وقف الحرب

> عبود الشعبي

> بدأ المشهد قاتماً.. هذه الحرب تنقاد لصوت من الخارج.. الأطراف المتصارعة مجرد أدوات.. ليس بيدهم زمام الأمر، فقد استلم خطام الناقة رجلٌ من غيرهم.. فهي تمضي كما يُريد.. والبلد الذي اسمه اليمن صار "رهينة"!

* خمس سنوات من الحرب فرشوا الوطن فرشاً، وطرحوه أرضاً.. وكان "البلد السعيد" و "أرض الجنتين" و "البلدة الطيبة" وموطن الحكمة!

* غادر الرئيس.. فاتبعه القوم وطاب لهم المقام في الدور والقصور الجديدة، حتى صارت الشرعية حديث الناس في ركوب المراكب وحُب الأسفار وحمل الحقائب.. بينما الشعب يتجرع تبعات الحرب من الفقر والجوع والمرض والخوف!

* ناشط الشرعية في "تويتر" يقدّس الجيش الموبوء بالعصبيات والحزبيات والمناطقيات.. يضحّي فلا ينتصر.. يقتحم فيتراجع.. يسيطر فلا يثبُت.. يضرب فيعتذر.. جيش جرّار أعجزته مليشيا!

* اشتعلت الجبهات فخمدت.. جولات من حرب خسيسة أعطت دربة ومراناً لِزَند الحوثي وساعِدَه، حتى صار محاوراً رئيساً وطرفاً يُخطَب ودّه، وجهة اعتبارية تسيطر على الأرض، وقوات ضاربة تتحرك بأريحية خلف المتارس والتخوم!

* السفينة الأمريكية "نورماندي" تتفضل على الشرعية بمصادرة 150 صاروخاً موجّهاً تتبع الحوثي في بحر العرب بتقنية إيرانية محتملة!

* الحكومة في الرياض.. والمدارس مغلقة والمعلّم في البيت والتلاميذ ملأوا الحوافي والأزقّة صخباً والفراغ يقتل الجميع.. والكهرباء تنزف مثل الماء في الحنفيات والشوارع "محفّرة"، وفي كل حافة مقلب قمامة والكلاب ترتع وتعضّ والحُميّات تنتشر!

* لا أحد ينقذ الوطن غير أبنائه.. يا قومنا أوقفوا الحرب "تعالوا إلى كلمة سواء.." سوّوا صفوفكم.. توحّدوا أو انشطروا.. والعاقبةُ للتقوى!

* احرسوا "مأرب" طوّقوا باب المدينة بحُجّاب شرعيين.. اتركوا "شقرة" لأهلها و "عدن" لناسها.. فقد كفاكم الجنوب المؤونة.. هذا الوطن محرّر.. أسواره حصينة.. وهو ملاذ الحيارى والنازحين والمهجّرين من زبيد والحجرية والمخا والخوخة والعزاعز.. كلّهم وجدوا في عدن ما لم يجدوه في مناطقهم.. نزلوا أضيافاً فبسطت لهم عدن يدها بالعطيّة!

* أوقفوا الحرب بسلام دائم.. تنازلوا يا أبناء الشمال لبعضكم.. اجعلوا صنعاء بين صعدة ومأرب ولا تصادروها بهذه القسوة!

* لمن كانت هذه العاصمة منذ 67 سنة؟.. ويوم مكث صالح 33 عاماً رئيساً من كان يملك صنعاء ويبسط يدهُ عليها حتى تطير بهذه السرعة من حضن الجمهورية؟

* هل كان عبد الملك الحوثي رئيس المؤتمر الشعبي وإمامه؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى