اجعلوا ختامها مسكا

> عبدالقوي الأشول

> على مدى سنوات مضت من الحرب والمواجهات اختلطت دماء أبناء الجنوب بدماء الأشقاء في التحالف بجبهات القتال، وظلت علاقة الطرفين حميمية للغاية رغم مؤشرات التعارض فيما يخص الحلول النهائية التي أظنها ظلت في الكتمان، الأمر الذي ولد توجساً وخشية لدى الطرف الجنوبي الذي لا يمكن أن نسقط من الأذهان طبيعية مآسيه ومعاناته على مدى عقود مضت.

فكرة العودة إلى المربع الأول لا يمكن تخيلها بأي حال بعد كل تلك التضحيات التي قدمها شعبنا.. نضالاتنا لم تكن بمعزل عن تحقيق تطلعاتنا كشعب له كامل الحق في استعادة دولته بعد كل ما واجه من صروف المعاناة والألم والقهر وغياب الحقوق ونهب ثرواته، وكل تلك الدماء التي أريقت على أرضه بحكم تعاقب ويلات الحرب التي شنت مرارا على الجنوب.

هكذا هي ساحتنا الجنوبية مثقلة بالجراح وعوامل الظلم والاستبداد والقمع الذي واجهناه على مدى عقود، تلك الأوضاع واجهها الجنوب بصدور عارية، واليوم عليكم قراءة الوضع من زاوية عظم التضحيات التي قدمها شعبنا سواء في نطاق ثروته السلمية وصولاً إلى واقعنا اليوم إذ مازلنا نودع خيرة الرجال من أبنائنا ممن يخوضون مواجهاتهم مع الاعتداءات السافرة التي تطال الجنوب، ما يعني أننا ننتظر من الأشقاء في التحالف إعادة قراءة المشهد من زاوية واقعية والأخذ بمخاوف الجنوب المشروعة في ظل ما تكشفت من مستجدات على الأرض توحي بحالة خلط الأوراق، ولكن هذه المرة بشكل مأساة إذا لم يتم تلافي الأمور حتى يتواصل مسار التحالف في علاقته بالجنوب ومقاومته المبنية على أساس تحقيق مصالح كافة الأطراف.

والثابت وفق ما أخذت تتكشف من تحديات على سطح هذه العلاقة أن الأمور ليست على ما يرام، الأمر الذي وضع المقاومة الجنوبية والجنوب عموماً أمام تحديات كبيرة.. في حين أن وضع التحالف إذا ما جرى الخلط على نحو غير مدروس سلفا سيكون هو الخاسر الأكبر بعد سنوات من التضحيات والجهود.
فهل بمقدور هذه الأطراف جعل العلاقة تستمر في نطاق مسارها الذي يحفظ حقوق كافة الأطراف؟ فكما يقال (اجعلوا ختامها مسكا)، لأن إنكاء أي جراح على هذا الصعيد سوف تكون تبعياته كارثية على صعيد المنطقة عموماً.

فهل ما تكشف مرده قراءة خاطئة وحسابات غير آخذة في الحسبان النتائج؟ وهل من الحكمة التفريط بكل ما تحقق والبناء على تخمينات غير واقعية؟
مثل هذا المسار لاشك سيكون شديد الضرر على أمن المنطقة عموماً والقضية الجنوبية خصوصا.

فهل يا ترى يجري تغليب الحكمة في هذه الأثناء؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى