اللاجئون في عدن مشكلة صحية وأمنية

> د. مروان هائل

> حجم الهجرة غير الشرعية من أفريقيا إلى اليمن ازداد في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، حيث يحاول المهاجرون الأفارقة الوصول إلى السعودية ودول الخليج من بوابة الجمهورية اليمنية، التي تعيش حالة حرب وتعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

الأفارقة إخوة لنا وقد تبادلنا معهم أدوار الهجرة في السلم والحرب على مر التاريخ بحكم القرب الجغرافي والتداخل الديمغرافي والمصاهرة، ولكن في الآونة الأخيرة أصبحت مدينة عدن تعاني من موجة هجرة أفريقية غير مسبوقة وواضحة للأعمى، حيث ترى أعدادا ضخمة من اللاجئين الأفارقة وهم يسكنون وينامون في الأزقة والشوارع وحتى في حدائق الجولات الصغيرة، ودخول هذا الكم الهائل منهم إلى المدينة سببه المهربين وقصور في بعض جوانب القبضة القانونية والأمنية، كما يتحمل مكتب المفوضية في عدن المسؤولية عن ظاهرة انتشار اللاجئين في الشوارع، بسبب عدم النزول إليهم بشكل دوري والاقتراح عليهم بالمساعدة على العودة إلى أوطانهم، وأنا على يقين أن الكثير منهم سوف يوافق على العودة إلى دولهم، نتيجة سوء أوضاعهم ومعناة الكرب ووجبة طعام واحدة في اليوم.

سكان مدينة عدن يعيشون حالة قلق شديد من تنامي أعداد المهاجرين غير الشرعيين من أفريقيا ومن أن تتحول مدينتهم إلى حاضنة وبؤرة للأوبئة القادمة من أفريقيا، خاصة وأن عدن في الشهور الأخيرة بدأت تنتشر فيها أوبئة غامضة غير معروفة المصدر وتحمل أسماء غريبة ومضحكة مثل "المكرفس والمقعي والسبهلل"، والأخطر أن السلطات المحلية لازالت لا تدرك حجم الكارثة، خاصة إن زارانا لا قدر الله فيروس كورونا وهؤلاء اللاجئون بالآلاف في الشوارع العامة.

إن تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى عدن يقوض الوضع الصحي والنسيج الاجتماعي والأمن الداخلي للمحافظة، والسؤال هو أين دور اللجان المتخصصة في مفوضية شؤون اللاجئين فرع عدن من الأعداد الضخمة للمهاجرين؟ وأين تذهب مخصصاتهم الغذائية والمالية؟ لماذا تهمل السلطات المحلية في عدن احتمالية نشوب صراعات بين الثقافات المحلية والدخيلة؟ وماذا عن النزاعات داخل المهاجرين أنفسهم؟ وماذا عن إمكانية استغلالهم في تنفيذ عمليات إرهابية أو كمرتزقة في حرب اليمن؟ وماذا عن الأمراض التي يحملونها وعن كورونا إذا انتشر في عدن وهم في الشوارع؟

عندما يصل عدد المهاجرين من البلد الواحد إلى اعداد كبيرة فأول ما يقومون به في الغالب هو رفض الاندماج في مجتمعات الاستقبال، ومن ثم يتبنون طريقتهم الوطنية للحياة واللغة كما في بلدانهم الأصلية عبر تجمعات موالية مغلقة، محاولين من خلالها الحفاظ على هويتهم وتقاليدهم ودينهم وثقافتهم، حيث تشكل الجيوب الخاصة بهم، التي تتعارض غالبًا مع قوانين وتقاليد البلد المضيف وتخلق اختلالًا اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وأمنيا وصحيا فيه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى