يا حارس البُن!

> عبود الشعبي

> دار الزمن وعاد "الجنوب" الحارس الأمين لكل هذه الربوع.. لا شيء غير أن الشباب يذهبون بحماسة إلى الثغور لقتال المليشيا!
* هذه الحرب صنعت علاقات جديدة بين الأشخاص والمناطق، فقد شهدنا مقاتلين من القرى الجنوبية يذرعون الأرض ذرعاً في حيفان وبلاد الساحل الغربي!

*وأنت تتصل بصديق لك في الدريهمي أو المخا يُحصي لك عدداً من رفقائه، هم في القرية التي ينتمون إليها أصدقاء وجيران يشغلون مساحة أقل من كيلو متر واحد على ترابها، ومثلهم كُثُر يتآزرون ويتعاضدون.. أحرارٌ لا تلين لهم قناة!
* أما الذين يمكثون في الفنادق يتلهّون ومطعمهم شهي ومركبهم وطي، فليس لهم من المجد نصيب، وينسون ثمن الحرية، فشتّان بين القابعين في الفنادق والمرابطين في الخنادق!.. وعدن "وهج الثورة".. محطة المسافرين لمقاتلة مليشيا الكهنوت في السهل والجبل!

* وفي الحرب ذكرى قصائد الأدباء الذين تعشّقوا بالوطن من قبيل "يا نجم يا سامر" و "يا حارس البُن".. هي كلمات تَهَبُ لمن يسمعها من أهالي أولئك الأحرار الذين وصل أبناؤهم إلى مناطق المواجهات ويشمخ بهم الجنوب شَجَنَاً وانبعاثة، فهم "حُرّاس" و "سُمّار" يتماهون مع أشواقهم العريضة في الفداء والتصدّي للمعتدي الغشوم!
* وفي التاريخ قرأنا أن السُّفن في زمن الدولة القاسمية كانت تمر بكثير من موانئ جنوب اليمن مارة إلى المخا.. حيث صار البُن في ذلك الزمن سلعة العصر يتهافت لشرائه التجار من هذا الميناء الذي نُسِب إليه!

والشاهد في الإطلالة أن المقاتل الجنوبي اليوم هو من يقبض ببسالة على المخا ويحرس ماءها وسماءها وبُنّها وحقٌّ له أن يفخر!
* أيُّها الجنوب.. أنت في كل المحطات شمس الدُّنى، وأنت النشيد، وشارة الخير، وأنت الوطن كُلّه!

* ترى المُشتاق اللهِف يمدُّ إليك يده قائلا.. "بالله إعطنِي من دهلك سبولة".. حتى إذا نسفوا الاتفاقات ورموا في الطريق أحجارا وأشواكا.. كان معك ينادي.. "مخلف صُعيب لكن قُليبي ماهنش"!
* نحن نفهم من اتفاق الرياض أن الشرعية والانتقالي "اتفقوا"، وما ليس في الأفهام أن يختلفوا بعد أن ائتلفوا، وما يُقال عنه نزعة المناطقية في الجنوب شيء من الهُراء يروّج له الخصوم ليس له نصيب من الصواب، فها هي عدن عاصمة "العربية السعيدة" تحتضن 4 ملايين مواطن من كل المحافظات!

* وها هي عدن تفتح أذرعها في كل المراحل تظم وتلملم كل من ولّى وجههُ قِبَلَها منذ أزمنة طويلة.. فلمدينة احتضنت أجناسا وألوانا من يهود وهنود وبانيان وأحبوش وعايشت ثقافات وحضارات لن تضيق بأبناء اليمن، لكنها لا ترضى بالهيمنة من قوى النفوذ.. وهي ستظل بالنسبة للجنوب باب الحرية وروح القضية وعنوان المصير!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى