يستكن لهم بال إلا بعد رفع الصور الدعائية العملاقة، والتي هي موجودة بالفعل، وتحمل عنوان البيت؛ أي أن الحوثيين بداية من الأب بدرالدين الحوثي المؤسس وانتهاء بعبدالملك بدرالدين الحوثي هم أحفاد رسول الله صلى الله عليه، وهذه مزاعم تروج لها الأسر الحوثية كما درجت عليها الأسر التي تسمي نفسها "الهاشمية" في اليمن.

ومن هذا المنطلق فلتوفير الوقت والجهد على المبعوث الأممي فالمطلوب منه فهم المشكلة الخلافية ما بين اليمنيين أنفسهم من جانب، وما بين الحوثيين والسعودية من جانب آخر، وتكون هكذا نقاشات هي الجولة القادمة من مفاوضات ومباحثات استمرار الوصاية الدولية على اليمن.

في سياق متصل بالبصمة الوراثية للحوثيين، فيجب أن يعلم المبعوث الأممي بأن السعودية هي من حوت كفار قريش "مكة" وحوت المهاجرين في "المدينة"، وعليه أن يستوعب بأن الجذور التاريخية للرسول وآل البيت هي سعودية صرفة "الحجاز ونجد ومكة والمدينة والطائف"، وشأن داخلي سعودي ما عدا الأسرة الهاشمية في المملكة الأردنية الهاشمية في الأردن، فقد ثبت صحة نسبها بناء صحة البصمة الوراثية والفحص الجيني "دي إن أيه".

بخصوص شبه الجزيرة العربية ووطننا العربي الكبير فيما يتصل بمجال تحليل الجينات الوراثية وفقا لمعلومات طبية قانونية عن الفحص الجيني "دي إن أيه"، بأنه أعاد تشكيل خارطة القبائل العربية بالتأكد من العراقة والانتماء العربي الراسخ.
وعليه بناء الهندسة الوراثية فمعرفة تاريخ أي عائلة أو النسب يتم فيها استخدام فحص أو تحليل دي إن أيه (DNA)، فمثلا القس الأمريكي "جاي سبايتس" أجرى تحليل دي إن أيه فاتضح أنه "أمير أفريقي شهير".

لست بصدد الحديث عن التلوث الوراثي للحوثيين، لكن الملفت للنظر في المشهد اليمني بأن المبعوث الأممي طالما قد وصل صنعاء لبحث خارطة حل جديدة ترمي باتفاق ستوكهولم إلى قارعة الطريق، وذلك ما أفصح عنه د. محمد جميح صراحة بقوله عيب يا جريفثس "الحصان قبل العربة"، وليس "العربة قبل الحصان"، وذاته د. جميح هو من وصف الحوثيين بأنهم "يكذبون كما يتنفسون"، ولذلك يتوجب علينا إفهام جريفثس بأن الحوثيين "يكذبون أكثر مما يتنفسون".

على المبعوث الأممي أن يبدي اهتماما كبيرا بالبصمة الوراثية للحوثيين، وتشكيل فريق جديد من خبراء الأديان وخبراء البصمة الوراثية، فإذا ثبت بأن الحوثيين من آل البيت فلهم الحق فيما يدعونه، وإذا ثبت بأنهم ليسوا يمنيين من الأساس فما عليهم إلا تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، وتقديم الاعتذار التاريخي للأشقاء في المملكة العربية السعودية واليمنيين ولكل الشعوب العربية والإسلامية.

الخلاصة وصفوة القول بأن الحوثيين بين أمرين أحلاهما مر، فالبصمة الوراثية لليمنيين هي يهود مزراحيين، وليست لآل البيت، إما إذا ثبت بأنهم لا ينتمون لآل البيت من الأساس فهم يمارسون جريمة انتحال صفة آل البيت وادعاء الانتساب إليهم، وهي جريمة تزوير معنوي تضاف إلى الانقلاب، وقد تصل عقوبتها إلى الحبس ثلاث سنوات لكل حوثي، أو مدعي الانتساب لآل بيت محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى