الانتصار للمرأة على قاعدة "نعم للاختلاف ولا للاعتراك"

> نجيب محمد يابلي

> الجميل في عدن أنها مدينة على الدوام رغم كل المحاولات لتشويه ديمغرافيتها وديموقراطيتها، ويكفيها فخراً أن أول تنظيم نسوي في عدن ظهر عام 1949م، والجميل أن فعاليات المرأة تفرض نفسها بين الحين والآخر، وكم شاركت في فعالياتها، وكم خدمت المرأة قبل الوحدة في الترجمة الفورية أو المراسلات بالإنجليزية لاتحاد نساء اليمن في عدن على أيام زينب ديرية رحمها الله، وفتحية محمد عبدالله أمد الله عمرها ومتعها بالصحة، وعدد آخر من قيادات الاتحاد.

سعدت كثيراً صباح الإثنين الموافق 16 مارس 2020م، عندما حضرت ورشة العمل الخاصة بكسب التأييد والمناصرة لقضايا النساء (الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية) في فندق كورال بخور مكسر، وقدمت ثلاث أوراق تناولت البعد الاقتصادي وقدمتها د. إبتهاج الخيبة، والبعد الاجتماعي وقدمتها د. أسماء الريمي، والبعد السياسي وقدمها أ. قاسم داود.

كانت المشاركة نوعية في الجانبين الرجالي والنسائي، وساورني أو غمرني شعور بالاعتزاز وأنا أرى النساء المجربات والحاملات لدرجة الدكتوراه ومن مختلف القطاعات، وأعجبني أن الفعالية كانت بشراكة "التوافق النسوي من أجل الأمن والسلام" مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة تحت شعار صارخ أو قل صاروخي، نصه "عندما تضرب النساء يتعطل العالم" أي عندما تعلن المرأة عن الإضراب يتعطل العالم، والشعار عليه مسحة راديكالية.

كانت هناك رؤى وقراءات للواقع على نحو متنوع يلتقي عند المبدأ ويختلف قليلاً عن التفصيل، فمثلاً طالبت د. إبتهاج الخيبة بحصة للمرأة نسبتها 50 %، في حين أن المشاركة عائدة عاشور، مديرة شؤون المرأة في محافظة لحج، ترى أن قرار مجلس الوزراء لو سرى عليه التنفيذ لكان كافياً وكانت بنسبة 30 %، لكنه وضع في الإدراج، وقس على ذلك ما سمعته عن مشاركة من أبين وأضلاع مثلث المشاركات كلها حضرية وهذا شيء جميل.

لا نريد أن نركز على المطالب وإنما نركز على الثوابت وعلى التقاليد الجامعية وعلى كفاءة شاغل الوظيفة، وأن نبتعد عن التعيين السياسي القبيح، ونعتمد بدلاً منه الكفاءة والخبرة والخلف، ذكراً كان أم أنثى.

لا نريد أن نشخص الأمور ونكتفي بتحديد مظاهر الداء واقتراح الدواء، ولذلك فإن موقع العرب على الدوام في كافة المؤشرات في أفضل 100 جامعة أو 300 جامعة لا تجد جامعة عربية لأن الدول العربية تتحاشى تحديد المعايير وتكريس التقاليد الجامعية أو الوظيفية القيادية وكذا نسبة الاتفاق المتدني على البحوث والبون شاسع بين ما تنفقه إسرائيل أو أي بلد أوروبي آسيوي (خذ اليابان وكوريا الجنوبية) وبين ما تنفقه الدول العربية.

نعم للمعايير والمواصفات والمؤهلات لشغل المنصب الأكاديمي أو غير الأكاديمي سواءً رجالاً كانوا أم نساء وإلا فثقوا أننا سنكون حيث نحن الآن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى