لمصلحة مَن الانزلاق إلى المجهول؟

> عبدالقوي الأشول

> بالنظر إلى معطيات سنوات مضت عن الطريق التي تمت عبرها إدارة أوضاع الجنوب عموماً، خصوصا بعد تحرير معظم أجزاء الجنوب فإننا لا نجد العمل برؤية سبقة وحس مسؤول في التعاطي مع كافة الأوضاع والملفات، الأمر الذي ساهم في تداعيات شديدة كان ومازال تأثيرها شديدا على السكان ممن يعيشون تحت وطأة سوء الأحوال المعيشية وتدهور الخدمات مع استمرار مسلسل الزيادات السعرية وواقع الأزمات المتتالية في احتياجات السكان، ناهيك عن غياب تام لإعادة الإعمار رغم أنها كانت من القضايا الموضوعة في الصدارة.

في ظل ما سلف مازالت بعض الأطراف تعمل على استغلال الثغرات، وربما غياب فاعلية السلطات جعلها تلعب على وتر زعزعة الأمن مستغلة ما تظهر أمامها من مساحات وثغرات مردها حالة عدم أجهزة أمنية وإدارية مسؤولة عن حل القضايا أولا بأول.

استهداف عدن والجنوب عموما نسقٌ تعمل عليه تلك الأطراف، والحال لا يقتصر على المواجهات العسكرية في الجبهات، فهناك حرب إعلامية وحرب اقتصادية ربما بدت في الآونة الخيرة شدة فاعليتها، خصوصا عقب تعثر اتفاقية الرياض وغياب الحلول تجاه عدد من الأمور الحساسة بالنسبة للجنوب، وهو ما جعل اللجوء إلى فكرة ترك الحبل على الغارب وسيلة الأطراف التي أظنها لا تدرك أن بقاء الأمور عند هذا الحد من المستحيلات، خصوصا وهناك من يعمل بكل دأب لاستغلال المساحات المتروكة هكذا دون حلول لتحقيق ما عجز عنه في سنوات الحرب.

تلك الأطراف تتحدث اليوم عن تحولات نوعية في الوضع ربما تذكي آمالها بالوصول إلى الغايات المرجوة، من تلك التحولات ما ظهرت جلية على صعيد الحرب الدائرة حيث شكل دخول الأسلحة النوعية إلى الحوثيين منعطفاً ولو معنوياً، وهم يشيرون بزهو إلى إسقاط طائرة تورنيدو أو استخدام صواريخ نوعية في محافظة المهرة الجنوبية ناهيك عن فاعلية الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.

كل ما سلف يوحي بمقدرة أكثر من طرف خارجي على التوغل وإسناد هذه الجماعات أو تلك، وربما نشهد تبدلاً على هذا الصعيد مع مرور الوقت لا يخدم التحالف بأي حال، وهو الوضع الذي ربما يقود لتداعيات أشد على الساحة الجنوبية المستهدفة مع استمرار غياب الحسم والتعاطي الجدي مع الوضع، وهذا ما تبين عقب الأحداث الأخيرة التي تحركت إثرها قوات مأرب باتجاه الجنوب، وهي القوات التي تعمل في هذه الأثناء على الاصطياد في المياه العكرة عبر تحشيداتها العسكرية.

وما تلازم الحال من حرب إعلامية موجهة، وحرب اقتصادية زادت الأوضاع تعقيدا، حيث تفاقمت المعاناة لدى السكان في حين أن الثغرات الأمنية سوف يجرى استغلالها بعناية بعد أن تبين أن لا توافقات بين أطراف هي على مسافة بعيدة من بعضها، ناهيك عن غياب تام لحسن النوايا وتصعيد باتجاه الفوضى التي سوف تنتج وضعا كارثيا خارج نطاق قدرة التحالف على الاحتواء تماماً، وهذا يحدث للأسف الشديد بعد أن أخذ التفريط الواضح بانتصارات المقاومة الجنوبية وتضحياتها وجهود التحالف وتضحياته.

فهل نحن أمام حقائق مرعبة أم هي أضغاث أحلام نعاني من نوباتها؟

والثابت أن الانزلاق صوب الهاوية لا يمكن معه العودة إلى الوضع القائم على ما فيه من تحديات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى