إضاءة نقدية على قصيدة (بكر غبش عاد الصباح ما حنش) للشاعر الرئيس الراحل عبدالفتاح إسماعيل

> كتب / د. صالح عقيل بن سالم

>
لأول مرة تستوقف  النقاد والأدباء  قصيدة عامية، بل اللحن الذي أضفاه عليها الفنان الكبير محمد مرشد ناجي المرشدي أظهرها بحلة أجمل وأداء حسن، لكن لا يعني أن التحليل الذي  قرأته عن هذه القصيدة هو المقصد أو "بيت القصيد" الذي أراده معظم النقاد الآخرين ،فالنص أو القصيدة بعد أن تخرج من الشاعر تظل محط أراء وتحليلات متعددة لكل ناقد رؤيته وتحليله وموقفه من النص أو القصيدة، ويحترم تحليله عندما يعبر عن رؤية تلامس النص أو القصيدة.

فأرى أن هذا التحليل الذي يفسر القصيدة بموقف القناع (ذويزن) طموح الشاعر السياسي بحكم اليمن بشطريه ربما يكون ملامساً للحقيقة من زاوية موقف الشاعر وارتباطه بالعمل السياسي والتنظيمي، فهكذا جاءت الأحكام المعبرة لدى النقاد الذين كانت الرمزية أداتهم للتحليق في النص.
ربما لي وجهة نظر مغايرة، إذ القصيدة كتبها الشاعر باللغة العامية، بل لغة القرية الغروية القح وهي أشد العامية غموضاً وإبهاماً وجمالاً في ذات الوقت؛ لأسباب كثيرة منها شوقه وحنينه الجارف للقرية مكان مولده وطفولته.. ومنها (الحبيبة) التي فارقها وقد أشار إليها في قصيدته؛ فلعل الغربة والنزوح إلى عدن لظروف اجتماعية وسياسية واقتصادية أثرت على مشاعر الشاعر وحركت فيه روح الحنين الجارف إلى قريته، وما أجملها من لحظات عاشها الشاعر في الريف مع مواسم الحصاد وأناشيد الرعاة والفلاحين في الصباح الباكر حينما تتنفس السماء بعبير الأرض وحركة الأحياء (الفلاح والطير والحيوان)، فلفظة (غبش) لها دلالة قوية على ذلك، لحظات عبر عنها الشاعر في مقطعين أو ثلاثة مقاطع من القصيدة؛ لشدة الشوق وقوة اللذة وجمال الذكريات، فضلاً عن ذلك جاء المقطع الرابع والخامس للتأكيد على المواقف السابقة وتلاحم التجربة.

تنوعت القافية في كل مقطع وموقف غير أن اللازمة الشعرية
مخلف صعيب لكن قليبي ما هنش
مهما توّجع في هواك ما أنش.
ظل مسيطراً على النص  بداية ومحتوى ونهاية للقصيدة.
بكرت غبش عاد الصباح ماحنش
قدام ضباب نصف الطريق مانبش
فوقي نكاب جنبي صياح موهنش
عاد الصباح يولد ونوره ما شنش
مخلف صعيب لكن قليبي ماهنش
مهما توجع في هواك ما أنش

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى