مأرب مقابل حضرموت.. تحالف شمالي جديد لنقل المعركة إلى الجنوب

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> أعاد السقوط المفاجئ لمحافظة الجوف في أيدي جماعة الحوثي الحديث مجدداً عن أسباب الفشل في أداء الشرعية اليمنية على الصعيدين السياسي العسكري، وانعكاسات التحولات في خارطة موازين القوى في المشهد اليمني، كما فتحت هذه التحولات على الأرض مساراتٍ جديدة لإعادة المعركة إلى الجنوب كهدف إستراتيجي تعمل عليه قوى نافذة في مفاصل الشرعية.

وبينما جدد سياسيون تابعون لجماعة الإخوان اتهام التحالف العربي بالتسبب في انهيار الجبهات، ووقف الدعم، حمّلت مكونات سياسية يمنية أخرى قيادة الشرعية وجماعة الإخوان المسيطرة على مفاصلها المسئولية عن تفكيك الجبهات والانشغال باستكمال سياسة الاستحواذ وإقصاء المكونات الأخرى واختطاف القرار السياسي للشرعية وتكريس ذلك لخدمة الأجندة القطرية.

مراقبون للشأن اليمني ذهبوا إلى أبعد من ذلك، متحدثين عن مشروع جديد يستهدف نقل المعركة من مناطق شمال الشمال ومن على حدود السعودية إلى محافظات الجنوب لاسيما حضرموت وشبوة الغنيتين بالثروات النفطية والمعدنية، ويرجح هؤلاء تحالفا جديدا بين الإخوان والحوثيين لتقاسم مناطق النفوذ في الجنوب والشمال، حيث بدأت ملامح هذا المخطط بتسليم الجوف للحوثيين وبدء مشاورات بين الطرفين لتسليم مأرب للحوثيين الذين سيكون بدورهم مساندة الإخوان في غزو جديد يستهدف وادي حضرموت ثم شبوة.

خلفان الكعبي
خلفان الكعبي
المحلل السياسي والخبير العسكري الإماراتي خلفان الكعبي دعا المجلس الانتقالي إلى رفع درجة الحيطة والحذر من "أي اتفاق بين الشرعية والحوثيين"، واصفاً ذلك بأنه "خطر يهدد الجنوب".
وقال الكعبي في تغريدة على "تويتر" تابعها "قيادات حوثية تتحدث عن اتفاق لتجنب الحرب في مأرب بين الشرعية ممثلة بالإصلاح وبين الحوثيين، فإن صحت هذه الأخبار فهذا تأكيد عما كنا نقوله ويقوله الكثيرين عن التوافق بين الشرعية والحوثيين وبالتالي اتفاق الرياض في مهب الريح".

وأضاف: "الجنوب العربي هدف للحوثة والشرعية، الحذر والانتباه واجب".

د. علي الزامكي
د. علي الزامكي
وإلى هذا المنحى يذهب الأستاذ بالأكاديمية الروسية والمحلل السياسي، د. علي الزامكي، الذي قال إن "الصراع الآن يدور حول أربع محافظات جنوبية وهي حضرموت وشبوة وسقطرى والمهرة ويريدون جزء من أبين يلحق ببقية المحافظات الأربع أعلاه"، معتبرا أن مشروع استعادة الشرعية اليمنية إلى صنعاء "كذبة تستخدم كمبرر للوصول إلى الأربع المحافظات الجنوبية".

وأضاف الزامكي في تصريح لـ "الأيام": "لا مد شيعي ولا يحزنون كل اللعبة تدور حول منابع الثروات في الأربع المحافظات وشبوة الركيزة الأساسية لإفشال المشروع".
وتابع: "نقل الحرب إلى المثلث، عدن لحج أبين، يهدف إلى سفلتة الأرضية لتنامي القاعدة والإرهاب والدواعش اليمنية، وهذا كفيل بنجاح مشروع التقسيم".

خالد النسي
خالد النسي
من جانبه المحلل العسكري والإستراتيجي، العميد خالد النسي، اعتبر حزب الإصلاح اليمني "جماعة إرهابية" كرّست جهودها للسيطرة على الجنوب، منتقدا -في الوقت ذاته- أداء التحالف والعربي في إدارة المعركة ضد الحوثيين.
وقال في تغريدة على صفحته بتويتر "الحقيقة التي يجب أن نواجهها هي أن إدارة الحرب بهذه الطريقة لم ولن تقضي على الحوثي الذي مازال يسيطر على كل الشمال".

وأضاف "جماعة الإخوان جماعة إرهابية تريد السيطرة على الجنوب، وإذا استمرينا على نفس الأخطاء سنصل إلى نتائجَ كارثيةٍ، وعلينا مواجهة الحقائق وعدم القفز على الواقع".
مصادر سياسية ربطت بين تجدد الاتهامات للتحالف العربي من قبل قيادات يمنية مرتبطة بدائرة مصالح الإخوان وبين الأخبار المسرّبة عن اعتزام قيادة التحالف العربي تغيير سياستها تجاه حالة الترهل والفشل في حكومة الشرعية والبحث عن مسارات جديدة لمواجهة المشروع الإيراني في اليمن.

واعتبرت مصادر عربية أن سيطرة الحوثيين على محافظة الجوف ذات الحدود الطويلة مع المملكة العربية السعودية تشير إلى نيّة هؤلاء التوسّع في اتجاه مناطق يمنية أخرى، خصوصا في اتجاه محافظات جنوبية أُخرجوا منها في عام 2015.
وأوضحت أن ذلك يشير إلى رغبة في زيادة خياراتهم ذات الطابع الجغرافي بما يشمل اليمن كلّه ويؤكّد الطموحات الإيرانية القديمة في إيجاد موطئ قدم للجمهورية الإسلامية في هذا البلد ذي الموقع الاستراتيجي والذي هو جزء لا يتجزّأ من شبه الجزيرة العربيّة.

ولاحظت في هذا المجال أن أهمّية الجوف لا تعود إلى الحدود القائمة بينها وبين السعودية فحسب، بل إلى كونها على تماس أيضا مع محافظات أخرى هي صعدة وعمران وحضرموت.
وأشارت هذه المصادر إلى أن أيّ تمدّد حوثي داخل حضرموت سيعني العودة إلى الحلم القديم للإخوان والحوثيين معا الهادف إلى السيطرة على الجنوب والشمال والتوسع في خاصرة المملكة العربية السعودية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى