شعب "الحمد لله"

> عبود الشعبي

> استراح الساسة في هذا البلد من عناء التفكير، فقد وجدوا من يفكّر لهم على طريقته!

* الذين كانوا في صنعاء يحكمون تنازعوا ففشلوا وذهبت ريحهم.. همُ الآن "يحطبوا "من أجل استعادة الدولة.. كالذي يسلخ الشجرة ويضرب الفروع والأغصان بالفأس ويصنع كوماً من الحطب قبل أن ينقله على ظهره إلى المكان المقصود!

* جَدّ المبعوث الدولي، واجتهد تحالف دعم الشرعية في التفكير لإيجاد حل للمشكلة اليمنية بما يرونه مناسباً، ومسكوا بالزمام... وساسة البلد يحطبوا السياسة حطباً "يقرِّحوا" أعواداً ويكسِّروا "قرامد"!

*هذا الشعب "مطواع"، لا يتعب معه الحكّام.. لكن خذلهُ حكّامه.. تركوه عُرضة لحرب لا تُبقِ ولا تذَر!

* شعب يستيقظ في الصباح "على بابك يا كريم" يبحث عن رزقه في خبايا الأرض ومناكبها الفِساح.. لا يعصي لا يتمرد لا يخرِّب.. وليس في شعوره حُب الانتقام من جلاديه.. ولا يكترث بالذين يأكلون حقه من كبار القوم.. يراهم يثرون من ورائه في السلم والحرب.. فيمضي هائماً على وجهه يكسب الحلال من كد ساعده وعرَق جبينه!

* سألتُ عامل نظافة في سيلة الشيخ عثمان وهو يكنس الشارع.. "هل لديكم راتب؟!".

قال "الحمد لله".. نستلم 56 ألفاً.. ويُعطى لنا من أصحاب الدكاكين والمحلات الـ 100 والـ200 ريال مصروف يومي.. "اللهم لك الحمد"!

* إنّهُ شعب "القناعة".. عامل يكد في تنظيف الشارع وتحت حرارة الشمس وينقل المخلفات من مكان إلى آخر يجمعها ولا أحد يعبأ به.. فكل شي يُرمى أمامه في الشارع ومع ذلك يقول الحمد لله "الحال مستور"!

* شعب صابر لديه شعور بالأمل وأن الأمور طيبة والأزمة إلى انفراج وأن بعد العُسر يُسرا.. كان أحرى بالحكومة أن تُكرمه وترفعه على رأسها وتوفِّر له سُبُل العيش الكريم.. شعب فقير فيه آلاف الشهداء وآلاف الجرحى وآلاف النازحين وآلاف المهجّرين وآلاف المرضى والمُتعبين وهو يقول "الحمد لله"!

* أُجزم أن هذا الشعب لن يُهزَم وسيمضي يعيش حياته رغم أنف الحرب وصنّاع الأزمات وآكلي السُحت والأقوات!

* المواطن "الشاقي" من أبناء الشعب يعمل ويجد لتوفير مصروف عياله، يتعب.. يبذل طاقته.. لكنه يستريح بعد العمل ويسترخي.. يعود إلى بيته في المساء وقد كَلّ ساعده فينام ملئ قلبه ويستريح ملئ روحه ويَهبُ القلق والسّهَر والضغط والسكر ووجع القلب والمياه الزرقاء لجلاديه الذين تنبت أجسادهم من السُّحت والمال الحرام!

* شعب "الحمد لله" يا رعاك الله.. وحفظك من تجار الحروب وصَلَف صُنّاع الأزمات.. وأنت الصبور الحليم و "الثائر الغَضوب" لا يعجزك شيء.. تراعيهم ولا يراعونك.. تُحسن إليهم ولا يُحسنون إليك..

* يا شعبنا.. ستنتصر على الحوثي والشرعية.. وسيطمئن قلبك وسيظل القلق والحيرة من نصيب عليّة القوم.. ستنام بحلم سعيد وسينامون على وقع كوابيس عاقبة الظلم "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى