معركة استعادة الكرامة والحفاظ عليها

> أحمد عمر حسين

> العيش بكرامة وأمن واستقرار حق شرعي ديني إسلامي وبكل الأديان والقانون الدولي كذلك.
لقد مر على إضراب المعلمين قرابة الشهرين، وإذ نؤكد أننا مع حقهم في الإضراب والمطالبة بالحقوق، وهذا حق دستوري قانوني مكفول للجميع.

ما أريد النصح به هو تغيير عنوان المعركة من معركة علاوات متوقفة إلى معركة مصيرية وهامة جداً، وهي الضغط من جميع فئات الشعب، معلمين وأمنيين وقضاء وصحة وجيش وبقية الفئات الوظيفية، وهي بالملايين، ولن تقل مجتمعة عن ثلاثة ملايين موظف.
معركة البقاء هي معركة الضغط والمواجهة باستعادة عافية العملة لكي يتم الحفاظ على القيمة الشرائية للراتب قبل العاصفة (215 ريالاً مقابل كل دولار).

وأيضاً الضغط مجتمعين على إجبار التحالف (المملكة بالعمل على تحقيق ذلك كونها صاحبة قرار التدخل والعاصفة، ويجب أن تتحمل تبعات تدخلها وتبعات عدم ضبط أدوات الشرعية الفاسدة، والتي استغلت العاصفة كمشروع استثماري مربح لها وللمنتسبين في دوائر الشرعية كاملة).
كذلك الضغط بضرورة دفع المرتبات في تاريخ 30 من كل شهر مع جدولة المتأخرات، ولو من نصف راتب بمعية كل شهر جديد أو حتى ثلث راتب بمعية كل شهر جديد.

إخواننا المعلمين وبقية الموظفين إن حسن اختيار عنوان وهدف المعركة هو طريق صائب لتحقيق الأفضل من المكاسب.
لست مقللاً من أهمية العلاوات المتوقفة منذ 2005 لجميع الموظفين، ولكن نصيحتي تؤسس للأهم حالياً، وهو إرجاع العملة إلى سابق عهدها قبل العاصفة (215 ريالاً لكل دولار)، وهذا الهدف فيه من المصلحة للشعب موظفين وغير موظفين، الفائدة الأعظم لو تدركون مغزى نصيحتي.

العلاوات حق دستوري، ومهما توقفت فستأتي، وبرفع قضية على الحكومة سيحكم القضاء بدفعها لكل مستحقيها ولو بعد حين.
بما يعني أن العلاوات لا تساوي شيئاً في ظل انهيار العملة المتعمد، والذي أفقدكم قيمة الراتب الشرائية في السوق أو الادخار لكل من كان مقتدرا.

لو افترضنا أنكم ستحصلون على 30000 علاوات متراكمة لخمسة عشر عام وبدون أثر رجعي.
الملاعين سيهبطون بالعملة فوق هبوطها الحالي، والذي أكل ونهب عليكم 66 % من الراتب قبل العاصفة.

فمن كان منكم راتبه قبل العاصفة يساوي 300 دولار أصبح اليوم يساوي الآن 102 دولاران فقط، أي أن هوامير الفساد السلطوي الشرعي، والمملكة قد بخّرت عليكم ثلثين الراتب. فصاحب الراتب 64500 ريال يمني، قبل العاصفة كان يعادل شرائيا في السوق 300 دولار، والدولار اليوم أكثر من 600 ريال. بمعنى أن راتبك باليمني تناقص وتآكل فلم تعد الـ 64500 تساوي 300 دولار، ولم يدفع لكم بالدولار حتى تبقى المعادلة منضبطة دون التعرض لاهتزازات مجتمعية، والنزول لما تحت خط الفقر.

فراتبك إذا كنت تستلم 64500 ريال يمني قبل العاصفة القاصفة للشعب والرافعة لمنظري ومنتسبي الشرعية من الرئيس هادي إلى مراسل في معاشيق أو فندق الرياض، حيث يسبتون سباتاً لا نظير له. كان يساوي 300 دولار، ويجب أن يكون مع التضخم الذي اتبعته الشرعية، وتماهت معها المملكة يجب أن يدفع لك 180000 ريال يمني.

ولذلك نصيحتي هي اختيار هدف المعركة الأهم، وهو الإجبار بحماية العملة ودفع الرواتب بنهاية كل شهر ميلادي دونما معوقات مفتعلة وخزعبلات فسادية وتنظيرات عفا عليها الزمن.
والحماية يجب أن تتحملها المملكة فوراً من خلال إعادة هيكلة الشرعية استناداً إلى الواقع على الأرض.

محاربة الفساد واختيار الأكفاء بحكومة غير سياسية مطلقاً حكومة مهمتها وطنية إنسانية.
أما الجانب السياسي، فيترك للتشاور بين المكونات الفاهلة على الأرض والرئيس والمملكة وبقية القوى الوطنية التي تسعى لتأمين حياة كريمة للشعب.

ومن الوسائل الناجعة للحماية هي استئصال الفساد نهائيا؛ بل ومحاكمة كل من أفسد وفسد وتربح من العاصفة وما قبلها.
كذلك يجب أن تضخ المملكة 100 مليار دولار احتياطي نقدي للبنك المركزي بعد إعادة هيكلته وإنشاء نظام بنكي كفؤ اقتصادي وطني وليس موظفين سياسيين ينهبون وينفذون سياسة التضخم ويتربحون منها.

إعادة الخزينة العامة وعاء أوحد وحيد للدخل من كل المجالات. وإلغاء كل الصناديق التي أنشئت لتمرير الفساد وتتويه متابعة معرفة الدخل العام.
مصب واحد ومخرج واحد وتاء واحد للدخل العام والتصرف والصرف..

ما لم تقم بمثل هذه الخطوات، فيجب دفع الرواتب للجميع بالدولار كل وما كان يساويه راتبه قبل العاصفة.
هذه هي المعركة الهامة للحفاظ على الكرامة، أما الفرعيات، والتي لا تستطيع جهة ما إنكارها لو طالبت بها فيما بعد، فليست أهم من استعادة هيبة العملة أو الدفع بالدولار أسوة بالحكومة الشرعية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى