الناتو العربي وأمن البحر الأحمر

> محمد الفرماوي

> إن الحالة الأمنية التي يشهدها الإقليم العربي منذ 2011، والقضايا المفتوحة السابقة التي أصبحت محل خلاف حتى من الدول العربية نفسها، وما آلت إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية في كثير من البلدان العربية، وفي مقدمتها العراق واليمن وسوريا وليبيا وغيرها، كل هذه الأمور تضع تحديات كبيرة أمام وحدة الصف والمصير التي طالما كانت حجراً تحطمت على أركانه الأطماع الإقليمية والدولية.

فكرة إنشاء القوة العربية المشتركة التي تبنتها مصر وعرضتها للتنفيذ مع أشقائها العرب إنما تعنى عن الفكر الإستراتيجي الثاقب لمصر في قراءة الأوضاع في المحيط العربي ونقاط المعالجة الضرورية والملحة من أجل الحفاظ على ما تبقى من مرتكزات للأمن القومي العربي، فخروج قطر عن الصف العربي والعمل ضد مصالح النظام العربي بالتعاون مع القوى الإقليمية إنما يعبر عن فساد النظام الذي يتلاعب بمستقبل الشعب القطري وعلاقته بأشقائه من الدول العربية.

كما أن التعاون الطائفي لبعض الجماعات مع قوى إقليمية أو دولية ضد وطنها إنما يعبر عن عدم ولاء تلك الجماعات للوطن، مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، والتدخل الإيراني في العراق وسوريا، والتدخل التركي في ليبيا، وقد أفرزت تلك الجراحات تهديدات كبيرة على هوية ومواطنة الأفراد وعلى السلم الاجتماعي وغرس الطائفية بين أضلاعه، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، وضع تحديات كبيرة أمام الجيوش العربية للحفاظ على الاستقرار الداخلي وفي نفس الوقت مواجهة التحديات الخارجية سواء أمن الخليج أو أمن البحر الأحمر وغيرها.

من هنا، فإن فكرة إنشاء ناتو عربي برعاية أمريكية، والتي وردت في بعض التقارير الإعلامية، هي فكرة جديرة بالتقدير نظراً للحالة الأمنية المتوترة في المنطقة، إننا في هذه الأوقات بحاجة فعلاً إلى تكوين تحالف عربي عسكري فعال بعيداً عن الصراعات والاعتماد بشكل رئيسي على الكفاءة والقدرة والخبرة العسكرية، ومحاولات تنفيذ وحدة اقتصادية عربية لم تفلح كثيراً، إلا أن الأوضاع هنا تحتم إن نبدأ بالحلف العسكري كنواة صادقة لمواجهة التحديات والمخاطر وتحقيق الأمن والتنمية للشعوب العربية.

"صوت العراق"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى