حمى الضنك و "المكرفس" فواتير يدفعها المواطن اللحجي من قوته

> الحوطة «الأيام» هشام عطيري

> تشهد العديد من صيدليات الدواء بمدينة الحوطة بلحج ازدحاماً شديداً من قِبل المواطنين لشراء العلاجات الخاصة بحمى الضنك و "المكرفس" الذي شهد انتشاراً واسعاً بين أوساط الأسر بالمدينة وضواحيها في ظل غياب الإستراتيجية اللازمة من قِبل الجهات الصحية في المكافحة للبعوض الناقل لهذا المرض الذي تفتك بالمواطنين جسدياً ومالياً.

وتشير أرقام كبيرة غير رسمية سجلت لأعداد المصابين من خلال النزول إلى مخازن الأدوية والمختبرات والعيادات الصحية التي يتردد عليها عشرات المواطنين يومياً.

ولم تنتهِ معاناة المواطنين عند هذا الحد، فمرض حمى الضنك يفتك أيضاً بمدخرات الأسر؛ حيث تصل تكاليف العلاج للشخص الواحد إلى ما يقارب 15 ألف ريال كحد أدنى، وترتفع الأسعار للدواء من حيث النوعية والجودة.

يقول عامل في صيدلية الهلال: "إن المترددين على الصيدلية لغرض شراء دواء خاص بحمى الضنك أو وباء المكرفس يفوق الخمسين شخصاً وتصل التكلفة المالية ما بين 10 إلى 15 ألف ريال للشخص الواحد"، مما يشير إلى أن هناك مبالغ مالية كبيرة تقدر بملايين الريالات يصرفها المواطن خلال ثلاثة أيام لشراء الدواء الخاص بمرض حمى الضنك ووباء المكرفس، وهي أرقام مهولة تدفع بشكل يومي للعلاج، فيما هناك أسر غير قادرة على دفع فاتورة العلاج.


ويقول عادل السيد، مدير برنامج مكافحة الملاريا بمكتب الصحة والسكان بمحافظة لحج: "إن حمى الضنك عبارة عن عدوى فيروسية تنتقل بواسطة لدغة أنثى بعوضة (الزاعجة) المصرية"، مشيرا إلى أن بعوضة (الزاعجة) المصرية ليست مسببة للمرض الرئيس؛ بل إنها مجرد وسيلة لنقل الفيروس.

ولا يوجد علاج لحمى الضنك، لكن الحصول على الرعاية الطبية المناسبة يقلل نسبة الوفيات، لافتاً إلى أن أفضل طريقة للوقاية منها هي تجنب لدغات البعوض.

وقال السيد: "إن هناك أربعة أنواع مختلفة لفيروس الضنك وهي: (DEN1 ،DEN3 ،DEN4)، وانتقال أحدهم إلى الجسم عن طريق أنثى بعوضة (الزاعجة المصرية) هو المسبب لحمى الضنك أو قد ينتقل الفيروس عن طريق بعوضة الزاعجة المنقطة بالأبيض (بعوضة النمر الآسيوي) في حالات نادرة".

وأوضح السيد أن طرق انتقال المرض من شخص لآخر عن طريق لدغة بعوضة الزاعجة المصرية، حيث تقوم البعوضة السليمة باكتساب الفيروس عندما تتغذى على دم الشخص المصاب، وعند انتقالها لتتغذى على دم الشخص السليم تنقل إليه الفيروس. ويمكن للشخص المصاب نقل المرض إلى الآخرين بواسطة البعوضة لمدة 4 - 5 أيام (وقد تصل إلى 7 أيام) منذ ظهور العدوى.


تمتلئ المختبرات والعيادات الصحية بالمترددين المصابين بحمى الضنك لغرض في المدينة وضواحيها.

أنور مثنى سعيد، صاحب صيدلية عالم الدواء، يؤكد أن سعر علاج حمى الضنك يختلف بحسب نوعية الدواء، والذي يبدأ بسعر 15 ألف ريال، مشيرا إلى أن هناك أسراً تصرف إلى أكثر من مائة ألف ريال للعلاج، وقال: "إن هناك 50 % من المصابين بحمى الضنك غير قادرين على الذهاب إلى الأطباء، ويصرف عامل في صيدلية (الحياة) الدواء بالمدينة بحسب الوصفة الطبية الصادرة من الطبيب المختص".

لقد أنهك مرض حمى الضنك الأسر مالياً مما أدى إلى قيامهم ببيع بعض مصوغاتهم الذهبية لغرض العلاج، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول دور القطاع الصحي الحكومي والعديد من المكاتب المعنية في توفير كافة المستلزمات العلاجية للمواطنين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى