أزمة مياه بالمضاربة تضاعف معاناة المواطنين

> تقرير/ محيي الدين الشوتري

> تجاوز سعر الوايت الماء بـ 20 ألف ريال
ما تزال أزمة المياه مخيمة على العديد من مناطق وقرى مديرية المضاربة ورأس العارة في محافظة لحج، لاسيما في منطقة الرويس التي تعاني من شحة في المياه بشكل مستمر دون أن تلقى حلولا ناجعة وحقيقية من قِبل السلطات المحلية أو المنظمات الدولية العاملة في المنطقة غير بيع الوعود العرقوبية للسكان الذين ضاقوا ذرعاً منها.

وللتخفيف من حدة الأزمة يضطر الأهالي لجلب المياه من مناطق بعيدة وبأثمانٍ تفوق قدراتهم المادية، فيما أجبر آخرون على النزوح من المنطقة إلى المدن أو مديريات مجاورة متحملين في ذلك الكثير من المتاعب والصعاب.
ويشير العديد من السكان المحليين في أحاديث لـ "الأيام" إلى أن الكثير من الوعود التي تحصلوا عليها من السلطات المحلية أو المنظمات والمؤسسات المحلية والدولية ذهبت أدراج الرياح.

تكاليف باهظة
يقول الصحفي صادق البوكري: "إن السكان يجلبون وايتات (بوز) الماء من مناطق بعيدة، وهو ما يكلفهم أثمانٍ باهظة نظراً لجفاف الآبار وغياب المشاريع الإستراتيجية في المنطقة".
ويضيف في حديثه لـ "الأيام": "الكثير سمعوا عن مشروع الدعم الإسعافي من السلطة المحلية ووعود من جهات دولية أخرى لكنها لم تكن سوى وهمٍ ولم ترَ النور"، محملاً السلطات المحلية في المديرية المسئولية الكاملة إزاء ما يعاني منه سكان منطقة "الرويس".

وانتقد البوكري دور المنظمات الدولية في المنطقة، والتي أكد أنها تفتقد للمصداقية وللمبدأ الأخلاقي والإنساني في عملها، مضيفاً "نرى هذه المنظمات ما بين ذهاب وإياب ولكنها لم تنفذ أي من مشاريعها الخدمية التي ينتظرها المواطنون بفارغ الصبر".

جفاف الآبار
فيما قال سالم علوان، وهو أحد سكان المنطقة: "تستمر المياه في الآبار عقب موسم الأمطار لفترة قصيرة، ومن ثَمّ تجف بشكل تام، وهذه أزمة بات يتجرعها السكان منذ عدة سنوات، وتسببت بهجرة داخلية للكثير من المواطنين إلى مناطق ومدن مجاورة".
وأوضح في حديثه لـ "الأيام" أن تكلفة نقل المياه من مناطق بعيدة بواسطة "الوايت" تجاوزت العشرين ألف ريال.

وتمنى علوان من الجهات ذات العلاقة النظر بجدية لمعاناة الناس والعمل على التخفيف منها لاسيما المياه التي تعد إحدى الخدمات الأساسية والضرورية لأي تجمع بشري.

وفي ذات الاتجاه، علّق المواطن حسن غالب عن معاناة الأهالي بالقول: "تحصل السكان على الكثير من المواعيد من قِبل السلطات المتعاقبة في المحافظة بخصوص إيجاد مشاريع حقيقية للمياه، لكن لم ينفذ أي منها حتى اليوم"، مضيفاً "المنطقة تُعاني من عدم وجود الآبار الارتوازية والمشاريع الإستراتيجية التي من شأنها أن تسهم في وضع الأمور في نصابها وتعيد الحياة مجدداً إلى المنطقة التي تقاصي الأمرين جراء الجفاف الذي يضرب المنطقة بشكل مستمر وغياب الحلول الحقيقية من قِبل المعنيين".

معاناة مستمرة
وعلى مدى العقد الماضي شهدت منطقة الرويس في المديرية تزايد هجرة سكانها إلى لحج وعدن جراء شح المياه ونضوبها في أغلب الآبار، في واقعة لفتت الانتباه وأثارت التساؤلات حول موقف ودور السلطات المحلية في المديرية والمحافظة من تنامي ظاهرة الهجرة الاضطرارية لبعض الأهالي، وهو الأمر خلق موجة من الاستياء من ردة فعل السلطات إزاء تلك المعاناة، دفع المواطنون على إثرها الكثير طوال السنوات الماضية كان آخرها وقوع المنطقة في خط نار المواجهات مع قوات الحوثي الانقلابية، نتيجة لمواقعها الحدودي مع مديرية الوازعية التابعة لمحافظة تعز.

وينحدر من هذه المنطقة المنسية من قِبل الجهات المسئولة في المديرية والمحافظة والحكومة العديد من الشخصيات العسكرية والمدنية التي تمثل رموزاً اعتبارية للصبيحة؛ من أبرزهم: الشهيد طه علوان البوكري الذي استشهد خلال معارك ضد الحوثيين أواخر أبريل 2015م.
وتقدر إحصائية للأمم المتحدة أن عدد الذين يقضون حياتهم في اليمن بسبب نقص المياه سنوياً بحوالي 14 ألف طفل دون سن الخامسة.

ويقول في هذا السياق خِيرت كابالاري، المدير الإقليمي لليونيسيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "إن نقص الوقود المتكرر في اليمن يؤدي إلى تعميق أزمة المياه والصحة".

ويضيف: "يأتي هذا في وقت هو الأسوأ بالنسبة لأطفال اليمن الذين يعانون من الترنح ما بين العنف وسوء التغذية وانتشار الأمراض، بما فيها الإسهال المائي الحاد والكوليرا"، مشيراً إلى أن المياه التي تُنقل بالشاحنات بغرض بيعها وتشكّل المصدر الرئيسي الذي يتزوّد منه خُمس سكان اليمن بالمياه، فقد شهدت ارتفعاً حادّاً جدّاً في الأسعار. وبينما بلغت أسعار المياه الضعف في المعدّل، إلا أنّ الزيادة بلغت في بعض المواقع ستة أضعاف. ومضى في حديثه قائلاً: "لا يستطيع أكثر من ثلثي اليمنيين والذين يعيشون في فقر مدقع تحمل نفقات المياه الآمنة بتاتاً"، لافتا إلى أن أكثر من ربع الحالات التي يُشتبه في إصابتها بالإسهال المائي الحاد والكوليرا والبالغة حوالي مليون حالة، هم من الأطفال ما دون الخامسة من العمر. وأكثر من 385,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويصارعون من أجل البقاء، صعوبة الحصول على المياه الصالحة للشرب تشكل إحدى أهم أسباب سوء التغذية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى