الإخوان والحوثي.. تحالف حقيقي أم مناورة سياسية؟

> خلود الحلالي

> أثار اعتراف قيادي بارز في جماعة الحوثي بـ "هدنة غير معلنة بين جماعته مع حزب الإصلاح"، أحد أكبر المكونات السياسية المنضوية تحت الشرعية اليمنية، جدلاً كبيراً في الدوائر السياسية والعسكرية حول حقيقة مثل هذه الاعترافات، وما إذا كان هذا التحالف حقيقياً.
ومع التصعيد الأخير في مناطق نهم بصنعاء وصرواح بمأرب والمتون بالجوف، اتهم القيادي الحوثي محمد البخيتي، حزب الإصلاح بخرق الهدنة غير المعلنة مع جماعته لوقف إطلاق النار في هذه الجبهات، التي تقدّمت فيها القوات الحكومية قبل ثلاث سنوات إلى تخوم العاصمة صنعاء، ووقفت فجأة من دون أسباب معروفة.

هدنة مزعومة
الصحافي محمد الضبياني، وفي تصريح إلى "إندبندنت عربية"، يقول "من مصلحة جماعة الحوثي الحديث عن هدنة مزعومة، كون ذلك يصب في خدمتها، إذ يعمل ذلك على بث روح الفرقة والريبة والشك بين مكونات الشرعية والتحالف".
وأضاف "إذا كان الحوثي استحلّ الدم اليمني وانتهك الحرمات، فلا غرابة أن يكذب، لكن الغريب أن يوجد من يصدّق المزاعم والتدليس الحوثي، بينما معطيات الدم في الميدان وديمغرافياً المعتقلات والسجون الحوثية تؤكد عكس ذلك".

ويؤكد الضبياني، أن الحديث عن هدنة "كذبة حوثية مفضوحة للتغطية على خسائرهم الكبيرة التي تكبّدوها في جبهات نهم والجوف، بدليل مواكب القتلى الحوثيين الذين يتوافدون إلى مناطق الحوثي فرادى وجماعات، والترويج لهذه الفرية خدمة مجانية للمليشيات لإحداث بلبلة وتشويش داخل الصف الوطني المناهض لمليشيات التمرد والإرهاب الحوثية".

كذلك يؤكد السياسي علي الأحمدي عضو التحالف الوطني للأحزاب السياسية المساندة الشرعية، أن توقف الجبهات إثر اتفاق ستوكهولم كان "لإعطاء فرصة لعملية السلام ودعم كل المساعي الرامية إلى إنهاء الحرب والأزمة في اليمن"، في إشارة إلى أن التهدئة كانت تشمل جميع الجبهات، وليست معنية بجبهة معينة، على الرغم من أن اتفاق ستكهولم لا يشمل سوى "جبهة الساحل الغربي في الحديدة، وبعض مديريات محافظة تعز".

حرب نفسية
السياسي الأحمدي، وفي تصريح إلى "إندبندنت عربية"، يقول "لكن مع عدو مثل الحوثي لا يرعى هدنة، ولا يرغب بالسلام، كان الأجدى عدم التهدئة معه، ودعم الخيار العسكري حتى النهاية".
وأكد الأحمدي، أن الحوثيين يطلقون "ادعاءات وإشاعات من باب الحرب النفسية ومحاولة إثارة البلبلة لا أكثر"، لافتاً إلى أنهم زعموا في السياق نفسه أن محافظ الجوف أعلن "ولاءه لهم"، وأنهم عملوا "تفاهمات مع محافظ مأرب"، ليبقى محافظاً لها بعد أن يستولوا عليها.

وفيما يرى البعض أن ما حدث في جبهة نهم شرقي العاصمة صنعاء، استلام وتسليم بين مسلحي جماعة الحوثي والقوات الحكومية المحسوبة على الإصلاح في إطار التقارب المزعوم بينهما، يقول القيادي العسكري الموالي الشرعية العميد صادق سرحان، "المعركة في أي مكان هي كرّ وفرّ، لكن العبرة في الانتصار، وإن كان قد حدث بعض التراجع في أية جبهة، فهو تراجع تكتيكي".

ويضيف سرحان، في تصريح إلى "إندبندنت عربية"، "أمّا من يزعم أن المعركة توقفت فهو واهمٌ، المعركة مستمرة، ولم ولن تتوقف حتى استعادة كل اليمن، ولن تتوقف حتى تعود الشرعية إلى صنعاء".

قبيل الاعتراف الحوثي، أثيرت تساؤلات عدّة حول تلاقي الخطاب الإعلامي لجماعتي الحوثي وحزب الإصلاح وعدائهما المُعلن للتحالف العربي والقوى اليمنية المتحالفة معه، ناهيك بتخفيف حدة الخطاب العدواني في وسائل الإعلام الإصلاحية تجاه جماعة الحوثي، فبعد سنوات من وصف إعلام الإصلاح للحوثي بصفات طائفية دينية تمييزية، بدأت هذه الوسائل في التودد من الحوثي، وهو ما اعتبره مراقبون "دليلاً إضافياً على حالة التقارب والتحالف غير المعلن بين الطرفين".

القيادي الحوثي محمد المقالح يرى، في تصريح إلى "إندبندنت عربية"، أن أنصار الله (جماعة الحوثي) لديهم "رغبة في تحييد الإصلاح لمواجهة طارق"، وهو قيادي عسكري موال للتحالف العربي في الساحل الغربي اليمني.
ويضيف المقالح، "لكن، الإصلاح رغم رغبته بسحق طارق فإنه غير قادر على عمل تحالف مع الأنصار لأسباب كثيرة، بعضها يتعلّق بالموقف العقائدي من الحوثي".

الانشقاقات تضرب الحوثيين
ويتحدّث الكاتب الصحافي والباحث السياسي علي الجرادي، بقوله "إن الإصلاح حزب سياسي مدني، لا علاقة له بإدارة الحرب أو توقيفها"، لافتاً إلى أن "الإصلاح حزب في إطار تحالف الأحزاب المؤيدة الشرعية اليمنية والتحالف العربي".
وقال، في تصريح إلى "إندبندنت عربية"، "الحوارات السياسية معنيّ بها الحكومة اليمنية، ويمثلها وفدٌ رسميّ، أجرى عدداً من المباحثات مع مليشيات الحوثي التي أعاقت كل الاتفاقات التي جرت معها".

الصحافي الضبياني يؤكد أن "لا وجود لأي تحالف بين جماعة الحوثي وحزب الإصلاح على أرض الواقع، وأن من يتحدّث عن تحالف فلا وجود له إلا في مخيلة وذهنية من سمّاهم (المتربصين بالجمهورية وخصوم الإصلاح والعمل السياسي)".
وردّاً على لقطات بثّتها جماعة الحوثي حول معارك نهم، وأظهرت قوات حكومية موالية الإصلاح، وقد سلمت معدات حربية لمسلحي جماعة الحوثي، نفى الضبياني هذه الأنباء، مؤكداً أنه "لا أحد يصدّق هذه اللقطات التي جرى منتجتها على يد خبراء من إيران وحزب الله كفردة في منظومة صراع شامل".

وقال الضبياني "أمّا من يبحث عن الحقيقة المجردة فسيجدها في توابيت مئات القتلى من عناصر جماعة الحوثي وقياداتها التي تجوب مواكبها صعدة وصنعاء وحجة وعمران وذمار، وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين".

"إندبندنت عربية"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى