ثورات وحروب.. اليمن إلى أين؟

> د. باسم المذحجي

> يضع بعض الباحثين الثورات في زاوية العمل الوطني المشروع، إذا حققت شرطاً وحيداً يتمثل في أنها قادرة على امتلاك مبادئ، وغايات تحكم تحركاتها.
وتبسط المسألة بأنه شرط: عندما تخطط لثورة لا بد يكون لديك تصور، اليمن ستذهب إلى أين؟ فمن يدعو لثورة أو يخطط لها لابد ويتحمل كل شيء من التصريح والتحشيد حتى الخراب أو الرخاء؛ وليس أن تبيع وتشتري كل شيء من المسمار حتى الوطن.

تغيير نظام الحكم لا يسمى ثورة كما حدث في 11 فبراير والانقلاب على إرادة الشعب في 21 سبتمبر، كذلك ليس بثورة، نظراً لأن تدهور الأوضاع ليس هدفاً ثورياً وإذا نجحت الثورة المضادة في التحكم في الثورة فهذا دليل بأنها ليست ثورة.
كذلك تحول الثورة من ثورة مضادة ثم حرب إقليمية بالوكالة أو دولية فذلك يعني أنها ليست من الثورة في شيء.

المسألة وشرطها تقدم نفسها بأن الثورة طالما لم تحكم فهي لم تنتصر والثورة التي تتقدمها الدينية وتتستر بالمدنية فليست ثورة.
بكل براءة ووضوح ثوري فلن يصلح البلد في اليمن ما لم تتغير العقلية الثورية.

ما هي العقلية الثورية المطلوبة في اليمن؟
في بدايات 2020 تحتاج اليمن إلى ثورة حرب جديدة تسمى أم الثورات فيها، لا بد أن تعرف المجتمع ومطالب الناس ثم تحدد ساعة الصفر لقيام الاحتجاجات.

معادلات تحكم استعادة الدولة في اليمن.
هناك قانون ثوري يسمى قانون الثورة والذي ينص: بأن من يحكم لابد ويمثل غالبية الشعب، وشرح هذا القانون وتطبيقه بنجاح يحتاج من اليمنيين تحقيق الآتي:

1 - كيف يتم التخلص من الظلم السياسي؟

2 - كيف تتحرر حياة غالبية اليمنيين من الاستبداد؟

3 - لماذا الثورة على الطائفية هي بداية أم الثورات وليست نهايتها؟

4 - كيف تصنع ثورة بدون فوضى تتبعها؟

في اليمن نشهد حقيقة حزينة بأن الشعب اليمني يحتاج إلى ثورة ضد نبات القات المخدر وثورة ضد المركزية والعنصرية والمناطقية المقيتة وثورة ضد الفساد المركب وثورة ضد الأجندات المشبوهة وذلكم يعني بأن نتخلص من التدجين بكل صوره، وكذلك التخلص من إستراتيجية الترهيب والإزاحة والفكر المليشياوي الطائفي ولن يتحقق ذلك إلا بشرطين إستراتيجيَّين:

1 - كيف تتهيأ الأجواء الملائمة للمصالحة الوطنية في اليمن؟

2 - كيف تتوحد العقيدة القتالية للجيش اليمني؟

ترتبط المصالحة الوطنية في بدايات 2020 بتوحيد العقيدة القتالية وهذه الأخيرة مرتبطة بتوحيد العقيدة السياسية.
فأم الثورات في اليمن تحتاج إلى عقيدة إنصاف المظلومين، والدفاع عن التراب الوطني، وذلك يعنى به أننا نحتاج إلى ثورة مصالحة إعلامية ونخبوية وفكرية، وذلك يقتضي إبعاد أصحاب الأجندات الخاصة، وإنهاء المصالح من قاموسنا في العمل الوطني الثوري، والنضالي عبر تقريب وجهات النظر لعملية التحرير.

الحل في اليمن بتشكيل لجان تنسيق مشتركة للمصالحة سياسياً وعسكرياً وإعلامياً، وتوفير الأمن والاستقرار للمواطن، ووضع خطط للحد من المتطرفين، ووقف الملاحقات الأمنية.
الحالة الثورية الناجعة في حالة الحرب لتخليص اليمن من وضعنا الحالي فيها لابد تحقق الشرط التالي:

كيف نحرر كل محافظة يمنية من المليشيات؟
الإجابة تحتاج إلى دهاء ثوري يتمثل بأن تحرر اليمن في وجود القوات المدعومة من التحالف العربي أفضل وأنجع بكثير من غيابه.

وبدمج شرط الثورة، والمعادلات التي تحكم استعادة الدولة فالحالة الوحيدة المتاحة يومنا لننتصر في اليمن هي بلورة رؤية لعقيدة عسكرية وطنية وهذه تنبع من عقيدة سياسية موحدة تنتهج إستراتيجية البقاء للأصلح عبر مؤسسة وطنية حيادية تصدر القرارات والقوانين ونباشر تنفيذها بما تقتضيه مصلحة اليمن العليا دون تسويف أو تأخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى