عندما حلقت النوارس عالياً

> د. محمد فيصل باحميش

>
د. محمد باحميش
د. محمد باحميش
* أن تحلق بجناحين فهذا أمر في حدود المنطق وإطار المعقول فلا تأخذك الدهشة ، ولكن أن تحلق بجناح واحد وتبلغ غايتك وتقطف ثمار الإنجاز النوعي ، فهذا ما يحثك على الوقوف طويلاً عند أبعاد هذا التحليق ، وتحليله بأدوات القراءة التأملية .. وهذا ما يفسر سقوط (الشعب الحضرمي) بـ (5) طلقات غادرة في مشهد افتتاح الدوري التنشيطي ، ومن ثم النهوض من خلف ركام تلك الهزيمة ، ومعانقة حلم الإنجاز.

* الإنجاز الشعباوي النوعي الذي تحقق لم يكن محض صدفة ، ولم تعمل رياح العشوائية على قيادة دفته باتجاه التتويج ، وإنما هو نتاج العمل الدؤوب الذي قام به الجهاز (الفني والإداري) لترميم البيت الشعباوي بعد تصدعه وانهيار أساساته في مباراة الافتتاح ، فقد عملت الخطط التكتيكية على إعادة رسم المسار وضبط إحداثيات الفريق بالاتجاه الصحيح ليتجاوز الفرس الحضرمي الأصيل الكبوة التي مني بها في مضمار التنافس الكروي.

* بهذا الإنجاز النوعي دخل الشعب الحضرمي تاريخ التتويج من أوسع أبوابه، ونقش إسمه بأحرف من إبداع في سجلات اتحاد كرة القدم، كأول فريق يسقط ذلك السقوط المروع في الوقت التي لم تكن التكهنات على الورق تصب في صالحه ، فضلاً عن تعافيه من إصابة أربكت حساباته للحظة ومن ثم تحويلها إلى عوامل قوة ضرب بها الخصوم وأسقطهم بعزيمته الكروية وقوة إرادته في دائرة عدم الثقة.

* لو عملت على تحليل النسق التصاعدي الذي أظهره فريق (شعب حضرموت) في البطولة ، لقادتك نتائج ذلك التحليل إلى (مؤشرات النصر) التي استند عليها الفريق ، وأرشدتك إلى (تفاصيله النوعية) التي حققت ذلك الإنجاز ، فقد اعتمد الشعب على عدسة التقييم النقدية التي مكنته من إعادة اكتشاف العناصر وتدويرها التدوير الأمثل ، وتوظيفها لخدمة أهداف الفريق النوعية فوق المستطيل الأخضر ، وقد تترجم عملياً في تمنع شباكه عن مطاوعة الخصوم.

* فريق النوارس الحضرمي أكد للعالم صحة المقولة القائلة : (من تحت ركام الأنقاض تبعث الهمم) ، فمن تحت حطام الهزيمة النفسية نهضت تلك العزائم وتعاهدت على تحطيم أسوار المستحيل ، والقفز فوق مطبات العثرة السلبية ، وانحازت لروحها الانتصارية ، فأنجزت المهمة بكفاءة وفاعلية.

* نبارك هذا الإنجاز الشعباوي ، والذي جاء كنتاج طبيعي لذلك الحضور الجماهيري النوعي ، الذي هتفت حناجرهم بإسمه ، ووضعت تطلعاتها فوق سواعد الفريق ، وأخذت على عاتقها الانتصار لثقافة السلام ، فقد أرسل الجمهور اليمني رسائل تطمين إلى كل أحرار العالم بأننا نتوق إلى لغة السلام ، ونتحدث بأحرفها التسامحية ، وإننا نتوق إلى إنجاز مصالحة سياسية على غرار المصالحة الرياضية المميزة التي حدثت على أرضية الملعب الأولمبي في سيئون.

* نبارك لاتحاد كرة القدم برئاسة مهندس عملياته الشيخ (أحمد صالح العيسي) نجاح هذا الكرنفال التنشيطي ، وبالعلامة الكاملة ، وكم أثلج صدورنا قرار الاتحاد الذي صدر مؤخراً بعودة دوران عجلة الدوري العام لأندية كرة القدم ، والذي مع انطلاق صافرته، ستنطلق الأفراح وسوف يصل صداها الإيجابي إلى صناع الأزمات ولعلهم يضعون معول الهدم ويحملون أداوت البناء والتطوير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى