نهم ومأرب.. معارك «تعزيز المواقع» تسابق جهود السلام في اليمن

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> اشتدت، أمس وأمس الأول في محافظة مأرب، حدّة المعارك بين جماعة الحوثي والقوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وذلك في إطار التصعيد العسكري الجاري منذ أيام، والذي جاء على العكس من مزاج السلام الذي ساد لفترة بعد ظهور بوادر لين في مواقف الأطراف المتدخّلة في الصراع باليمن.
ولا تستبعد دوائر مطّلعة على الشأن اليمني ارتباط موجة التصعيد الحالية ببوادر السلام التي لوّح بها أكثر من طرف وعبّر عنها بوضوح المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس عندما توقّع أن تكون السنة الجديدة 2020 سنة السلام اليمني الشامل.

وتعتبر الدوائر ذاتها أن ما يجري من تصعيد في عدد من الجبهات هو من قبيل محاولة تحسين المواقع وتقوية المواقف التفاوضية للأطراف المتصارعة استباقا لجهود دولية جادّة لحسم الملف اليمني سلميا خلال الأشهر القادمة.
وكانت صحيفة العرب اللندنية كشفت عن حراك دولي جديد حول الملف اليمني تجري مداولاته في مجلس الأمن ويهدف إلى وقف إطلاق النار بشكل نهائي في اليمن على قاعدة المكاسب الفعلية على الأرض.

وتحدّثت الصحيفة عن وجود رؤية أوروبية أميركية مشتركة مازالت في مرحلة البلورة تنتظر موافقة التحالف العربي عليها لرسم الخطوط العريضة لمبادرة سلام جديدة في اليمن قائمة على ثلاثة مرتكزات رئيسية، هي اتفاق ستوكهولم واتفاق الرياض ومبادرة وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري للحل في اليمن.

وبدا من خلال معارك الأيام الماضية أنّ جماعة الحوثي تسعى لتثبيت سيطرتها على المناطق التي تحتلّها منذ خريف سنة 2014 وتعمل بشكل خاص على إنشاء حزام أمان حول العاصمة صنعاء التي تتخذها مركزا لحكمها. ودارت أمس الأول الجمعة مواجهات عنيفة بين الجيش اليمني والحوثيين باتجاه معسكر كوفل التابع للواء 312 مدرع جنوب شرقي مديرية صرواح غرب مأرب، إثر هجوم شنته الجماعة على مواقع عسكرية.

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية، أمس الأول الجمعة، عن مصدر عسكري قوله إنّ جماعة الحوثي تحاول التقدم إلى المعسكر الذي يبعد نحو عشرة كيلومترات عن مركز مديرية صرواح الذي يفصله نحو ثلاثين كيلومترا عن مدينة مأرب مقر قيادة الجيش اليمني.
وأشار إلى تواصل المواجهات بين الجيش والحوثيين في طلعة مية بمديرية مجزر شمال غربي مأرب، وسط محاولات للجماعة للسيطرة على معسكر ماس الإستراتيجي. وذكر أنّ الجماعة تتقدم باتجاه منطقة السحيل في مديرية مدغل شمال غربي مأرب، لقطع طريق مأرب صنعاء.

من جهته، قال مصدر سياسي يمني إنّ عاملاً مربكاً لمعسكر الشرعية دخل على خط الحرب في اليمن، ويتمثّل في قتال القوات التي تأتمر بأوامر القادة المحليين لجماعة الإخوان المسلمين المشاركة في تشكيل الشرعية، لحساب الجماعة في عدّة مناطق يمنية أملا في أن تبقى تلك المناطق تحت سيطرتها في حال تم التوافق على وقف لإطلاق النار.

واتهمت العديد من الأطراف اليمنية قادة الإخوان ضمن الشرعية اليمنية بتسخين جبهة نهم شرقي العاصمة صنعاء لحسابات خاصّة بالجماعة، وهو الاتهام الذي كرّسه حديث الحوثيين عن هدنة كانت قائمة في تلك الجبهة وقام حزب الإصلاح الإخواني بنقضها.
وجدّد القيادي في جماعة الحوثي محمّد ناصر البخيتي ذلك الاتهام. ونشر على حسابه في فيسبوك قائلا إنّ "هدنة نهم كانت أهم وأخطر هدنة على الإطلاق، لأن الطريق إلى صنعاء يمرّ عبر نهم كما أن الطريق الى مأرب يمر عبرها أيضا".

وأضاف في منشوره: "هدنة نهم خففت علينا الضغط للتركيز على بقية الجبهات في أحلك الظروف ومكّنت حزب الإصلاح من الاحتفاظ بقوته، إضافة إلى تكديسه للأسلحة والأموال ليكون قادراً على مواجهة بقية خصومه في المستقبل، وبالتالي فإن هدنة نهم كانت مفيدة للطرفين، إلاّ أن حسابات حزب الإصلاح الخاطئة دفعته لنقضها في الوقت الخطأ".

وتنفي أطراف مقرّبة من الشرعية اليمنية ما تسميه "ادّعاءات الحوثي بشأن الهدنة المزعومة"، مؤكّدة أن تصريحات البخيتي "جزء من الحرب النفسية الهادفة لشقّ صفوف الشرعية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى