متى تكون الحرب عبثية؟

> عبدالقوي الأشول

> يراودني مثل هذا التساؤل كلما نظرت إلى الحرب الدائرة، خصوصا في الجهات الساخنة، على ما في الأمر من تضحيات بشرية جسيمة..

الأمر الذي يبرز مثل هذا التساؤل: ما هي الغايات المرجوة من الحرب؟ رغم أنها في الأصل تكاد تكون مفروضة، ما يجعل فكرة الحكم عليها بالعبثية أمراً ليس صحيحاً إلى حد ما، ولكن في أي حرب لابد من رسم غايات وأهداف إستراتيجية يتم البناء عليها، ناهيك عن ترجمة خطوات انتصاراتها في الواقع، وحين لا يكون الحال كذلك أظنها عبثية، فالتقدمات على الجبهات لا تعد إنجازاً إذا لم تكن مرتبطة بغايات معينة وضمن نطاق إستراتيجية عسكرية متكاملة.

والثابت أننا نعاني من هذا الخلل للأسف، الحال الذي جعل بعض الجبهات تمارس حرب استنزاف مستمرة كما هو الحال في جبهة الضالع، فرغم ما حققت من تقدمات على الأرض إلا أنه لا يمكن ترجمتها في نطاق الوضع العسكري عموماً، حتى إن التقدم المستمر على صعيد تلك الجبهة التي تدير مواجهات شرسة مع الحوثيين لا تبدو متصلة بغايات محددة في نطاق الحرب الدائرة، فعلى مدى الفترة الزمنية الماضية قدمت تلك الجبهة خيرة الرجال، والحبل على الجرار، كما يقول المثل.

فالمسألة لا تعني في هذا التناول الكف عن مواجهة المعتدين، ولكن في تقدير الكثيرين ليس من الضرورة التوغل في عمق المحافظات الشمالية طالما والحال في الجبهات المقابلة لا يمضي بهذا الاتجاه وفق المعطيات على الأرض، ربما بطبيعة التداخلات والتعقيدات التي حصلت في الجبهات الأخرى.
ما يعني أن فكرة أخذ المواقع الدفاعية في جبهة الضالع أمر منطقي في هذه الأثناء مع أخذ كامل الجاهزية لكافة التوقعات، وقد لا أكون مصيباً في وجهة نظري، إنما لابد من أخذ الأمور من منطلق واقعي مع المحافظة على أرواح المقاتلين.

ندرك أن الطرف الآخر لا يكف عن محاولات الضغط في تلك الجبهة التي لا أفق لانتصاراته فيها ولا بارقة أمل من منظور تلك البطولات التي يقدمها أبطال المقاومة الجنوبية وأبناء المنطقة في تلك المواقع، من منطلق ما لدى الطرف الآخر من أرشيف ماضي القمع والبطش والقهر الذي حاولوا من خلاله مراراً كسر إرادة أبطالها.
ومع كل ما سلف لابد من إعادة قراءة المشهد الراهن للحرب من زوايا عدة، وتقييم ذلك في نطاق شامل لما يجري على الأرض من مستجدات ومواجهات ترسم في نهاية المطاف خارطة جديدة للمستجدات العسكرية والسياسية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى