الصراع من أجل البقاء

> عياش علي محمد

> الصراع يتخذ أوجها عديدة، منها السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي، وكلما انتهى الصراع من أحد الأوجه، ينتقل إلى الوجه الآخر، وغالبا ما تكون الصراعات دفعة واحدة وفي وقت واحد.
والسياسي ربما يواجه مصير أولئك الذين يبدؤون بداية طيبة ويجيدون السير فيه في بادئ الأمر، ثم سرعان ما تثبط عزائمه وتنهار قوته.

لكن عالم السياسة يقول بأن على السياسي أن يواصل الحركة دائما وأن لا يقف أبدا إلا عند البحث عن مواقف أخرى، وعليه أن يواصل السير دائما، فإنها تهيأ له سبلا كانت مغلقة دائما.
اليوم الجنوب يعيش مرحلة أشد قسوة وضراوة، لقد انتهت مرحلة تثبيت المواقع من 2015م، وحتى توقيع اتفاقية الرياض، بعدها يواجه الجنوب مرحلة التحدي وهي تتطلب المزيد من الشجاعة والحكمة.

وسيواجه الجنوب في كل لحظة المشكلة الحقيقية للعصر، وهي مشكلة البقاء، ويوسع الجنوبيون أن يجندوا لهذه المعركة (معركة البقاء) الشجاعة والحكمة، وقوة التحمل لمسيرة طويلة من المعركة.
والجدير ذكره أن الجنوبيين يمتلكون قوتين سحريتين، هما رغبة الجنوبي في نيل حريته والأخرى إرادة الجنوبيين في استعادة دولتهم، وهدف القوتين لا يمكن بل من المستحيل أن تقدمه لهما حكومة الشرعية أو نظام الوحدة، وهاتان القوتان ستهزمان كل من أراد أن يحتل أو يقيم نظاما آخر لا يرضى به الجنوبيون.

ولكن حفاظا على هاتين القوتين يتطلب رفدهما بقوى خلاقة تشجع الأفكار الجديدة والدائمة، ولابد من استيعاب الأفكار المتجددة عند من يديرون تطلعات أبناء الجنوب.
وكثيرا من أزمات العالم لم تعالجها التشنجات أو العصبيات أو الثراء وغيره، بل خرجت معظم البلدان التي عاشت تلك الأزمات من فلك أزماتها بواسطة الأفكار الجديدة والمتجددة التي تغني الخبرات المكتسبة، والتي ربما تكون في مكان آخر من الاهتمام.

ومن أجل البقاء من الضرورة بمكان أن تتجند كل القوى المحبة لنصرة القضية الجنوبية والدفاع عنها، بما في ذلك تعضيد قوة التحمل لمسيرة طويلة من الصمود.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى