لا تتهوروا ولا تستسلموا للتحالف

> د. يحيى شايف الشعيبي

> ما ينبغي أن تعيه قيادة المجلس الانتقالي بقيادة عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، بعد فضيحة الأردن المزلزلة، يكمن في إدراكها لجملة من الحقائق المرة وكيفية التعامل معها بحنكة وشجاعة واقتدار.
فالتحالف مثلما هو مصدر قوتنا هو مصدر ضعفنا في الوقت ذاته، لأن التحالف له مشروع يتقاطع مع مشروعنا، وهذا مصدر قوتنا جميعا ولكنه يلتقي مع مشاريع أخرى تتناقض مع مشروعنا وهذه نقطة ضعفه وضعفنا معا.

فإن تهورنا ضد التحالف أحدثنا شرخا عميقا في نقاط التقاطع بيننا وبينه، مما سيمكن المحتل اليمني وحلفاءه الإخوان والإيرانيين من توسيع هذا الشرخ، بهدف النفاذ منه إلى الجنوب تحت مظلة التحالف، وهذا الأمر ليس لصالحنا ولا لصالح التحالف العربي.

وإن استسلمنا للتحالف سندفعه إلى المزيد من المساومة مع المشاريع المعادية على حساب مشروعنا السيادي للجنوب، مما سيفقدنا قدرة السيطرة على شعب الجنوب الثائر وسيمكن أعداء التحالف والجنوب من استغلال الحزن الجنوبي والاشتغال عليه لا من باب حبهم للجنوب وإنما من باب النكاية بالتحالف، وهذا الأمر ليس لصالحنا ولا لصالح التحالف العربي.

إذا كيف ندافع عن مشروعنا الجنوبي وننقذ المشروع العربي من الضياع؟ لن يتم ذلك إلا إذا تمكنا من إعادة قراءة المشهد السياسي منذ العام 2015 قراءة شجاعة وصادمة وجريئة تحدث عصفا ذهنيا مزلزلا في البنية المواربة للتحالف العربي والبنية الجنوبية المقيدة.
ولن تتحقق هذه القراءة النوعية إلا من خلال ما ستطرحه قيادة الانتقالي على التحالف من تساؤلات هادئة ومزلزلة في وقت واحد على النحو الآتي:

أولا: هل تبنيتم عاصفة الحزم من أجل الدفاع عن المشروع العربي الكلي من خطر الهيمنة الإخوانية والإيرانية وحلفائهما، أم من أجل الدفاع عن المشاريع المجزأة للدول الخليجية وغيرها؟
فإن كان قيامكم بالعاصفة من أجل المشروع الكلي للأمة العربية فقد ظللتم الطريق في تخاذلكم مع كل من وقف معكم، ووقوفكم إلى جانب كل الذين خذلوكم، وحفاظا على ما الوجه لم يكن أمامكم من خيار سوى تنفيذ اتفاقية الرياض ونحن إلى جانبكم، ما لم فإن القادم أسوأ عليكم وعلينا، وهذا ما لا نتمناه.

وإن كان تنفيذكم لعاصفة الحزم من أجل الدفاع عن المشاريع المجزأة للدول الخليجية وغيرها فنحن الذين قد ظللنا الطريق حين خدعنا بوهم مشروعكم العربي واشتغلنا عليها، وعليه فلتعلموا أيها الأشقاء بأنه في حالة أن فكرتم بمقايضة الاحتلال اليمني الإخواني الإيراني بالجنوب مقابل أن يمنحوكم الأمان تكونوا بذلك قد مهدتم الطريق لاحتلال الخليج بعد احتلال الجنوب مباشرة كما حدث في العام 2015، وهذا ما لا نتمناه.

ثانيا: هل تعتقدون في حالة أن تخليتم عن الجنوب لصالح الإخوان والحوثيين لا قدر الله بأن شعبنا الجنوبي العظيم الذي ننضوي كلنا تحت مظلته الوطنية سيتخلى عن قضيته العادلة التي يناضل من أجلها قبل عاصفتكم بسنوات طويلة؟

إن كنتم قد خدعتم بذلك فعلا من قبل الأجهزة الاستخباراتية اليمنية والإقليمية وغيرها، فقد ظللتم الطريق مرة أخرى، لأن قضيتنا قضية وطن محتل منذ العام 1994م، كما أن الصراع الجنوبي مع الاحتلال اليمني منذ التسعينات جزء لا يتجزأ من الصراع الإقليمي والدولي للنظام العالمي الجديد الذي بدأ بالتشكل مع بداية الصراع بين المشروع الجنوبي والمشروع اليمني بداية التسعينات، ولأنه كذلك لن تستطيع الصين وحلفاؤها في العالم والإقليم والمنطقة، ولا أميركا وحلفاؤها في العالم والإقليم والمنطقة من المساس في قضية جوهرية عادلة، لأنه إذا ما فكر أحد قطبي النظام العالمي الجديد (أميركا والصين) الوقوف ضد المشروع الجنوبي فإن القطب الآخر، بحكم الصراع بينهما، سوف يلتقط المشروع الجنوبي ويتبناه نكاية بالآخر، وبالتالي ستكون المتغيرات الدولية قد خدمتنا بفعل حركة التاريخ ودورته الطبيعية.

وحينها سيكون شعبنا العظيم ومجلسنا الانتقالي برئاسة القائد عيدروس قاسم الزبيدي قد استعادوا الحق السيادي للجنوب الذي نتمنى أن يتحقق في إطار السياق العربي الخليجي لا خارجه خدمة لكم قبل أن تكون لنا، وأنتم اليوم من سيختار ذلك، ومن سيجني ثماره قبل غيركم سلبا أو إيجابا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى