المطعم والزبال "قصة قصيرة"

> صالح بحرق

>
حين يفتح المطعم أبوابه أمام زبائنه في كريتر حتى يتسلل الزبال في هيئة قذرة ويأخذ موقعه ليتناول فطوره المعتاد، يدخل المطعم كشخص محترم، لا يلتفت لأحد، يأكل بشكل مرتب، لا يجعل بقايا الطعام تقع على ملابسه، وكان يمعن النظر في الطريق، كأنه ينتظر قدوم شخصٍ ما، يفضل أن يكون بجانبه كوب ماء، وهو يلتهم طعامه، وكان شعره الأكرت متسخاً، وقدميه  بلا حذاء، فقد خلعهما قبل أن يجلس للطعام.

ومما يدهشني أنه كان يحمل قلماً ويرنو دائماً إلى الموظفات وهن يركبن الحافلة، وإذ ذاك تصدر منه آهة مكتومة.
لم يكن جسمه نحيفاً، فمازال يحتفظ بفتوة ما، وحتى عيناه ما تزالان تشعان ببريق أخاذ، وكان يلتفت إلى الخلف كل لحظة، يتأكد من المربشة التي تركها، وعندما أكمل طعامه اختلس النظر إلى مدير الحسابات، وتفقد جيوبه، وندت عنه حركة، سمحت بصاحب المطعم أن يهرول إليه قبل أن يستوي قائماً، ويقول: نعم أستاذ نبيل.. أما زلت مبعداً من الجامعة؟ لينفتح الدرب أمامي على آخره.. وأنا لا أجد جواباً.
 تاركا صحن طعامي كما هو.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى