رحم الله مبارك.. لا غفر الله للأمريكان

> نجيب محمد يابلي

> انتقل الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك إلى جوار ربه يوم الثلاثاء قبل الماضي 25 فبراير 2020م، بعد سيرة ومسيرة وطنية وعسكرية عطرة عن 92 عاماً، وهو من مواليد مايو 1928م في محافظة المنوفية الجميلة، والتحق بالكلية الحربية وتألق في دراسته، وحصل على بكالوريوس العلوم، ودرجة البكالوريوس في العلوم الجوية عام 1950م، وتألق أيضاً في المهام الرفيعة التي أسندت إليه: مديراً للكلية الحربية، فرئيساً لأركان حرب القوات الجوية المصرية، فقائداً للقوات، واختاره الرئيس السادات - رحمه الله - نائباً له عام 1975م، وخلفه في الحكم عام 1981م.

دخل الرئيس مبارك التاريخ من أوسع أبوابه على المستويات القطرية والقومية والإسلامية عندما خطط وقاد المعارك الجوية في حرب 6 أكتوبر 1973م، وهلّلت الشعوب العربي والإسلامية وكبرت ليوم العبور براً وسيادة المعارك جواً، وبرزت البصمات المباركة للقائد مبارك رحمه الله.

حقّق الرئيس مبارك إنجازات اقتصادية واجتماعية، وفي سائر القطاعات خلال فترة حكمة 1981/ 2011م، أي لفترة ثلاثين عاماً، ورفض كل العروض بأن يقيم خارج مصر، وأعلن على رؤوس الأشهاد أنه لن يترك مصر العظيمة، مصر المباركة، وهكذا هي مصر، وهكذا هو شعب مصر، فتاريخ مصر عبر آلاف السنين واحد، الشعب الوحيد الذي يكتب فنه (مسرحاً/ غناء/ مواويلَ) باللهجة المصرية واللغة العربية، وعلى مستوى اللهجة كل شعب مصر في الوجهين البحري والقبلي يتذوقها ويذوب فيها، وشعب مصر في الوجهين القبلي والبحري يسلسل تاريخه وأسماء قادته، وعلى سبيل المثال المصري في أي شبر من أراضي مصر يتحدث عن ثورة أحمد عرابي في الإسكندرية عام 1882م، (أي قبل 138 عاماً)، ويكون كلامه ممزوجاً بالدموع، وهي ظاهرة استثنائية لا تراها إلا عند شعب مصر.

نشرت صحيفة "اليوم السابع" يوم الأحد 15 سبتمبر 2013م، مقتطفات من تسجيل صوتي للرئيس مبارك كشف أسرار ثورة 25 يناير 2005م، وقال إنها بدأت على يد واشنطن، وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة قررت عام 2010م تنحية مبارك عن السلطة بأي ثمن، ويعلم القاصي قبل الداني بأن النظام في العراق سقط عام 2003م باحتلال عسكري أمريكي براً وبحراً وجواً، وعلى مرأى ومسمع من الأمم المتحدة الأمريكية الأخت الشقيقة للولايات المتحدة الأمريكية.

بل ويعلم القاصي قبل الداني أن الولايات المتحدة الأمريكية أنفقت عدة مليارات من الدولارات بعد الحرب العالمية الأولى لمساعدة المستعمرين الأوروبيين على خنق الثورات في المجر، وبولندا، وفنلندا، وكانت تواقة للقضاء على الجمهورية السوفييتية الناشئة.
هذه هي الولايات المتحدة بوجهها البشع، وهذه هي مصر، وهذا هو شعبها العظيم، وهذه هي القيادة السياسية المصرية الحكيمة كلها اجتمعت واحتضنت الرئيس مبارك في كل مراحل مرضه، وسالت دموعهم ومعها دموعنا عندما لفظ الرئيس مبارك أنفاسه الأخيرة ليلقى ربه راضياً مرضياً

رحم الله الرئيس محمد حسني مبارك!

لا غفر الله للأمريكان، ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى